المعتصم البوسعيدي
نحن في العام 2017م، وبالتحديد في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وما زلنا نتساءل: كيف نصنع صورة جميلة ونواري سوءاتنا؟! كيف نستفتح كتابا جديدا بشوق كبير؟! كيف نتغير إلى الأفضل؟! وأين نحن من العالم في انفجاره العلمي والمعرفي والرقمي؟! هل نصنع كونًا جديدًا وكأننا لا نعيش -الآن- في كونٍ موجود؟! هل بالفعل هناك مبرر لنغض الطرف عمَّا يُسمى "رتوش جانبية" بحجة هناك بُعد نظر، "ولسه الحكم بدري، ويا ليل ما أطولك"؟! تلكم أسئلة لاحت وأنا أشاهد افتتاحية الموسم الكروي؛ حيث الكأس الفضي "المزركش" تمسكه أيادي الزعيم الظفاري في مشهد ظننته ـ-في لحظة ما- من تسجيلاتِ حقبة غابرة!
بعد كأس السوبر، وحديث الوسط الرياضي -وغير الرياضي- عن مظهره غير المحبب، خاصة مع صورة "الكأس" النائم في الركن القصي على أرضية عارية من الفراش وكأنه مسافر على الدرجة السياحية عبر "الناقل الوطني" أنهكه الانتظار بعد تأخر الرحلة!! أقول بعد هذا يتطلع ويترقب الجميع لبداية دوري "عمانتل" بدون -والحمد لله- كلمة "المحترفين"؛ حتى لا يأتي مَنْ ينقدنا بسؤال تهكمي: "هل هذا دوري محترفين"؟! لا "يا حبيبي" نحن لسنا دوري محترفين، نحن "نمد لحافنا على قد رجولنا"، بل أحيانًا لا نملك حتى "اللحاف"!! فلماذا علامات التعجب والاستغراب؟! نحن لا نخجل من الواقع ولا نحب أن نلبس "ثوب ماهو ثوبنا"، أو حتى نفكر في ذلك، لماذا نفكر أصلاً؟! وضعنا الاقتصادي معروف، وكرتنا أحوالها معروفة، ومن كان هنا معروف، وتغيير الجلد ليس بالسهولة التي يظنها الجميع، لكن هل نحن بحاجة لجلد جديد؟! المهم لابد أن نعرف أن أنديتنا "ما مساعدة"؛ تحتج على نص مقعد صعود، "ياخي خلونا" في الأهم "وترا سيما أخت مقزح"، لحظة، لحظة ما هذا الأهم؟! وأنت من "عشان" تسأل هذا السؤال؟! صدقني لو تعرف "اللي" نعرفه؛ كنت "حبيت يدك وش وظهر" وقلت لنا: يعطيكم العافية!
عمومًا، الدوري الذي سينطلق بعد كتابة هذه السطور -بإذن الله- كل شيء "راح يبان"، "والميدان يا حميدان" والصوت ينادي: المعاناة في كل نادٍ، "ولأجل عين ترخص مدينة" لكن على ما نعرف أن العين فيها رمد، ومن شافها ما حمد، لذلك أعلن الاتحاد مراعاته؛ فتسارع بضغط جدول مبارياته، والصراحة أن القصد ليس مراعاة الأندية؛ بل المنتخبات، والوطن -يا ناس- يستاهل التضحيات؛ وهنا اشتغل قرص الأغنيات؛ "فتبًا لنا يا رفاقي إذا.. تبدد فينا نداءها سُدى"، والخليج "يا خليج" واقف على المدى، وعذرًا يا سياب؛ "محدًا" على الخليج "قلبه" وصوتك "ما عاد" له صدى!
ختامًا.. أتمنَّى أن يُخالف دوري "عمانتل" لهذا الموسم كل التوقعات القارئة للأحداث ما قبل انطلاقته، وأن يظهر بالصورة الأجمل، ويكون وسيلة مهمة لتطور الأندية والمنتخبات، ولا أعتقد أن ثمة من ينكر وجود تحديات كبيرة على كل المستويات الفنية والإدارية والإعلامية والجماهيرية؛ نظرًا لضغط الدوري حسب روزنامته الحالية، مع كل الأمنيات أن تتحسن الأحوال وتساعد الظروف لإيجاد بيئة أفضل، أما "الهلوسة" فالقول المأثور الذي ما زلنا نردده: "خذوا الحكمة من أفواهِ المجانين".