الحزام والطريق

 

ناصر العبري

أطلقت الصين بقيادة رئيسها السيد "شي جي بينغ" مبادرة تُعدُّ من أضخم مُبادرات العَصر وأكثرها طموحاً، حيث تُعيد الصين من خلال مبادرة "الحزام والطريق" إحياء طريق الحرير التاريخي، والذي من شأنه النهوض اقتصادياً وسياسياً وثقافياً بدول المنطقة بأكملها، وخاصة الدول التي يمُر خلالها طريق الحرير.

ويتبين من خلال خطاب الرئيس الصيني "شي جي بينغ" الذي ألقاه في حفل افتتاح مُنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، ذلك الخطاب الذي جاء في 6000 كلمة صينية، يتبين من خلاله أنَّ الصين عازمة على أن تضع نفسها في صدارة دول العالم الاقتصادية، وأن تمسك بزمام المبادرة الدولية لإحياء التجارة العالمية، حيث أكد الرئيس الصيني على روح السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم، والتأكيد على أهداف المرحلة القادمة من بناء الحزام والطريق، كطريق للسلام والازدهار والابتكار والحضارة، والتركيز على الدول الآسيوية والأوروبية والإفريقية، والانفتاح في نفس الوقت على دول العالم الأخرى.

ولا شك أنَّ الصين من خلال مُبادرتها البناءة سوف تقوم بتقوية علاقاتها مع دول المنطقة، وسيكون لفلسطين وقضيتها المركزية نصيب من الدور الصيني الرائد في حل مشاكل الشرق الأوسط، حيث مُبادرة الحزام والطريق "مبادرة مبدعة وخلاقة ورائدة، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح دون استنزاف ثروات الشعوب". وأن "سياسة الصين الحكيمة في مبادرتها ليست استراتيجية لتصدير القدرة الإنتاجية الصينية فحسب، بل إقامة علاقات متكافئة على أساس سلمي يكون الجميع مستفيداً منها"،

وأهمية الحزام والطريق بالنسبة لفلسطين، فإنَّ هناك فرصاً عديدة للاستثمار الصيني في فلسطين في المجالات الزراعية والصناعية والخدماتية، حيث يُعد وجود الغاز بكميات وافرة أمام ساحل قطاع غزة على البحر المتوسط ثروة يمكن التَّعاون مع الصين في مجالات تنقيبها والاستفادة منها، وكذلك إنتاج الطاقة الشمسية حيث بدأ الجانب الصيني في دراسة تنفيذ مشروع الألواح الشمسية في فلسطين، ناهيك عن التبادل التجاري بين الصين وفلسطين والذي يُمكن إنعاشه بدرجة كبيرة من خلال استخدام فلسطين كممر رئيس واصل بين القارات الثلاثة الآسيوية والإفريقية والأوروبية.