ولي مع نوفمبر أجمل حكاية

 

فايزة الكلبانية

همسة أولى

يا طيرة طيري..طيري..

سليميلي على سيدي ..على سيدي..

أبونا السلطان قابوس .. وسط القلب.. وتاج الرؤوس..

 

كم تغنيت بها ككل أطفال عُمان وأنا صغيرة..كلما رأيت طائرة تشق طريقها عبر السماء البعيده..فأتبعها حتى آخر ارتفاع أتمكن من صعوده في سطح منزلنا.. وأنا اقتفي أثر دخان الطائرة الذي يرتسم مع السحب بلون أبيض لا يمكث دقيقة إلا ويتلاشى عن ناظري حتى تختفي الطائرة في طريقها وأنا أردد هذه الأغنية بكلماتها الجميلة بصوت عالٍ يصل لمنازل الجيران ببراءة طفلة تحمل في داخلها أمنيات وأحلام بريئة، لم تكن حينها تعلم ما ينتظرها في مستقبلها المجهول الذي تعيش تفاصيله اليوم... ولا زلنا نرددها حتى اليوم، بالرغم من أنَّ موسوعة الأغاني الوطنية العمانية أصبحت عامرة بالكلمات والألحان والأغاني الوطنية والأصوات المختلفة، معبرين عن حبهم لهذا الوطن وقائده، ولكن يبقى لهذه الكلمات وقعها وصداها الذي يلامس مشاعر الماضي وسجل الذكريات مع أفراح الوطن المستمرة.

همسة ثانية

أمنياتنا تتعالى يومًا بعد آخر.. وقد ذكرتها سلفًا.. وأكررها اليوم: لطالما تمنيت كإحدى بنات الوطن رؤية أبي وأبي الوطن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المُعظم – حفظه الله ورعاه، وإلقاء التَّحية والسلام عليه، وهو بالطبع حلم كل مواطن عُماني شيباً وشباباً.. وتارة يمتد حلمي لمدى أوسع وأكبر من منطلق مهنتي كصحفية بالحديث معه ومحاورته مثلما أتيح هذا الشرف سلفا لغيري.. فكم كانت سعادتي كبيرة عندما تلقيت دعوة لحضور افتتاح مجلس عُمان للفترة السادسة بحصن الشموخ بمنح، والاستماع لصوت جلالته وهو يُلقي على الشعب كلمته السامية.

همسة ثالثة

ها هو شهر الأفراح نوفمبر الذي يترقبه أبناء عمان ومحبوها يعود ليطل علينا هذا العام بحلة جديدة تحمل في طياتها كل معاني الحب والولاء والانتماء للوطن والسلطان، وأفراح الوطن ضمن احتفالاتنا بالعيد الوطني المجيد، وتبقى لنوفمبر خصوصيته البهيجة في نفسي كوني إحدى مواليد نوفمبر.. فمرحى للنوفمبريين، وفرحتنا الكبرى في نوفمبر نعيش قصة وطن وسلطنة وسلطان، نعيش تفاصيلها احتفالا ببهجة العيد الوطني المجيد، والذي نترقبه مع إطلالة شمس يوم 18 نوفمبر؛ لنعيش قصة وطن عنوانها قابوس، وسط فرحة الشعب بإطلالة أبي الوطن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- ومشاركته لأبناء شعبه الأوفياء هذا العرس العماني الميمون ونترقب إطلالته السامية – حفظه الله ورعاه-، وذلك من خلال تشريفه للعرض العسكري بمناسبة العيد الوطني السابع والأربعين المجيد.

همسة رابعة

خطابات عدة ألقاها علينا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في كل إطلاله له بمختلف المناسبات، تحمل في طياتها الحكم والعبر والنصح والإرشاد، ودروس أضاءت لنا طريق التميز والنجاح على مدار عمر النهضة العمانية، حيث ركز جلالته في عدد من خطاباته على ضرورة الاهتمام بتنمية الموارد البشرية بكل ما تتطلبه المرحلة الحالية، وبالفعل إن الانتقال المنهجي من التركيز على مشاريع البنية الأساسية (الحجر) إلى بناء الإنسان بكل متطلباته من صحة وتعليم وتدريب وتأهيل وتوظيف هو ما يبحث عنه المواطن العماني في الوقت الراهن، حيث إن المرحلة القادمة مرحلة انتقال حقيقي لتدريب البشر، وفي خطابات جلالته حرص وتأكيد على أن كل عائدات البلد ستتوجه مستقبلا نحو التنمية البشرية وهذا بالفعل يتطلب جهدا مجتمعيا متكاملا لتكون عمان كما نُريد.

همسة خامسة

المواقف العمانية التي اتخذها جلالته على مختلف الأصعدة عامة والصعيد السياسي خاصة في المنطقة العربية والخليجية جعلت لعمان والعمانيين مكانة مرموقة، وعلمتنا درسا لطالما ردده جلالته على مسامعنا في ضرورة "عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم تدخل الغير في شؤوننا".

وفي قول جلالته : "لقد أثبت العمانيون خلال الحقبة المنصرمة أنهم يتمتعون بمستوى جيد من الوعي والثقافة والإدراك والفهم في تعاملهم مع مختلف الآراء والحوارات والنقاشات التي تنشد مصلحة هذا البلد ومصلحة أبنائه الأوفياء".. تأكيد مباشر من جلالته على تقديره للمستوى الذي وصل إليه أبناء هذا البلد المعطاء من مستوى عالٍ من الوعي والإدراك والحوار، وهذا بحد ذاته شهادة لكل أبناء هذا البلد المخلصين، بأنه عليهم أن يواصلوا مسيرتهم نحو المشاركة عبر اعتماد آليات راقية للحوار والنقاش البناء.

همسة سادسة

"قابوس عمان".. هو الملهم والقائد والمعلم.. فيكفينا فخراً أن ينادينا أهل الجوارعندما يعلمون أننا عمانيو الجنسية بقولهم "أهلا بأبناء السلطان قابوس"، فتفتح أمامنا القلوب ترحيباً قبل الأماكن، كل هذا بفضل الله وبفضل سمعة عمان التي بذل فيها قائدنا الغالي والنفيس لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من احترام ومكانة بين الشعوب، فكلمة شكرًا قليله بحقكم يا مولاي.. فدعواتنا لك بالعمر المديد يا أبا الوطن.

 

همسة لأبي السلطان قابوس..

في نوفمبر.. مرحى للنوفمبريين وأنا منهم..

في نوفمبر.. هنيئاً لعمان وشعبها أفراح الوطن..

يارب احفظ لنا جلالة السلطان  بقدر ما أحببناه...

لهذا أرددها دوما "ولي مع نوفمبر أجمل حكاية"..

faiza@alroya.info