الابتكارات في عبري الواعدة

علي بن بدر البوسعيدي

خلال الأسبوع الماضي، شاركت في الجولة التعريفية لـ"جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" في نسختها الخامسة، والتي حطت الرحال في ولاية عبري، ولقد أثلج صدري المشاركات العديدة لأبناء وبنات محافظة الظاهرة بشكل عام، والذين أبرزوا أعمالهم وابتكاراتهم في حلة رائعة، تؤكد أن الجيل الجديد مفعم بالأمل في مستقبل أكثر إشراقا.

الحملة التعريفية للجائزة هدفت لتعريف الشباب المبدع والمبتكر بالجائزة التي تواصل جريدة "الرؤية" تنظيمها للعام الخامس على التوالي. وهذه الجائزة باتت وجهة المبدعين والمبتكرين وعشاق التميز، فتحت مظلتها يجتمع المتنافسون من كل ولايات السلطنة، يقدمون أفضل ما توصلت إليه إبداعاتهم، يرسمون صورة ناصعة البياض لمستقبل بلادنا، وبصفة خاصة للوضع الحياتي والاقتصادي لنا خلال السنوات المقبلة.

الابتكارات التي شاهدناها تؤكد أن الخير قادم، وأن شباب عمان يواكب التطور التقني والمعرفي من حولنا، وأنهم يستفيدون يوما بعد الآخر من المتغيرات الحاصلة في عالم المعرفة، ومن ثم يوظفون ما يطرأ عليهم من أفكار لخدمة البلاد. الجائزة هنا تستهدف تشجيع ودعم هؤلاء وتكريمهم وتقديمهم للمجتمع، في انتظار من يتبناهم من القطاع الخاص، لكي ترى هذه الابتكارات النور، وتضيء لنا جميعا دروب الرخاء والرفاهية.

لم تكن هذه المرة الأولى التي نرى فيها نماذج مشرقة من أبناء الوطن يتألقون ويتلألأون كقطع الألماس النادرة، فقد كانت الورش التدريبية التي نظمها مركز الاستكشاف العلمي في إبراء بشمال الشرقية، والتي استهدفت تدريب المشاركين على مهارات الروبوت وأنظمة الأوردينو. هناك في تلك البقعة من بلادنا الغالية اجتهد أكثر من 100 مشارك كي يخرج لنا أعمالا متميزة تتنافس على "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" في فئة الابتكار. وكان من بين هؤلاء من أظهر تميزا وتألقا بأعماله الفريدة وابتكاراته غير المسبوقة.

النماذج الواعدة التي شاهدناها لم تقتصر على المتبكرين في مجالات العلوم والاختراعات، بل تنوعت النماذج وتعددت؛ فهناك من هو مبدع في التمثيل، وآخر في فنون التصوير الضوئي وفنون الرسم والإبداع، وصناعة الحلوى العمانية بأشكال متعددة...وغيرها الكثير من المواهب المتميزة.

السلطنة على مدى تاريخها الحافل مليئة بالإنجازات التي سطرها شبابها المبدع، ومنذ انطلاق مسيرة النهضة المباركة، أعاد جلالة السلطان المعظم -أيده الله- فتح الباب أمام الشباب للمشاركة في مختلف المشروعات التنموية؛ من خلال إتاحة المجال لهم في شتى دروب العمل.

إن الأداء المميز الذي يثبته شبابنا يوما بعد الآخر ونلاحظه في مجالات عديدة، ليس وليد اللحظة، بل هو حصاد لسنوات البناء النهضوي التي لا تزال تتواصل، فهنيئا لشبابنا أفكارهم المميزة، ونبارك لهم إخلاصهم في حب وطنهم وشغفهم وعشقهم للابتكار والإبداع.