"جدل التحكيم" والتقنيات المساعدة

 

حسين الغافري

أحدثت كُرة الهدف الأول الذي أحرزه نادي برشلونة في شباك نادي ملقا ضمن الليغا الإسبانية مساء السبت الماضي ضجيجاً إعلامياً واسعاً، ليس فقط في إسبانيا، وإنما في العالم أجمع. الحالة مشابهة لحالات كثيرة؛ لم يُوفّق الحكام في أغلبها، الأمر الذي ساهم في ترجّيح كفة فريق دون غيره. وليس ببعيد حالة الجدل التي حدثت في العام الماضي ضمن الليغا أيضاً وأُلغي من خلالها هدف تجاوز الخط لصالح برشلونة أمام بيتيس وخسر النقاط الثلاث التي كانت ربما ستُحّدث اختلافا في سلم الترتيب.. وحتى في مشوار اللقب. لست هنا بصدد الحديث عن الخلافات التي يطرحها مشجعو الفريقين حول حجم الاستفادة من الأخطاء التحكيمية أو من المتضرر الأكبر منها. فالحالات التحكيمية الخلافية استفاد منها الفريقان وتضررا منها كذلك في الجانب الآخر. ولكن ما أود الإشارة إليه أن التقنية باتت من الضرورات في عالم الكرة وتطبيقها بحاجة إلى أن يُعمّم ليس فقط في الدوريات الأوروبية الكبرى وإنما في جميع أرجاء العالم؛ حتى هنا في السلطنة.

كتبت منذ مدة مقالاً عن التقنية التي أُدخلت في عالم المستديرة، وذكرت بأنها أصبحت مطلبا حقيقيا له من الإيجابيات، ومن السلبيات الشيء الكثير. فقد أصبحت تقنية الفيديو امتدادا واسعا ومتطورا في إدارة المباريات بعد البدايات الأولى له المتمثلة بـ "عين الصقر" التي تنبّه الحكم عن تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه، والابتعاد عن القرار التقديري، الذي يُجّبر الحكم على اتخاذ قراره.. شاهد الكرة أو لم يشاهدها. جاءت بعد ذلك تطورات كبيرة في التحكيم خلال الخمس سنوات أو ست سنوات الماضية، منها تعزيز التحكيم بحكمين على جانبي المرمى، ومن ثمّ أدخلت تقنية الفيديو التي تتيح إعادة اللقطة من جوانب مختلفة، خصوصاً الاحتكاكات التي تحدث داخل منطقة الجزاء! كلها أمور هدفها الأول تقليل نسبة الخطأ قدر الإمكان. وأصبحنا نشهد تطوير التقنية في الملاعب باستمرار، وكله من أجل ضمان حقوق الأندية ونتائجها في عالم الاحتراف، التي ستتضرر دون أدنى شك لو تعرّضت للظلم، بالإضافة إلى أن الموضوع يبعد الشبهة حول الأقاويل التي تتهم الحكام بمحاباة نادي أو آخر أو قبولهم المنافع تحت الطاولة وفي الخفاء مثلما حدث من سمعة سيئة تحكيمياً والتي حدثت بكشف السلطات في إيطاليا لوقائعها قبل أكثر من عشر سنوات، وشملت العقوبة منها كبار الأندية، أو غيرها عالمياً لم يتمكن القانون في اكتشافها!

السلبي الوحيد في موضوع التقنية في التحكيم؛ أنها باتت تقتل جمالية كرة القدم ومتعتها، والتأخير الذي تسببه عودة الحكم للفيديو، الموضوع يأخذ وقتا في توجه الحكم لخارج الملعب، ومتابعته للحالة الجدلية، وبالتالي سرعة الكرة وإثارتها ستتأثر بدون شك. ولكن مثلما ذكرنا أن التقنية أصبحت إلزامية قدر الإمكان في عصر الاحتراف والأموال المليونية التي يتم تداولها في سوق الكرة. ومن يجزم فلربما سنستغني عن الحكم البشري مستقبلاً ويتم الاستعاضة عنه بالروبوت أو تطور تقنية الفيديو بشكل يعفي عن تواجد الحكم!