يوم عيدك يا وطن

علي بن بدر البوسعيدي

يمثل الثامن عشر من نوفمبر المجيد يوما مميزا في تاريخ السلطنة، وعلامة فارقة في تطور مسيرة عمان التي ما فتئت منذ ذلك الحين وهي ترتقي في مدارج التطور والنماء، مرتكزة على تاريخ وحضارة ضاربة في القدم.. ويعد هذا اليوم مناسبة وطنية مفعمة بحب الوطن والقائد المفدى، الذي ما توانى يوما عن مسؤوليته، ولم يضع منذ 47 عاماً معول البناء أرضًا، بل ما زال منذ ذلك التاريخ يبني ويكد ويعمل بلا كلل أو ملل من أجل أن تكون عمان في مصاف الرقي والتقدم والسؤدد..

إنّ جلالة السلطان – المفدى- هو محرك النهضة العمانية المباركة ومفجر طاقات عمان الخير التي في عهده ودعت حقباً عجافاً لا تعي لا تنطق..

انتظمت المدارس والجامعات والصروح التعليمية في عهد النهضة المباركة جميع ربوع البلاد.. فحكمة جلالته كانت تقول إن الأوطان تبنى بالعلم وتنهض بالمعارف والوعي.. انتشرت المستشفيات والمرافق الخدمية والثقافية لتبني إنسانا سليم الصحة والبدن والفكر.. عُبّدت الشوارع وشقت الطرق لتربط بين أطراف عمان اقتصاديا واجتماعيا وشيّدت المساكن والمتنزهات والعمران والموانئ والمطارات.. سار الاقتصاد خطوات وشهد نقلات نوعية ارتفع معها دخل الفرد وتحسنت معيشة المواطن وسارت عجلة الإنتاج فأصبحت الحياة رخاء ويسرا.. عمّت مظاهر الرقي والتقدم والجمال جميع الأرجاء، ونهضت من سباتها لتشيد في زمن قياسي وجيز كل أشكال وأنماط الحضارة والحياة العصرية.. ولتصبح دولة مؤسسات تنعم بالأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي.

في الـ18 نوفمبر من كل عام يفاجئنا قائد مسيرة الخير بمكرماته التي يتشرف بها أبناء هذا الوطن الغالي؛ حيث وجه مولاي السلطان المعظم مؤخرًا بتخصيص 100 مليون ريال من ميزانية الدولة دعمًا للفئات المستحقة من المواطنين. وقد جاء في بيان مجلس الوزراء أن هذه اللفتة الكريمة من جلالته تتزامن مع الأيام الخالدة للعيد الوطني المجيد. كما وجه جلالته بصرف مكرمة أخرى خلال هذا الشهر لأصحاب الضمان الاجتماعي وذلك عبر وزارة التنمية الاجتماعية..

وهو بهذه المكرمات يضرب مثالاً على كرم جلالته ونبل خلقه وتعهده شعبه بالرعاية والعناية والوقوف إلى جانبه كما يفعل دوماً -أعزه الله-..

حفظ الله قابوس عمان وأدامه ذخرا للوطن.