مثقفون: محافظة الظاهرة بحاجة إلى كيان ثقافي كبير ودعم مالي

عبري - ناصر العبري

أكد عدد من المثقفين وجود حاجة ماسة لكيانات تحتضن المثقفين وإبداعاتهم بمحافظة الظاهرة.. مشيرين إلى وجود الكثير من المبدعين في مختلف فروع الثقافة، وإلى أهمية وجود دعم مالي كبير لتبني إقامة فعاليات من شأنها إثراء المشهد الثقافي في المحافظة، ومؤسسات راعية للنشاط الثقافي؛ مثل: دور النشر، والمطابع، والمكتبات.

وقال راشد بن سباع الغافري إن المشهد الثقافي في محافظة الظاهرة يضم الكثير من الكوادر المثقفة والمواهب، والتي لا تجد المؤسسات الثقافية الفاعلة فيها، وكذلك هناك ضمور فيما يتعلق بالمناشط والفعاليات الثقافية ذات الرسوخ والحضور الجماهيري؛ حيث يغلب على كثير من الفعاليات المقامة في الوقت الحاضر عامل العبور؛ أي فعاليات عابرة ذات محدودية في التأثير المجتمعي. وتابع: إن غياب المؤسسات الحاضنة ذات الرؤية العميقة أدى في لتشتت الجهود الثقافية، وما تحتاجه المحافظة فعلا هو وجود مؤسسات داعمة وراعية للنشاط الثقافي، وكذلك تحتاج المحافظة فيما يتعلق بالفعاليات إلى معارض للكتاب والمقتنيات الثقافية والمتاحف التي تعين وتشجع على صفاء وجودة المشهد الثقافي فيها.

ويكمل بقوله : يحتاج أبناء المحافظة إلى الدعم فيما يتعلق بإصداراتهم وإنتاجهم الفكري؛ حيث الدعم المحدود أو غير الموجود يشكل عقبة كأداء في وجه تطلعات المثقفين والمهتمين بهذا الجانب، كذلك فإن المحافظة بشكل عام بحاجة لمجلة ثقافية تصدر بشكل دوري لمتابعة واقع الثقافة فيها، والحث عليها، أو برنامج تليفزيوني أو إذاعي أو صالون ثقافي يُعنى بذلك. ويشير إلى أهمية وجود نادٍ أو جمعية ثقافية بالمحافظة تُعنى باهتمامات وتطلعات الشباب الثقافية ليتم احتواء المثقفين ورسم المسار لهم.

وقال يعرب بن علي بن سيف المعمري: إن مؤشرات المشهد الثقافي في محافظة الظاهرة توحي بالارتياح نظراً لوجود مجموعة من المفكرين والأدباء الذين ينتمون لهذه المنطقة، إلا أن هذه المؤشرات لم تُسهم في تقويتها الدوائر المسؤولة عن المشهد الثقافي بقدر ما أسهمت فيها المجهودات الفردية، وفي أحيان أخرى مجهود الجماعات التي أسسها المثقفون أنفسهم، وربما يعود ذلك إلى تشتت مؤسساتنا المسؤولة عن الجانب الثقافي وتعددها وعدم وجودها تحت منصة واحدة. ويكمل بقوله: نحن هنا في محافظة الظاهرة نفتقر لأساسيات لابد من توافرها من أجل إبراز المشهد الثقافي، وتتمثل هذه الأساسيات في وجود مؤسسة أو مركز ثقافي يتبنى كافة الفعاليات والأنشطة ذات العلاقة، ويصبح جاذباً للجمهور والمثقفين، ويتحول إلى منارة ثقافية يصل نورها إلى كل المحافظة وما حولها، ويمكن أن يضم مسرحاً وقاعة مؤتمرات ومقهى ثقافيا ومكتبة وطنية. أما الأساس الثاني، فيتمثل في التمويل الثقافي، فرغم أن الظاهرة مليئة بالشركات العاملة في مجالات النفط والتعدين...وغيرها، إلا أنها لا تقدم التمويل والدعم لأي من الأنشطة الثقافية ولا حتى المساهمة، ولو بجزء بسيط. وهنا، لابد من توجيه رسائل لهذه الشركات من جهات حكومية تتمثل في مكاتب الولاة ومكتب المحافظ، وتطالب هذه الشركات بل وتلزمهم بتقديم دعم سنوي يخصص للمجال الثقافي. وبتوافر المراكز الثقافية والتمويل سيتغير المشهد الثقافي، وسيظهر بصورة مخالفة، وسنرى بريق المنتديات الفكرية والملتقيات الثقافية وروعة الأمسيات الشعرية والتفرد في الأنشطة والفعاليات الهادفة.

من جانبه، قال الشاعر عبدالعزيز بن ناصر الغافري عضو لجنة كتاب وأدباء الظاهرة: تشغل الحركة الثقافية مساحة جيدة من فعاليات محافظة الظاهرة، وتختلف بين العمل المنظم لجهات رسمية، والعمل للجهات التطوعية والأهلية؛ مما يوجب علينا جمع توحيد الجهود والإمكانيات في بوتقة عمل مشتركة تحت مظلة واحدة، وما كان إشهار لجنة كتاب وأدباء الظاهرة من قبل للجمعية العمانية للكتاب والأدباء إلا خطوة للأمام، لتكون الحاضنة الرئيسية لفعاليات المشهد الثقافي في المحافظة، والجهة التي تنسق الحراك الثقافي بما يضمن خروجه بالشكل المأمول والناجح؛ لذلك يمكن للجنة إقامة فعاليات رسمية وطنية على أكمل وجه إن وجدت الإمكانيات المادية التي تسمح لها باستقطاب المثقفين والأدباء والشعراء المؤثرين في المشهد الثقافي العماني والعربي، ورفدهم بالمواهب الشابة من أبناء وبنات المحافظة المبدعين؛ ولنكون أمام عمل متكامل يشار إليه بالبنان، وما كانت أمسية صلالة التي نظمتها اللجنة إلا دليلاً على امتلاكها مقومات النجاح من شعراء وإداريين وأعضاء أسهموا في نجاحها الذي لاقى صدى واسعا رغم أنها أقيمت على بعد 1000 كم عن المحافظة.

تعليق عبر الفيس بوك