600 ألف مصاب بالكوليرا في اليمن والأمم المتحدة تشكك في نزاهة لجنة تحقيق تدعمها السعودية

 

 

 

 

  • مقتل 5144 مدنيا في 29 شهرا.. و"التحالف" مسؤول عن نصفهم
  • أزمة الغذاء تدفع 7.3 مليون شخص إلى المجاعة

 

 

جنيف - رويترز

قال مكتب مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان إن المنظمة الدولية يجب أن تتولى مسؤولية التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الحرب الدائرة في اليمن إذ إن حكومة البلاد غير مؤهلة للقيام بهذه المهمة.  وأهاب مكتب المفوضية في تقرير نشر أمس مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، المقرر أن يجتمع هذا الشهر، الموافقة على التحقيق في الأعمال الوحشية التي ارتكبت خلال ما وصفه بأنه ”كارثة من صنع الإنسان بالكامل“.

وظل المجلس، الذي يضم 47 دولة في عضويته، يحجم عن الاضطلاع بالمهمة على مدى عامين تاركا إياها للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن والتي ترفع تقاريرها للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف الذي تقوده السعودية.

وقال محمد علي النسور رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي ”أنضم إليكم في السؤال عن سبب عدم أخذ أعضاء مجلس حقوق الإنسان مسؤوليتهم وعضويتهم في هذه الهيئة بمحمل الجد“.

ويشهد اليمن حربا قتل فيها أكثر من عشرة آلاف شخص في العامين ونصف العام الأخير وفقا لبيانات الأمم المتحدة. ودفع انتشار الجوع والنزوح الداخلي وتفش غير مسبوق لمرض الكوليرا منظمات الإغاثة لوصف الوضع بأنه واحد من أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.

وقال النسور إن هذه هي المرة الثالثة التي يطلب من المجلس فيها بدء التحقيق.  وأضاف ”من شأن ذلك أن يشكل فعلا ضغوطا على أطراف الصراع للتمسك بالقواعد والالتزامات وفقا للقانون الإنساني“.

وأفاد تقرير الأمم المتحدة أن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن تأثرت سلبا ”بالقيود السياسية“.  وتابع التقرير ”انحياز اللجنة الوطنية الملحوظ وقدرتها المحدودة على الوصول للأماكن منعاها من تنفيذ تفويضها بشكل كامل“.  وأضاف ”فضلا عن ذلك... يبدو أنها تفتقر لأي أداة أو تفويض يمكنها من تحويل ما تتوصل إليه من نتائج إلى آلية مساءلة يعتد بها“.

وقال رئيس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لرويترز يوم الاثنين إنه يتعين على السعودية أن تمول بالكامل موازنة المساعدات الإنسانية لليمن أو أن توقف الحرب أو تفعل الأمرين معا، في انتقاد مباشر غير معتاد لمانح رئيسي للأمم المتحدة.

وقال تقرير الأمم المتحدة إنه تم توثيق مقتل 5144 مدنيا على الأقل في الفترة من مارس 2015 إلى 30  أغسطس 2017 وإن التحالف الذي تقوده السعودية مسؤول عن قتل أكثر من نصفهم إذ أن غاراته الجوية كانت السبب الرئيسي لسقوط قتلى من المدنيين والأطفال.  وألقى التقرير اللوم كذلك على التحالف في إثارة أزمة غذاء تركت 7.3 مليون شخص على شفا المجاعة.

وأظهرت بيانات من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة اليمنية أمس أن عدد حالات الإصابة بمرض الكوليرا في اليمن منذ بدء انتشاره في أبريل بلغ 612703 حالات وأن الوباء قتل 2048 شخصا وبعض المناطق ما زالت تبلغ عن ارتفاع عدد الحالات الجديدة.

وتباطأ معدل انتشار المرض في الشهرين الأخيرين وانخفض المعدل اليومي لحالات الاشتباه الجديدة إلى نحو ثلاثة آلاف حالة.  لكن الوباء، الأسرع انتشارا على الإطلاق، ما زال يخالف التوقعات. فقد توقعت منظمة الصحة العالمية، فور بدء انتشار المرض، أن تبلغ حالات الإصابة 300 ألف في أسوأ الأحوال خلال ستة أشهر.

وبحلول يونيو كانت المنظمة تأمل أن يكون عدد 218 حالة هو علامة النصف للعدد المتوقع. وفي أواخر يوليو قالت إن الانتشار بلغ ذروته بعد أن بلغ عدد الحالات 400 ألف.

وعادة ما تنحسر الأوبئة بنفس السرعة التي تنتشر بها، لذلك فإن عدد الحالات في ذروة انتشار المرض عادة ما يكون نصف إجمالي عدد الحالات المتوقع.  لكن انحسار الوباء، الذي ينتشر عن طريق المياه والأغذية الملوثة، لم يكن سلسا وعدد الحالات الجديدة ارتفع خلال أسبوعين من الأسابيع الأربعة الماضية.

وقال طارق جاسارفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن بعضا من أكثر المناطق المتضررة ومنها مدينة صنعاء ومحافظتي حجة وعمران شهدت انخفاضا في أعداد الحالات الجديدة.  لكن ظهرت ”زيادات مفاجئة وكبيرة“ في أعداد حالات الاشتباه المسجلة من 12 حيا في محافظات الحديدة والجوف والمحويت وإب وضمار والبيضاء وعدن.

وقال جاسارفيتش ”تحقق المنظمة حاليا في أسباب هذه الزيادة. وسيكون من الأهداف الرئيسية للتحقيق تحديد ما إذا كانت الأرقام دقيقة وما إذا كانت الزيادة في حالات الاشتباه ناتجة بالفعل عن الكوليرا أم عن أمراض إسهال أخرى مثل فيروس الروتا“.

وقالت هيئة إنقاذ الطفولة وهي منظمة خيرية تدير مراكز لعلاج الكوليرا يوم الجمعة الماضي إن حالات الاشتباه في محافظة الحديدة قفزت بنسبة 40 بالمئة في ثلاثة أسابيع وسط أمطار غزيرة وموجة طقس حار وفي بعض الأحياء زاد العدد الأسبوعي لحالات الإصابة الجديدة إلى مثليه في الأسابيع السابقة.  وقالت الأمم المتحدة إن الوباء من صنع الإنسان ونتج عن الحرب الأهلية التي تركت 15.7 مليون شخص دون مياه نقية أو نظم صرف صحي.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة