لنحتفل بنوفمبر المجيد بطرق مبتكرة

خلفان الطوقي

أقبل علينا نوفمبر المجيد هذه المناسبة الوطنية المقدسة عند كل مواطن ومواطنة؛ بل عند كل مقيم وزائر؛ ففي هذا الشهر المجيد يستبشر معظمنا بالخير والفرح والاحتفال؛ ويستعد معظمنا للاحتفال بطريقته بدءا من المسيرات، وتزيين السيارات ولف الأوشحة وتوزيع الكعك في بعض المؤسسات وإلقاء القصائد وتداول المقاطع الوطنية والتبريكات في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الطرق.

هنا أحاول أن أفكر بشكل مختلف وبصوت عال وخارج الصندوق كما يقال؛ وفكرتي تكمن في كل منا على مستوى المؤسسة التي يعمل بها أو ينتمي إليها أو يمثلها؛ في أن تقول مؤسسته إننا اليوم نجتمع بعد عام من العطاء والتضحية ونقيّم ما قمنا به؛ وطرح عدة أسئلة مثل: هل قمنا بما يجب علينا على أفضل وجه؟ وهل عملنا هذا هو أفضل ما يمكن القيام به أو أنّ هناك أفضل مما قمنا به؟ ويستمروا في نقاشهم إلى أن يضعوا مؤشرات أداء على مستوى القسم والدائرة والمديرية والجهة التي يمثلونها للعام المقبل سواء كانت قطاعا عاما أو خاصا.

فكرتي تكمن في أن نجمع الكلمة والشعارات بالفعل والأداء والإنتاجية الملموسة؛ لإيماني بأنّ الشعارات والكلمات والأشعار والرقصات والأهازيج يتقنها معظمنا وهي سهلة نوعا ما؛ ولأننا اقتربنا من هذا التقليد الجميل كل سنة وعلى مدى يقرب من نصف قرن؛ فقد حان الوقت لأن نزرع ثقافة العمل والمحافظة على أمجاد عمان في كل سنة بالعمل والإنتاجية المتميزة؛ ولكي يكون هذا الاحتفال هو لتنشيط الذاكرة والروح وأن علينا أن نعمل على مدار العام لكي نستحق أن نحتفل بعد هذا العطاء؛ وعلينا أن نستذكر بأننا دخلنا عاما جديدا يحتاج لربط الأداء والإنتاج وتطوير الخدمات التي نقوم بها بالمعايير المطورة سنة بعد سنة.

لن يكون هناك ضرر بين الجمع بين الطرق التقليدية والطرق المبتكرة؛ بل إنّ مقترحي سيخلق الانتماء المنشود بين الفرد ومؤسسته ودولته أو الأرض التي يعيش عليها؛ وسيكون شهر نوفمبر مراقبة ذاتية قبل أن تكون مؤسسية؛ وأن عليه أن يبذل الغالي والنفيس ليكون لبنة من لبنات هذا الوطن؛ وأنّ علينا أن نعمل ونفكر ونعطي ونستشعر خيرات الوطن من خلال الاحتفال به شكليا وعمليا؛ وأنّ هناك مسؤولية على كل فرد أن يقوم بواجبه ويجتهد دوما لتطوير أدائه حبا وتقديرا وردا لجمايل الوطن المتجددة.

مقتنعا بهذه الفكرة واتوقع أن يشاطرني الكثير من المواطنين أنّ الاحتفالات يمكن أن تكون عطاء وسلوكيات وإنتاجا وأداء بالإضافة إلى كل مظاهر الاحتفالات الأخرى؛ فعمان لن تبنى بالكلمات والشعارات والأهازيج فقط؛ بل سيكون لهذه المظاهر لون ونكهة أزهى وأجمل وأطعم بارتباطها بالإنتاج وتقييم الذات والمؤسسات؛ وكل عام والجميع أكثر تميزا وعطاء وحبا لسلطانها الحكيم وعمان الغالية وأهلها الكرام.