يحفرُ خطُّ القلبِ سِككًا

دلشان أنقلي – شاعرة سورية تقيم في كندا


(1)
كالأعمى..
أَصِلُ إلى الخيالِ الجريح..
ألمسُ الترابَ الأحمرَ..
فيَسُدّ صيحات الفكر بخميرة الصلصال
أغسلُ رأسي بِدلالِ الزيتون الغافي
يَتعطرُ الشَعْرُ بزيت الغار،
مَن يقُنِع الهواء؟
أن فيلم الهواء الذي يَسحقنُي الآن!
يَمرُ ميتا".. كغفير يُشيعُ موكبا "غائبا"
بينما هواء الشمال في فم غريبٍ
ينَثُّ غبارا"..
يُحصي الأوهامَ الواقعةَ
على رؤوس الأشجار،
لإجبارها على مشيٍ أعمى.

(2)
"وداعاً" لكل انحدارٍ في يدي
لكل شظية حفرتْ وشماً يقود إلى نفقٍ
ولكل من قرأ خطوط دربي
العالم الآتي..
ما زال السلام مضطرباً حول يدي
ينسخُ الزمن المزيد من الفحم..
يحفر خط القلب سككاً
تفاديا لسَكتةٍ أسمع أنفاسها بهدوء
كنهرٍ ينخره صوتُ خببِ الماء من بعيد
العالم الآتي..
والرأي المذعور مضى مخترقاً
ضرس التمساح المنخور في اللعنات
لا شيء غير العزلة تُوسّع حقل النظر
كتلويحةٍ لموكبٍ جنائزي كما كل روح تنتحب
تواصل الظلمة توغلها
تسرق من يدِي مهاراتها، جداولها
ستجري عروقاً زرقاء
في دم السماء
تحكّ السحاب بألف قبلةٍ مشذّبة بالحرائق
حتى تبلغ الطاعة
وتعود
راضية مرضية
يدي التي تعيش على الورق
مرويّة بطيور المصافحة
تحوم حول الماضي والآتي
ما يُشبع نهمَتها الآن
أنْ تتكلم نيابةً عن الجميع
سواءً
بالجنّة أو الجحيم

تعليق عبر الفيس بوك