طالب المقبالي
لم يعد خافياً على أحد تلك الجنائز التي تسببها طرقات الرستاق ومثلثات الموت؛ كما يسميها أهالي الرستاق لما تحصده من أرواح.
فقد زهقت أرواح عديدة في طريق الرستاق، العوابي، ومثلث المسفاة الذي أفردت له مقالاً خاصاً في وقت سابق بعنوان "مثلث المسفاة المرعب" بالإضافة إلى تقرير متكامل كمناشدة من عدد من المواطنين، حاورت فيه بعض الأهالي عن هذا المثلث العجيب الصامد رغم المطالبات والمناشدات بعمل دوار.
حيث تمّ الإعلان في وقت سابق عن اعتماد مشروع تنفيذ دوار المسفاة بولاية الرستاق تزامناً مع تنفيذ دوار ولاية العوابي، فدوار العوابي أصبح واقعاً على الأرض وأوشك على الانتهاء، فيما يبقى دوار المسفاة مطلبا وحلما بعيد المنال. فقد شهد هذا المثلت قبل أيام حادثا مروعا انتهى بإصابة عدد من النساء والأطفال بإصابات متفاوتة، وقد نجت الأسرة من الموت بأعجوبة رغم إلغاء صلاحية السيارة، وهذا الحادث ليس الأول هذا العام، ونتمنى أن يكون الأخير.
لقد تسبب هذا المثلث في إزهاق العديد من الأرواح جراء الحوادث، فلم يخل منزل في قرية المسفاة إلا وقد أصيب فرد من أفرادها في هذا المثلث.
وليس ببعيد من هذا المثلث هناك طريق الرستاق العوابي الذي لم يمر يوم دون أن يشهد حادثا بين خفيف وقاتل.
ففي الأسبوع الماضي شهد هذا الطريق وقوع حادث مروع ذهب ضحيته أربعة أشخاص وست إصابات بليغة لا يزال بعضها يرقد في غرف العناية الفائقة بمستشفى الرستاق.
وعبر وسائل التواصل الاجتماعي قرأت هذا التساؤل "كم حالة وفاة يجب أن تحدث قبل أن ينظر في ازدواجية هذا الطريق، وكم من دماء ستراق حتى يتم تنفيذ دوار المسفاة؟
لقد استبشر أهالي المسفاة بوجود مكتب محافظ جنوب الباطنة كي يعزز من فرص تنفيذ الدوار. إلا أنّ الآمال تبددت والأحلام تبخرت رغم علمي بالمساعي الجادة التي قام بها سعادة المحافظ من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة الشائكة.
فقد كانت هناك وعود من الجهات المعنية بتنفيذ مشروع الدوار ضمن مشروع تأهيل شارع الحزم، العراقي الذي لم يعد له ذكر الآن رغم المطالبات الحثيثة لتنفيذه نظراً لمرور أكثر من أربعة عقود على تنفيذه، مما أدى إلى تهالكه ونشوء العديد من الحفر التي تسببت في وقوع بعض الحوادث بسبب تلف الإطارات.
ومن باب التذكير بما أوردته في مقال مثلث المسفاة أن سعادة الشيخ المحافظ قد اجتمع العام الماضي بعدد من المهندسين بوزارة النقل والاتصالات لاستعراض المقترح النهائي لإنشاء دوار مكان التقاطع الحالي الذي تم من خلاله الوقوف على الخرائط المعنية بتنفيذ مشروع الدوار من بين ثلاثة مواقع مختلفة كانت مقترحة؛ وتم اختيار وتحديد الموقع الأفضل، وقد كللت هذه الجهود والمساعي بالنجاح، حيث شرعت وزارة النقل والاتصالات فعلاً في إعداد المناقصة والتي أُرسيت على إحدى الشركات المتخصصة، ويأمل الأهالي أن يرى هذا المشروع النور في القريب العاجل لما يشكله من أهميّة خاصة مع قرب انتهاء مشروع طريق الباطنة السريع الذي يعبر قرية المسفاة، وبذلك ستصبح المسفاة واحدة من البوابات الرئيسية للعبور إلى الطريق الجديد.
muqbali@hotmail.com