الهوكي.. إلى أين؟

علي بن بدر البوسعيدي

رغم الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للارتقاء بلعبة الهوكي؛ باعتبارها اللعبة الشعبية الثانية في السلطنة بعد كرة القدم، وسعت جاهدة لتعزيز أوجه الدعم المالي واللوجتسي ومضاعفته بشكل يتنامى من عام تلو الآخر؛ تزامنا مع مساعٍ حثيثة لتطوير البنية الأساسية لخدمة اللعبة وممارسيها، غير أن نتائج المنتخب الأول لم تعكس هذا الاهتمام، فعاد مؤخرا بخفي حنين مُحملا بنتائج كارثية قبع على أثرها بالمركز الأخير في بطولة كأس آسيا للرجال بدكا.

وانتظرت بيانا من اتحاد الهوكي لتوضيح أسباب التردي، ولكن لم يصدر من الأخير أي تصريح حتى اللحظة، ولعل سطوري هذه تجد من يصغي إليها برد منطقي واف، معزز بخطة عاجلة وبرنامج زمني يحول دون تكرار المشهد الصعب مجددا؛ فالوطن الغالي يستحق اعتلاء منصات التتويج، أما الترنح في المراكز الأخيرة فلا يليق بتاريخ اللعبة وقاعدة ممارسيها.

وتحمل لعبة الهوكي في السطنة عبق التاريخ؛ فاللعبة التي مارسها وأرسى قواعدها أعلام مثل سمو السيد طارق بن تيمور آل سعيد، وسمو السيد عباس بن فيصل بن تركي آل سعيد، وسمو السيد علي بن محمد بن تركي آل سعيد، وسمو السيد محمد بن عباس آل سعيد، وأحمد بن عبدالنبي مكي، والدكتور حمد الريامي، باتت في حاجة ملحة لتعديل المسار والعودة للمكانة المرموقة التي تستحقها؛ لذا وجب التعاون بين كل الجهات المعنية لتبني مشروع وطني يفصح في الأخير عن عودة مظفرة للعبة.

وأعتقد أن الإمكانيات المادية ليست السبب وراء تراجع نتائج المنتخب الأول للهوكي؛ فمقدار المخصصات المالية التي يحظى بها اتحاد الهوكي حاليا لا تقارن بالموازنة المخصصة له في السابق، إذ تضاعفت عدة مرات في السنوات الخمس الأخيرة، ولكن مع كل زيادة في الدعم كان هناك مزيد من التراجع! فربما كان هناك قصور فني وإداري وراء هذا التردي، فالتخطيط الصحيح وتطويع علم الإدارة الرياضية المعززة بالخبرة الميدانية، لقادر على تحويل الإمكانيات -وإن كانت قليلة- إلى هدف كبير؛ فماذا لو كانت الإمكانيات جيدة في واقع الحال!! أليس من المنطقي تحقيق نتائج أفضل من ذي قبل؟!

إنَّ الاهتمام بالقاعدة أحد السبل المهمة لتطوير اللعبة، لما تملكة السلطنة من خامات ومواهب واعدة قادرة على تغيير خارطة اللعبة على كافة المستويات، بشرط الاهتمام والرعاية وفق سبل تدريب حديثة تتفق والمعطيات المتاحة، وتتماشى مع الأهداف المرحلية التي تفصح في الأخير عن هدف عام، مفاده منصات التتويج الآسيوية، والانطلاق منها نحو العالمية.

الأكثر قراءة