كلمة واحدة تجمع مليارا ونصف المليار

ناصر العبري

من خلال زيارتنا لجمهورية الصين الشعبية -ضمن الوفد الإعلامي العُماني، وبالمناسبة هي أيضًا زيارة استكشافية للعلوم، ولعادات وتقاليد وحضارات الشعب الصيني- أثار دهشتي محبَّة الشعب الصيني لوطنهم، وتقديس العمل، واحترام المواعيد، والتعايش الأخوي فيما بينهم، رغم عشرات بل مئات المعتقدات والديانات المتعددة، وكأنما تجمعهم كلمة سر موحدة في حياتهم اليومية.

لقد فكَّرتُ كثيراً وتأمَّلت كثيرا في البحث عن تلك كلمة السر، فلم أجد لها تفسير سوى: الرؤية؛ رُؤية الشعب الصيني تجاه بلدهم الذي احتضنهم، بلد المليار ونصف المليار. إنَّ الشعب الصيني مُحب ومضياف ويتمتَّع بذكاء يجمعهم حب الوطن والعمل لأجله، تاركين مُغريات الحياة ومُركِّزين على تطور بلدهم ونشر ثقافتهم من خلال تعاملهم مع الآخرين في الشارع والميادين والمراكز التجارية والشواطئ. كما لفت انتباهي أيضًا العناية وتدريب وصقل الأسر المنتِجَة التي تُتقن مَهَارات الطبخ وصناعة الحرف...وغيرها، وتهيئة الأمكنة لهم بالقرب من المناطق والأماكن السياحية لتسويق منتوجاتهم. واللافت للأنظار أنك لا تشاهد أي بطالة أو عاطلين عن العمل، الكل يعمل ويكدح حسب إمكانياته، واضعين العمل وحب الوطن فوق كل اعتبار، كما أدهشني منظر المسؤولين وهم على درَّاجاتهم الهوائية ذاهبين لأعمالهم وهم في أتم النشاط والحيوية، مطلبهم العمل والإنجاز وتطوُّر بلدهم التي تحقِّق كل يوم إنجازات في مُختلف مجالات التطور والبحوث.

ومن خلال زيارتنا واطلاعنا على الأماكن السياحية، وما وصلت إليه الصين في هذا المجال، لابد أن نُعِيد النظر في إستراتيجية السياحة، والاستفادة من الدول التي سبقتنا في هذا المجال، فنحن ما زلنا بحاجة للمزيد من العمل في الجانب السياحي، كما يجب أن نستفيد من الدول المتقدمة مثل الصين من حيث استغلال المقومات وإدخال التقنية الحديثة والأخذ بالأسر المنتجة وصقلهم بالدورات والورش التي تعزز مهنهم وتروِّج لها. كما يجب إدخال نظام التلفريك للجبل الأخضر وجبل شمس وجبال محافظة ظفار ليتمتع السائح من خارج السلطنة وداخلها بمناظر خلابة، بجماليات المكان، ويكون العائد داعماً للاقتصاد الوطني.

ومن هنا، من عُمان المحبة والسلام، نوجِّه كلمة شكر وتقدير إلى السفارة الصينية في سلطنة عُمان، والتي هيَّأت لنا الأجواء، وسهَّلت لنا كل صعب، وأحاطتنا بكل رعاية، والشكر موصول لمختلف المؤسسات الاعلامية والشركات التي زُرناها، وكرم الضيافة التي حظينا به، وكل الشكر والتقدير لرئيس الوفد سعود الغماري الذي كان لنا الأخ والصديق والزميل، وزملائي الإعلاميين.