لا سياحة بدون بنية أساسية متكاملة

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

شكلت زيارة مَعَالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة لقرى وادي السحتن وقرى يصب وجبل ظوي بولاية الرستاق حدثاً استثنائيًا الأسبوع الماضي.

فقد زار معاليه وادي السحتن للاطلاع على واقع السياحة في تلك المناطق والالتقاء بأهالي الوادي بحضور سعادة الشيخ الدكتور هلال بن علي الحبسي والي الرستاق وعضوي مجلس الشورى والمشايخ في الولاية وكان اللقاء يحمل الطابع العُماني المعهود والمتمثل في السبلة العمانية التي كانت فاعلة وحاضرة من خلال الحوار المُباشر والطرح العفوي المتبادل مع معالي وزير السياحة الموقر. فقد كان مستمعاً لكل ما يطرح.

فقد أسهب المواطنون في شرح ووصف أهم المشاهد السياحية الرائعة المتمثلة في الكهوف والأودية ومنابع العيون والأماكن التي بها إطلالات على قرى الوادي وكذلك التشكيلات الصخرية التي تدهش السائح فضلاً عن النباتات والأشجار التي تتفرد بها ولاية الرستاق وقرى الوادي وجبل شمس المطل على الولاية.

لا شك أنَّ زيارة معالي وزير السياحة الموقر يتطلع المواطنون من خلالها إلى طرح رؤاهم الصادقة ومُشاركتهم في رؤى الوزارة في تنشيط السياحة في هذا الجزء من وطننا الغالي. فولاية الرستاق زاخرة بمقومات السياحة فحصن الحزم الشامخ يستقبلك بعبق التاريخ ليحدثك عن تاريخ لم تسعه مجلدات عن حضارة عمانية كانت فاعلة بين نظيراتها من الحضارات ولا زالت تحتضنك الأودية بين جانبيها مرحبة بك للاستمتاع بمياهها المتدفقة وشموخ قلعة الرستاق يجعلك متأملاً شجاعة الإنسان العماني وذكائه وهندسته المدهشة في البناء والتصميم فيما تحدثك أفلاجها عن علم الإدارة والاقتصاد الذي برع فيه العمانيون.

قرى يصب والمارات وبلد سيت وقرية جبل ظوي قرى وادعة في أحضان الجبال وتشكل مفردات سياحية تكشف كل يوم عن مكنونها السياحي الذي لا يقدر بثمن.

لقد كنت مرافقاً لمعالي وزير السياحة ومن ضمن الحضور في هذه الزيارة ومستمعاً لكل أطروحات وحوارات المواطنين مع معاليه ..أحاديث عفوية صادقة تعكس حب الجميع لهذا الوطن وسلطانه، فقد كانت حواراتهم مع معاليه تتركز حول ضرورة وجود خدمات مثل شق الطرق وتسويتها كما هو الحال في طريق الفراعة يصب والطريق الذي لم يكتمل بين قرية يصب والمارات الذي لم يكتمل بقي منه مائتي متر تقريبًا وكان شق ذلك الطريق بجهود المواطنين هناك وتكمن أهمية هذا الطريق عند اكتماله في كونه يمثل همزة وصل بين محافظات جنوب وشمال الباطنة ومسقط بمحافظة الداخلية. وكذلك له أهميته السياحية حيث يعد متنفساً سياحياً آخر لسكان المحافظات المذكورة يفتح آفاقاً رحبة للسياحة في محافظة الداخلية.

حوارات المواطنين مع معالي الشيخ أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة في كل قرية تتمركز حول الخدمات مثل المياه والاتصالات وأهمها شبكة الطرق وترميم بعض المواقع الأثرية ولا حديث إلا عن الخدمات.

كنت مشتركاً في الحوار ومؤكدًا على مطالب المواطنين بتوفير الخدمات التي تنشط السياحة وكان معاليه يطمئن المواطنين بأن كل هذه المطالب هي جزء من استراتيجية الوزارة في السياحة2040 فيما تحدث أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والمشايخ عن نوعية الخدمات السياحية التي يمكن أن تدعمها الوزارة، وأكد معاليه أن هناك مشاريع سياحية ومنها التصاريح لمشاريع سياحية ودعم القطاع الخاص والمواطنين لإقامة مشاريع تخدم السياحة.

 الآمال والطموحات كبيرة من الجميع ولكن هذا الطموح يحتاج إلى جهد مشترك من الحكومة والمواطن بالدفع في اتجاه استثمار البنية التحتية لهذه المناطق السياحية وكذلك عقد ندوة تبحث آفاق السياحة وتبسيط الإجراءات في تصاريح الاستثمار في السياحة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ودعم المشروعات الصغيرة في السياحة وفتح المجال للاستثمار الحقيقي في السياحة، فمستقبل عمان في السياحة زاخر بإذن الله لما تتمتع به من أمن وأمان ومقومات سياحية متنوعة.

كل ذلك لن يتحقق إلا بالبنية التحتية ولسان حال المواطن البسيط في تلك القرى يقول (لن تزدهر السياحة بدون بنية تحتية).