عند حافة الكراهية

سامي الغباشي – نحَّات وشاعر - القاهرة


(1)
صباح الخير كـ "مغفرة"
لعلّى فجأة
أقول: صباح الخير
كرسالة مشفرة
كدعوة
كإجابة مؤجلة
تنتظرها امرأة ولهى
ترى فى سمائى ما لا أرى
لعلى فجأة أقول: صباح الخير
كاعتذار عن حماقة
كعودة عن عناد
كمغفرة لا يتبعها عتاب.

(2)
عند حافة الخمسين
هل لك
وأنت على مشارف الخمسين
أن تقول: " رب أوزعنى "
وأن تعتذر
للذين وعدتهم أنك لن تقتلهم.. وقتلتهم
وأن تستغفر للواتى خربشن ظهرك عند الزلزلة
هل لك
أن تعيد ترتيب خطواتك
لكى لا تتاح لكل نداهة عطشى
ولكى تتفرغ لإصلاح ما أفسدت
وتعيد لأول أرملة عرفتها ابتسامتها
وتصلح بين المطلقة الصغيرة الشهوانية وزوجها
وتعتذر للشيطان
لأن امرأة ذات مرة
خافت أن يتخطفها فى وحدتها
فجاءت لتأتنس بك ... فتخطفتها
يا لضيعتك
وأنت على مشارف الخمسين يا رجل
لم تحسم جهاتك
ولم تنتم لامرأة واحدة يعرفك بها الله لتدخلك الجنة
يا لضيعتك بين الناس يا رجل
بين الطيبين أنت شرير رغم ما تدعيه
وبين الأشرار أنت لم تتخلص من القروى الطيب داخلك
والآن.. وأنت على مشارف الخمسين
هل لك أن تقول : "رب أوزعنى"
متأخرة عن موعدها عشر سنين.

(3)
عند حافة الكراهية
كان يعرف جيداً
أنها لن تمنحه دليلا واحدا على المغفرة
حتى لو غفرتْ له
أبدا لن تمنحه مذاق الغفران
كأن يبكى فى صدرها .. مثلا
أو يُطيل النظر إلى عينيها والدموع تملأ عينيه
أو تحتضن رأسه المتعب بعد صفعةٍ بليغة
كان يعرف أنهما انهالا بخناجر العناد
على طفلٍ شقىٍّ اسمه الحب
لم تمهله حتى يتكلم فيمتلك أذنيها
لم يُمهلها
حتى تصمت صمتها الذى يضعف أمامه دائما
وكأنه كان يخاف من صمتها الشهى الذى كالعُرى
وكأنها كانت تُسابق كلماته
لكى تظل محتمية بملابسها حتى يغادر
لحظة فارقة
كانت تفصل بين العناد والبكاء
لو بكى .. لغفرتْ
ولو صمتتْ
لبكى فى صدرها بحرقةٍ
تليق بما اقترف.
(4)
مراجعة على الأصل الإلهى
ولأننى
كنت أراجع شفتى كل صباح
وأعيد ضبطهما
على أصولهما الإلهية .. شفتيك
فلا تلومينى عند الغياب
إن انحرفت لغتى
أو تقابحت كلماتى.

تعليق عبر الفيس بوك