أحمد السلماني

قبل 4 أشهر تقريبًا وعشية تولي مجلس إدارة نادي الرستاق واستلامه راية العمل الجاد، كنت قد كتبت مقالاً كان بمثابة التهنئة المغلفة بالنصيحة والتي تحوي "رؤية" مستقبلية بمنظور عمل جديد وخارج الصندوق مؤداه "ناد" بثوب جديد ويحمل معنى النادي الحقيقي حين يُقدم سلسلة خدمات متنوعة تلبي احتياجات شريحة واسعة من أبناء ولايتي الرستاق والعوابي، يومها تلقف رئيس النادي النصيحة بترحاب أثلج صدري وأنعش آمال دفينة لست وحدي من يحملها بل كثيرون من أبناء وعشاق "عنابي الجبل" وتجاوز ذلك بوعد في طرحه كمشروع ويبدو أنَّ هناك أفقا جديدا و"رؤى" بدأت ملامحها تتشكل لتصب في نهاية الأمر على شكل "إستراتيجية" إن كتب الله لها النجاح فإنها ستشكل سابقة نحو خلق بيئة جاذبة بالنادي ليكون متنفسًا حقيقيًا لشبابه ومنتسبيه ويقدم سلال من الخدمات بجودة عالية تراعي التنوع في الرغبات من حيث البرامج الرياضية والثقافية والاجتماعية، فضلاً عن وجود بنية تحتية جيدة من المرافق الخدمية والملاعب لتشكل جميعها منظومة كاملة تجعل من حب وولاء المنتسب للنادي أكبر منه لكيان شبابي آخر.

كل ذلك يبقى في خانة التنظير ومع ذلك فقد بدأ القائمون على هذه "الرؤية"والتي ترقى لأن تكون "رسالة" بـ«المباشرة والمضي قدماً في رسم خارطة طريق للنادي خلال السنوات المُقبلة وتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية لإشراك مجتمع الرستاق والعوابي بمختلف اهتماماته وتوجهاته في طرح وجهات النظر والأفكار تجاه برامج وأنشطة النادي وبناء رؤية واضحة تحقق طموحاته وتطلعاته بطريقة منظمة".

ومن أجل تحقيق ذلك فقد تم نشر استطلاع رأي إلكتروني في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة واستقاء آراء الناس حول برامج وأنشطة نادي الرستاق الثقافية والرياضية والشبابية فكان التفاعل مدهشًا ليتفاعل مع الفكرة أكثر من 300 مشارك ووردت للفريق المكلف بالمهمة ردود وأفكار جدا رائعة سهلت من عمله، وتم أيضا تنفيذ حلقات نقاشية أو جلسات العصف الذهني للجان النادي، حيث تم الانتهاء من تنفيذ حلقة نقاشية واحدة للآن وهي خاصة باللجنة الشبابية لمدة ٣ ساعات من خلال توزيع الحضور إلى مجموعات حسب المحاور التي وضعتها اللجنة الشبابية وقادم الأيام ستشهد

عقد جلسات النقاش لباقي اللجان.

وبعد ذلك تبقى الخطوة الثالثة والأخيرة والمتمثلة في تشكيل فريق إعداد الرؤية والخطة الإستراتيجية للنادي وفق التوصيات التي ستخرج بها هذه اللجان.

 ولسرعة تنفيذ المشاريع الاستثمارية للنادي وضمان ديمومة وتوفير الدخل المادي المجزي لتنفيذ ما سيتمخض عن هذه الإستراتيجية فقد باشرت لجنة الاستثمار بالنادي والتي اعتمدت مؤخرًا من مجلس الإدارة في حصر عقاراته ومُقدراته والتواصل مع رجال الأعمال لمن يرغب منهم في الاستثمار بها لفائدته وفائدة النادي»"مقتبس"

مرة أخرى أؤكد على أن ذلك كله يبقى في خانة التنظير ما لم يواكبه برنامج عمل دؤوب و"أمانة عامة" لمتابعة سير عمل اللجان والبدء في تنفيذ الإستراتيجية "الحلم" فور إقرارها مع ضرورة إشراك وزارة الشؤون الرياضية والجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة في هذه الخطوات لتسهيل المهمة وتعميم التجربة حال نجاحها.

لست هنا بغرض تمجيد الفكرة ولكنها تبقى نقطة مضيئة بيضاء في صفحة داكنة اللون حيث الأندية كانت ولا زال السواد الأعظم منها يدار بالنمط التقليدي ودورة عملها لا زالت كلاسيكية عقيمة فقدت بسببها قيم اجتماعية نبيلة تغرسها الأندية في منتسبيها وسنبقى متابعين ومترقبين بل ومراقبين وشاهدين على العصر الجديد للنادي الريفي الرستاق .