أيقونة معمارية تتوسط قلب مسقط .. وعرض ثلاثي الأبعاد لإبراز تفاصيل المبنى

السيد أسعد يقص شريط افتتاح المقر الجديد للبنك الوطني العماني

...
...
...
...
...

مسقط- الرؤية

كشف البنك الوطني العماني رسمياً عن مقره الجديد خلال حفل خاص حضره نخبة من الشخصيات المرموقة، تحت رعاية صاحب السُّمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان.

ويمهد المقر الجديد- الذي يمثل الأيقونة المعمارية الأحدث في الأفق العمراني للعاصمة مسقط- لمرحلة جديدة في مسيرة نمو القطاع المصرفي في عمان، كما أنه يعكس مساعي السلطنة لتحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية الأشمل. ولطالما استثمر البنك الوطني العماني على مدى أكثر من 4 عقود في الركائز الاقتصادية المهمة على الصعيد الاستراتيجي، وأدى الأدوار والمسؤوليات المنوطة به على أكمل وجه للمساهمة في تطوير القطاع المصرفي في السلطنة. وينبع قرار البنك ببناء مقر رئيسي جديد من ثقته الكبيرة بمستقبل القطاع المصرفي العماني، كما أنه تجسيد للرؤية الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.

ويمثل المقر الجديد الأيقونة المعمارية الأحدث في الأفق العمراني للعاصمة مسقط، حيث يمتد على مساحة 50 ألف متر مربع بارتفاع 9 طوابق، ليوفر مساحات مكتبية عالية الجودة ومرافق دعم مبتكرة تلائم متطلبات مرحلة النمو الجديدة التي يقبل عليها البنك بما يتماشى مع أجندة التنويع الاقتصادي في السلطنة.

ويقع المقر الجديد مقابل الجامع الأكبر في مسقط، على الشارع الرئيسي الواقع بين المطار ومركز المدينة، وهو يستلهم المشهد الطبيعي والمعماري والثقافي للسلطنة. ويتميز كل طابق منه بهيكل خارجي متمايز لإضفاء مظهر طبيعي متدرج من أسفل المبنى المصنوع من الحجر والخشب وصولاً إلى الدرابزين ذي التصميم البسيط الذي يتوج المبنى من أعلى. وتتكون واجهة المبنى من عنصرين رئيسيين هما: واجهة من الحجر الطبيعي في القاعدة. وقد تم استخدام كتل الحجر العماني في قاعدة المبنى لإضفاء الطابع العماني الأصيل على البناء. وبهدف تعزيز أجواء الراحة والارتباط بالطبيعة، تمت زراعة نباتات تبعث على الاسترخاء على التراسات المتدرجة في المبنى.

ويحيط بالفناء المركزي للمبنى، الذي استوحي تصميمه من الوديان الصخرية العمانية، فرع المبنى الرئيسي والذي يحوي مركزا يستعرض فيه المنتجات والخدمات المصرفية الرقمية والتي تعكس التزام البنك بالابتكار والتطور الرقمي في القطاع المصرفي، بالإضافة إلى مساحة عمل مفتوحة ذات جودة عالية. كما يمزج الفناء عناصر حركة المارة مع منظر المياه وأشعة الشمس التي تخترق المبنى والأجواء الحيوية، مما يجعله ملاذاً داخلياً مميزاً بكل معنى الكلمة. وهذا ما يحقق التوازن بين الوصول العام والمتطلبات الأمنية ليوفر منشأة متعددة الوظائف تدعم شؤون الموظفين والفعاليات المختلفة في آنٍ معاً.

وأقيم الحفل المميز أمس الأربعاء بحضور كوكبة من الشخصيات المرموقة من جميع أنحاء السلطنة، وذلك بالتزامن مع التحضيرات الجارية للاحتفال باليوم الوطني الـ47 المجيد. وقد أراد البنك الوطني العماني أن يشارك السلطنة الاحتفال بهذا الحدث المهم ويحتفي بمسيرة تطورها الاستثنائية عبر خطوةٍ رمزية تمثلت في بناء المقر الجديد.

وبهذه المناسبة، قالت السيدة روان آل سعيد رئيس مجلس إدارة البنك الوطني العماني: "نجتمع للافتتاح الرسمي لمقر البنك الوطني العماني الجديد؛ الذي يشكل مصدر فخر لنا. وإنه لشرف عظيم لي أن أكون جزءاً من هذا الإنجاز المميز الذي يؤكد ثقتنا بقوة شعب السلطنة، والرؤية الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-. فضلاً عن كونه يعكس ثقافتنا القائمة على الانفتاح والالتزام والإيمان القوي بمستقبل البلاد". وفي إطار التزامه بحفز الابتكار وإبراز ريادته بالمجال التكنولوجي، قدم البنك للضيوف أول عرض للإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد في السلطنة حول المقر الجديد، ابتداءً من بلورة المفهوم والتصميم وانتهاءً بوضع اللمسات الأخيرة.

