دام عزك يا وطن

 

حمود الحاتمي  

 

لست بحاجة إلى العودة للمواد السمعية والبصرية التي تتحدث عن إنجازات الوطن لكنني بحاجة إلى كل مواد سمعيّة وبصريّة تحوي خطابات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأحاديثه التي تتحقق على أرض الواقع؛ كي أدرك معانيها واستكشف منها تلكم الدرر الحكيمة..

نعم لست بحاجة إلى مواد بصرية وسمعيّة تتحدث عن الإنجاز فنحن كنا الإنجاز.. نعم أنا وأبناء جيلي كنّا الإنجاز تعلمنا في مدارس فتحت أبوابها وواصلنا دراستنا الجامعية.

تلقينا رعاية صحية في مستشفيات منتشرة في أرجاء وطن.. كنّا جزءا من ذلك الشعب الذي ينتظر جولات جلالة السلطان السامية وننتظره والشوق يلهفنا برؤية جلالته في طوابير بكل تلقائية وعفوية وجلالته يبادلنا ذلك الحب العفوي الصادق؛ فيقف ويتلمس احتياجات شعبه وذهنه حاضر ويخطط ماذا تحتاج هذه الولاية وتلك القرية..

كانت الجولات السامية مبعث بشر للمواطن العماني فبعد كل جولة تشهد ولايات السلطنة منجزا هنا ومنجزا هناك.. ما أحكمك يا مولاي! حينما وضعت الإنسان العماني هدفا للتنمية وأداتها.

كل شبر من هذا الوطن يشهد جولاتك الكريمة لترسم حلم الغد حقيقة ناصعة البياض، يتفيأ المواطن ظلال هذه الإنجازات ويتطلع إلى غد أفضل والعماني طموح بطبعه.

اليوم لم تعد إنجازاتنا شوارع ومباني ومطارات فحسب، اليوم نحن نصنع التاريخ بقيمنا وثوابتنا التي لا تحيد والمتمثلة في الإخلاص لهذا الوطن، وقائده. ولنا ثقافتنا ورؤيتنا للآخر من منظورنا نحن لا بمنظور غيرنا، والتي جعلتنا محل تقدير العالم وسياسة حكيمة انتهجها جلالته خلال مسيرة النهضة المباركة أدركنا اليوم قيمتها الحقيقية في الوقت التي يمر به الآخرون من حولنا بمنعطفات صعبة وصعبة جدا، واستطاعت السلطنة أن تستثمر ما رسخته من سياسة في أن يكون لها دور محوري في حل كثير من الصراعات وغدت مسقط محط أنظار من يطلبون السلام العالمي لما ما لها من سياسة واضحة تتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وتقوم على علاقات متينة مع جميع دول العالم.

الثالث والعشرون من يوليو المجيدة لا يمثل الاحتفال بما تحقق بقدر ما هو تجديد للطاقات ولا نركن إلى الدعة والتغني بما تحقق، ولعلّ أزمة انخفاض سعر النفط ألقت بظلالها على الأوضاع المالية في بعض دول المنطقة، الأمر الذي جعل السلطنة تتخذ تدابير مالية قد أثرت على دخل المواطن لكنّه تعامل معها بروح المسؤولية وإظهار الروح الوطنية والهمة العالية، وهنا ظهرت قدرة الإنسان العماني على التكيف مع الظروف الطارئة. ولعل الأنواء المناخية التي حدثت خلال عامي 2006 و2010 أظهرت الملحمة العمانية التي سطرها الشعب العماني، وتثبت نجاح جلالة السلطان قابوس المعظم كأعظم مصلح اجتماعي في العالم حيث جعل الشعب العماني نبضا واحدا يهب ليعيد الصورة إلى ما كانت عليه وأكسبته القدرة على تخطي الصعاب.

اليوم، ونحن نجدد العهد والولاء لهذا الوطن وقائده المفدى وهذا الرباط الوطني الذي يشد وثاقه التفاني والإخلاص من كل أفراد الشعب العماني والحب لهذا الكيان الذي ننتمي إليه لنجدد العزم سائرون خلف جلالة السلطان بلا كلل أو ملل.

 

رسائل وطنية..

إلى أطفال عمان: أنتم مستقبل عمان وسيرة جلالة السلطان العطرة منهل تتعلمون منها كل يوم وهي نموذج يحتذى لمن أراد أن يعبر إلى المستقبل.

إلى شباب عمان: الذي تحقق من إنجاز كان بسواعد المخلصين من أبناء هذا الوطن وفي مختلف مواقع العمل الوطني ولعلّ قدراتكم الخلاقة تنشد فيكم العطاء لمستقبل عمان.

إلى الشعب العماني: هنيئا لهذا الشعب أنّ يعيش حياة كريمة أرادها له قائد عظيم هنيئا له ما تحقق من إنجاز.. والطموح يكبر يوما بعد يوم والمسيرة لا تتوقف..

عماننا الحبيبة مع موعد غد أكثر إشراقا وتفاصيل يومية تتحدث عن مسيرة شعب خلف قائده وتتحدث عن يوميات عمل وطني ترجو من خلاله تحقيق منجز يكتب بأحرف من نور.

حفظ الله لنا قائد مسيرتنا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وألبسه ثوب العافية وبارك في عمره وأدام الله عليه السعادة ووفقه لما يصبو إليه من تطلعات لبناء عمان المستقبل ودام عزك يا وطن.

alhatmihumood72@gmail.com