دموعها كانت معتمة

عماد فيلاح - المغرب


كانت قبيحة جدا،
كانت تفزع خاطر الجميلات فيهربن،
وكانت تتهرب من ضحكات الشمس
 وتبكي من شدة كرهها للمرايا،
وتكسر أصابعها كلما تحسسها
بفزاعات وجهها،
كانت هزيلة جدا من شدة انحنائها
أمام زاوية جدارين،
كانت تغطي رعب ملامحها
 بشعرها الطويل المجعد،
كانت تكتب على باب غرفتها:
"إذا كنت جميلا ارحل بعيدا"
كانت ترحب بأطفال العائلة،
وحدهم الأطفال الملائكة
 يشعرون بروح ذلك الوجه المشوّه
وحدهم من يرون فيها
دحرجة الأراجيح ومخابئ الأرانب،
وحدهم من يتلهمون بخباياها،
حتى صورة لأبويها لم تضعها على جدرانها
كانوا يلعنون على مسخها الظاهر على أراضيها
ومن شدة لعنتهم ماتوا فداءا للهيب
دموعها كانت معتمة جدا في سطوع الشمس على أرجائها
كانت شبيهة للقناديل المنورة في الليال الحالكة
وفي يوم من الأيام،
 تجلس في أقدم المقاعد المهجورة،
في آخر غابات الدنيا،
كانت تضحك كثيرا كلما تدغدغها دمعة،
كانت كلما تصفق يديها وتصرخ بضحكة لاشعورية
يطيرون إليها  كل الغربان
ويغتسلون بدموعها فيتوبون،
وتحولت تلك غابة إلى جنة قبيحة
بعد أن حلقوا بها الغربان بعيدا...،

تعليق عبر الفيس بوك