علي بن بدر البوسعيدي
شاء حظي السعيد أن أكونَ ضمن معيّة الجولة التعريفية لجائزة الرؤية لمبادرات الشباب لعام 2017 حين حطت قافلتها الميمونة بمحافظة شمال الشرقية ومدينتها العامرة إبراء. وقد أمّ تلك الفعاليات جمع غفير من الحاضرين وشارك فيها عدد كبير من المبتكرين من مختلف محافظات السلطنة.
كان الهدف من الجولة بجانب التعريف بالجائزة إقامة دورة تدريبية تعمل على صقل مهارات المشاركين والمهتمين بمجال الإلكترونيات والمجالات العلمية الأخرى والتي يمكن ربطها بالمشاريع والابتكارات. وبالفعل آتت الدورة ثمارها، فقد اكتشفنا أنّ هناك شبابًا واعدا طموحا، كيف لا وهناك إدارة خلفهم تحركهم يتقدمها "بدر الحبسي" وآخرون معه..
وأجمل ما في الأمر وزاد الدورة شرفا أنها أول فعالية يشهدها مسرح جامعة الشرقية قبل قص افتتاحه رسميا.. وقد كان لإقامة الدورة بالجامعة صدى عظيم فصارت الفرحة فرحتين، فرحة بجائزة الرؤية للشباب وفرحة بمبنى الحرم الجامعي الجديد لجامعة الشرقية الذي احتضن فعاليات المحطة الرابعة لجائزة الرؤية؛ والذي سيتم قص شريطه رسميا في ديسمبر المقبل كصرح تعليمي فريد يؤدي واجبه تجاه المجتمع بكل ما أوتي من إمكانيات ويفتح أبوابه للشباب من كل أنحاء السلطنة،
يتسع مبنى الجامعة وحرمها الجديد لآلاف من الطلبة وعدد من الكليات ومباني الإدارة والطلاب. وهي في تطور كمي ونوعي مستمر في ظل حداثة نشأتها، وسعي مجلس إدارتها للرقي بها من حيث تطوير المنشآت وزيادة التخصصات العلمية.
لاحظنا في أثناء جولتنا هذه بحاضرة شمال الشرقية أنّ هناك تفاعلا من قبل الشباب مع الفعالية وندوتها، وظهر ذلك جليا من خلال ما أعدوه من مجسمات وابتكارات لو تم تطويرها وتعهدها بالرعاية والدعم والتسويق فستصبح ذات أهمية قصوى ولا نبالغ إن قلنا أنّ بإمكانها تحقيق العالمية.
تشرفت الجائزة خلال جولتها بالتعرف على تجربة شابة أقل ما يمكن وصفها به أنّها نموذج حي لقصص النجاح، حيث شرحت لنا كيف أنّها تركت الوظيفة الحكومية من أجل ابتكار مشروع للنسيج برغم إصرار عائلتها على تكملة دراستها الجامعية، إلا أن صبرها ورغبتها الكبيرة في الانفراد بعمل شيء يفيد مجتمعها كان أقوى من كل عزيمة أخرى، فدخلت مجال الغزل والنسيج وابتكرت أعمالا ونماذج جميلة، بل مثلت السلطنة في كثير من الدول الغربية مثل فرنسا، وهولندا وبريطانيا، بجانب أنّها رافقت بعثات عمانية للدول تلك لعرض منتجاتها التي أصبحت ذات جودة عالية.
أعجبنا كثيرًا بفريق الصم والبكم الذي كان حاضرا خلال الفعالية، وبحق هم أبطال يستحقون أن نرفع القبعة احتراما لهم، فهم من مثّل السلطنة العام الماضي حيث شاركوا في مسابقة الولايات المتحدة الأمريكية للروبوت ضمن 165 دولة في العالم وهم الوحيدون من فئة الصم والبكم الذين حازوا على المرتبة الثالثة عالميا، علما بأنّ تدريبهم كان في المركز التقني بإبراء الذي وفر لهم الأدوات اللازمة وضرب مثالا حيا لاهتمام السلطنة بأبنائها بمختلف شرائحهم وفئاتهم.