وبدوره قال أحمد المسلمي، الرئيس التنفيذي للبنك الوطني العماني: "يستلهم هذا المبنى الأيقوني تصميمه من المشاهد الطبيعية الآسرة في عمان، مع التركيز على العناصر الثقافية الرئيسية التي تميزها. وهو يمثل معلماً معمارياً جديداً في وسط العاصمة مسقط، ومنصةً راسخة تضمن لـ "البنك الوطني العماني" انطلاقة قوية نحو مرحلة النمو الجديدة. ونحن نتطلع إلى خدمة مجتمعنا وعملائنا من هذا المقر العالمي، مع العمل على توفير بيئة عمل استثنائية لموظفينا من شأنها دعم تحقيق رؤيتنا بأن نصبح البنك المفضل لدى العملاء".

ومن هذا المنبر الجديد، سيواصل "البنك الوطني العماني" مساعيه لدعم الابتكار، وتحفيز رواد الأعمال، وتمويل البرامج التعليمية، وتشجيع الرياضة العمانية، ودعم المجتمع المحلي. كما يحافظ البنك على التزامه بإحداث أثر إيجابي، والمساهمة بتحويل السلطنة إلى مجتمع مستدام قائم على المعرفة.

ويعدّ "البنك الوطني العماني"، الذي تأسس عام 1973، أول بنك محلي في عمان. وهو اليوم من أكبر مؤسسات السلطنة التي تقدم حلولا مالية تلبي احتياجات عملائها. ويمثل الكشف عن المقر الجديد مرحلةً جديدة في مسيرة البنك، حيث يتابع أداء مهمته المتمثلة في تزويد العملاء بخدمة متميزة على الدوام، وتوفير قيمة مجزية لمساهميه، والمساهمة في نمو البلاد وازدهارها لسنوات عديدة مقبلة.

ويحظى البنك بحضورٍ دولي متميز يمتد لأكثر من 10 سنوات في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة (أبوظبي) ومصر. وهو البنك العماني الوحيد المرخص له بالعمل في دبي، كما أنه يتمتع بقدرة تنافسية مهمة تدعمه في تطوير عملياته على المستوى الدولي.

ويقدّم البنك خدماته للعملاء من خلال 60 فرعاً و183 جهاز صراف آلي و16 جهازاً لإيداع النقد والشيكات موزعة على امتداد السلطنة، بالإضافة إلى امتلاكه ثلاثة فروع دولية- أحدها في مصر، وواحد في دبي، وآخر بأبوظبي. كما يمكن لعملاء البنك الوصول إلى خدماته على مدار الساعة من خلال مركز الاتصال وقنواته المصرفية الرقمية.

ويلتزم البنك الوطني العماني بمسؤولياته الاجتماعية، والإيفاء بعهوده في إحداث تأثير إيجابي بجميع الأماكن التي يعمل بها، مع التركيز بصورة خاصة على مجالات الصحة، والخدمات الإنسانية، والفنون والثقافة، والتعليم والبيئة، والشباب والمرأة. علاوةً على ذلك، يلتزم البنك بتوفير خدمات مبسطة لعملائه من خلال تبني الابتكارات والتقنيات الجديدة. فعلى سبيل المثال، أطلق البنك مؤخراً أول "هاكاثون" في السلطنة، وذلك في إطار جهوده الرامية لتشجيع الابتكار.

وتبلغ مساحة أرضية المبنى 50 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة 7 ملاعب كرة قدم، و90% من المواد المستخدمة في البناء هي منتجات طبيعية، بما فيها مظلة المدخل المصنوعة من رقائق الخشب الطبيعي، وتمت صناعة كامل واجهة المبنى من الحجر العماني الطبيعي المستخرج من المقلع الموجود في مدينة صحار. ويقوم التصميم الخارجي للمبنى على عنصرين أساسيين هما: قاعدة المبنى التي تنطوي على تراسات متدرجة مصنوعة من الحجر العماني لتجسد المناظر الطبيعية والجبال المحلية في السلطنة، والطوابق العلوية التي تنطوي على ألواح عمودية مسبقة الصنع مستوحاة من تصاميم القلاع العمانية التقليدية مثل نزوى ونخل وبهلاء. وانطلاقاً من التزامنا بدعم الاقتصاد العماني، تم استخدام المواد المحلية حيثما أمكن ذلك، كما كان المقاول الرئيسي للمشروع هو شركة "التركي" المحلية. وتصميم الفناء المركزي للبنك مستوحى من الوديان العمانية؛ حيث يمزج بين المواد التي تستحضر المناظر الطبيعية للسلطنة، ونور الشمس الذي يتخلل المبنى، والمياه، إضافة إلى الأجواء الحيوية الناتجة عن حركة المارة. وتم استخدام 4,400 متر مربع من الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية، بما فيها 9 آلاف متر من الشرائح المائلة المتوازية والمصنوعة من الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية. كما أن أحد الهيكليات الرئيسية المصنوعة من هذا النوع من الخرسانات قابلة لإعادة التدوير بالكامل. وتم تصميم موقف السيارات في الطابق السفلي لتلبية أعلى معايير السلامة من الحرائق، مع مراوح باستطاعتها شفط 225 مترا مكعبا من الهواء في الثانية، أي ما يعادل تفريغ 5 مسابح أولمبية كل دقيقة.

تعليق عبر الفيس بوك