من عبق ندوة الحارثي

طالب المقبالي

تشرفت بالمشاركة في فعاليات الندوة الدولية عن الشيخ سالم بن حمد الحارثي التي نظمها مركز سناو الثقافي الأهلي ضمن اللجنة الإعلامية وذلك لتمثيل جريدة الرؤية في هذه الفعالية.

فمنذ أن وطأت قدماي أرض سناو الجميلة وأنا أشهد حراكاً ونشاطاً غير عاديين، وخلايا عمل تتحرك هنا وهناك من أجل الإعداد لهذه الندوة.

ففي الفندق هناك يتم تجهيز الغرف وتهيئتها لضيوف الندوة من داخل وخارج السلطنة.

وفي مركز سناو الثقافي الأهلي كانت الاستعدادات على أوجها، فهناك لجان تشكلت، منها لجنة التنظيم والاستقبال ولجنة الإعلام، واللجنة العلمية واللجنة الإشرافية جميها تعمل ليل نهار قبل انطلاق الفعالية.

ونتيجة لهذه الجهود جاءت الندوة حافلة بالفعاليات وبأوراق العمل التي تجاوزت عشرين ورقة قدمها مختصون من عمان وتونس والجزائر ومصر وليبيا .

الندوة تضمنت أهدافًا كبيرة كما أوضحها الأستاذ الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي رئيس مركز سناو الثقافي الأهلي في كلمته الافتتاحية بالندوة والتي قال فيها "إن الندوة لها أهداف كبيرة ومن جملتها إرشاد الشباب إلى اتخاذ القدوة الحسنة في حياتهم والسير على خطاهم خدمة للمجتمع وإخلاصاً للوطن وأبنائه، وهي تتمثل في أربعة محاور تنضوي البحوث الاثنان والعشرون تحت لوائها وتتعلق بمفرداتها وتنصب في الجد والاجتهاد وحسن التنشئة والشغف بالعلم والدور الفكري والعلمي والقضائي الذي قام به الشيخ المحتفى به، وكذلك الإنتاج العلمي والأدبي والتاريخي الذي سهر عليه ليل نهار، ولا ننسى تلك العناية والجد بالمخطوطات من حيث النسخ والترميم والمقابلة والنشر، فالشيخ دائماً يكون بين المصحف والكتب والمرفع والدواة والقلم والوطن والمجتمع.

ولم يكتفِ الراشدي في كلمته بإبراز أهداف هذه الندوة، وإنما تطرق إلى معلم مهم وهو الذي أصبح المعين لكل هذه الفعاليات التي يتبناها مركز سناو الثقافي الأهلي الذي وصفه الراشدي قائلاً: إن مركز سناو الثقافي أهلي مجتمعي وثقافي فكري وإن من جملة أهدافه القيام بمثل هذه الندوات العلمية والاجتماعية والتاريخية مساهمة منه في خدمة المجتمع وبث الوعي الفكري الصحيح مُحافظة على الهوية العمانية والتاريخ المجيد لعمان وأبنائها البررة الذين خدموا الوطن بعلمهم وفكرهم وسطروا تاريخاً ناصعاً يكتب بقلم من نور.

ذلك لأنّ عُمان فيها إرث حضاري فكري لا يستهان به، وفيها كنوز من المعارف لا توازن بالذهب، وأنجبت رجالاً عظماء على مدى حقب التاريخ الجاهلية والإسلامية".

فقد تشرفتُ بالاطلاع على بعض مرافق هذا المركز الذي يضم مكتبة علمية تشتمل على قسم للدراسات العليا والبحوث، وتحتوي على قرابة عشرين ألف كتاب.

كما يضم المركز قاعات للتدريب ومكتبة للطفل وقاعة كبرى للاحتفالات والندوات العلمية.

نعم الندوة استمرت يومين لكنها ضمت مخزوناً وافراً من أوراق العمل، وتضمنت أربعة محاور نوقش من خلالها اثنان وعشرون بحثاً تشمل نشأة الشيخ وحياته وارتباطه بعلماء عصره من داخل وخارج السلطنة، كذلك توليه القضاء ودوره الشرعي والإصلاحي في المجتمع وإنتاجه الفكري في العقيدة والفقه والتاريخ والأدب وعنايته بالمخطوطات العمانية وتحقيقها ونشرها وتأسيس مكتبة.

 

muqbali@hotmail.com