هلال الشيادي – سلطنة عُمان
الحــبُّ أقــوى من جميع الأحــرفِ
هــو فـوق ما لم تعرفيه وتعرفي
هــو نسمـــةٌ تنســاب في أرواحــنا
والروح تُطفى وهو ليس بمنطَفِ
كـــم عــرّفوا معـناه قــبل مجيـــئنا
ولقد أتيــنا وَهْــــو لمّـــا يُعــرفِ
أحــلــــى معــانيــه إذا وصَّــفتـــه
فكأنما وصَّــفت مــا لم يُوصَــفِ
فـي كل شيء صــرفة وتصــرف
والحب يصرف كل ما لم يصرفِ
كم أوقــع الألبـــاب حيــرى دونه
فمضـــت تمــد كفوفــها بتفلســـفِ
النــــاس كلهم بــــه لـــم يكتفـــوا
وترينــه فـي بعضِ بعــض يكتفـي
الله محــــور قطبــــه هــــو بدئه
هو ختمـــه يحيـــا بنور المصحفِ
كم خاف منه النبض ذات خطيئة
كم طــاف فيه القلبُ ذات تصـوفِ
الــروح تلمســـه بحين صــلاتها
والقلـــب يستسقيه باللطــف الخفــي
هو من شفيف النور أضعف قوة
وأشـــدُّ مــن جــبل عتيـــد أعــنــفِ
تاريخــه غلــب الصحائف كلها
في بعضِـه كلُّ الصحـــائف لا تــفي
تتحرك الأقــلام حسب رياحــه
واللحـــن دون عنـــائه لــــم يُعـــزفِ
الحــب مـاضٍ حاضــرٌ مستقبلٌ
هـو سيرتي في العمر؛ بل هـو موقفي
لا تبحثــي عنـه فما مـن راغب
فـــــي الحـــــب إلا جــــــاءه بتلهـــفِ
كم تطــرق الأبواب كفُ جماله
فـــــي كل يـــوم فافتحــــي وتلطفـــــي
الحـــب لا معنــــى له لكنـــــه
هـــو كـل معنـــى مستحيــــل مختــــفِ
سترينه في المــــاء يحيـي ميتا
وترينــــه فـي قبــــر عــــــان مــــدنفِ
فدعي معاني الحب خلي كنْهه
عِــيشيـــه يأتِــــــكِ دون أي تكلــــــفِ
هو أنتِ، أنتِ هو، الحقيقة كلها،
فامضــي كمــــا يهــــواه، أو فتــــوقفي
