تنظيم "عربال 2017" يعزز دور السلطنة المحوري في صناعة الألمنيوم العالمية

"صحار ألمنيوم".. إسهامات جليلة للارتقاء بالقطاع الصناعي وزيادة معدلات الإنتاج لمواكبة معدلات النهضة المتسارعة

 

 

◄ الشركة تؤكد الالتزام بدعم مساعي السلطنة لتحقيق "رؤية 2040" للتنويع الاقتصادي

◄ 75% نسبة التعمين بالشركة.. وجهود للارتقاء بمهارات العاملين

 

مسقط - الرُّؤية

 

أكد المهندس سعيد بن محمد المسعودي الرئيس التنفيذي لشركة صحار ألمنيوم أنّ الشركة تفخر بوضع حجر الأساس لصناعة الألمنيوم في السلطنة، ممهدين الطريق لإيجاد مكانة لبلدنا الغالي عُمان لتكون مركزاً إقليماً وعالمياً لإنتاج الألمنيوم، مشيرا إلى مسيرة النهضة المباركة التي عمت منجزاتها عموم البلاد ومختلف القطاعات ومنها قطاع الصناعة، وتحديدا صناعة الألمنيوم.

ولقد حظي المواطن العماني منذ انطلاق النهضة المباركة، وعلى مدى 47 عاماً بمختلف مظاهر الازدهار والتقدّم التي تمثلت في النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والاجتماعي، وذلك بفضل الرؤية والتوجيهات الحكيمة من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظَّم - حفظه الله ورعاه - وقد برزت النهضة العُمانيّة المباركة منذ تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد كمثال واضح على القيادة الرشيدة والتسامح والعزيمة الثابتة للتغيير نحو الأفضل. هذا، وتواصل عُمان، ومن خلال رؤيتها المستدامة "عمان "2040، نحو ترسيخ مكانتها كمركز صناعي ولوجستي رئيسي، وذلك من خلال العديد من مشاريع البنية التحتية، إضافة إلى الاستفادة من موقعها الاستراتيجي على طول الساحل الشرقي للوطن العربي.

 

 

 

ولعل النمو الواضح في صناعة الألمنيوم يمثل خير دليل على تلك الجهود المثمرة نحو تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل اعتماده على قطاع النفط. كما يشير ذلك وبكل وضوح إلى القدرات الاستثنائيّة التي تحظى بها السلطنة لتسخير مواردها الطبيعية الهائلة من أجل تعزيز الرفاهية والرخاء لكافة أفراد المجتمعات المحلية في مختلف أرجاء عُمان.

التنويع الاقتصادي

لقد أكد جلالته - أيده الله- دائماً أهمية التركيز والاهتمام بتنويع اقتصاد البلاد، باعتباره المحرِّك الرئيسي لتحقيق التنمية المستدامة؛ حيث قال جلالته - حفظه الله ورعاه- في أحد خطاباته السامية: "فالتنويع الاقتصاديّ، وتنمية الموارد البشريّة الماهرة، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعيّة المتاحة، وتهيئة الظروف الملائمة التي تشجع القطاع الخاص على أداء دورٍ أكبر في نمو الاقتصاد الوطنيّ. كل ذلك من شأنه تقليل الاعتماد على النفط، والذي يجب ألا ننسى أبداً أنه ثروة ناضبة، وأنّ أسعاره تخضع لعوامل خارجية لا يمكن التحكم فيها محلياً".

وجاء تأسيس صحار ألمنيوم بمثابة ترجمة لهذه التوجيهات السامية، وفي إطار خطة الرؤية الحكيمة للاقتصاد العماني "2020".

ونالت الشركة منذ إنشائها التقدير والتكريم على المستوى الإقليمي، الأمر الذي يثبت نجاحها وكذلك سيرها في الطريق الصحيح لتكون من بين مصنِّعي الألمنيوم الأبرز على مستوى العالم. ويمثّل مؤتمر عربال 2017، والذي نحن بصدد استضافته في ربوع السلطنة في نوفمبر هذا العام، إنجازاً جديداً من بين الإنجازات التي من شأنها أن ترسِّخ مكانة السلطنة على المنصة العالمية لصناعة الألمنيوم. ولا شك أن ذلك يمثل ترجمة لالتزامنا بلعب دور فاعل في دفع عجلة التنويع الاقتصادي وتحقيق الاستراتيجية الطموحة التي تتبناها السلطنة حتى عام 2040.   

ورغم وجود نشاط التعدين في عُمان منذ آلاف السنين بفضل ما حباها الله به من موارد طبيعية غنية، إلا أن السلطنة لم تحقق مكانتها المرموقة كمصنِّع رئيسي للألمنيوم حتى إشراقة فجر العهد الميمون بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم- حفظه الله ورعاه. فمع تأسيس صحار ألمنيوم في عام 2004، وبدء عمليات الإنتاج في عام 2008، بدأ نشاط صناعة الألمنيوم في السلطنة يخطو خطواته الأولى، مواصلاً نموّه المطّرد منذ ذلك الحين لتحويل الرؤى الوطنية لهذا القطاع إلى واقع ملموس على الساحة العالميّة.

 

الصناعات التحويلية

وقد ساهمت صحار ألمنيوم، ومنذ تأسيسها، بتطوير عدد من الصناعات التحويلية، والتي قامت بدورها في إيجاد العديد من الفرص الوظيفية للكوادر الوطنية الشابة، ومهدت نحو المزيد من النمو لصناعة الألمنيوم على المستويين الإقليمي والعالمي.

وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة صحار ألمنيوم: "لقد مثّل تأسيس صحار ألمنيوم إحدى الخطوات الهامة تجاه التنويع الاقتصادي، وإيجاد مركز استراتيجي واقتصادي رئيسي على طول ساحل بحر عُمان. حيث لطالما اضطلع العُمانيون وعلى مدى آلاف السنين بدور فاعل في تعزيز الحركة التجاريّة وتسهيل التواصل بين مختلف الأسواق في إفريقيا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط. ومن هنا، فإنّنا ملتزمون بدعم مساعي بلادنا نحو تحقيق رؤية 2040 وزيادة النشاط الاقتصاديّ بما يعود بالنفع على الأفراد وكذلك مختلف القطاعات الحيوية".

وخطت صحار ألمنيوم خطوات سريعة بعد أقلّ من عامٍ واحد على تأسيسها لتحويل الحلم إلى حقيقة؛ حيث تم في عام 2005 المباشرة بتطوير مصهر ألمنيوم حديث تصل طاقته الإنتاجية السنوية إلى 375.000 طن متري من الألمنيوم، ومحطة طاقة بسعة 1000 ميجاواط، إضافة إلى ميناء حديث ومسبك وفق أحدث التقنيات العالمية.

وتابع أن الشركة تقف اليوم على أعتاب إنجاز كبير آخر في مجال تنويع الاقتصاد الوطني، يتمثل في استضافتها للنسخة الحادية والعشرين من المؤتمر والمعرض العربي الدولي للألمنيوم "عربال" في مسقط. وأوضح أن المؤتمر، الذي يعد منصة رئيسية ومهمة لرواد قطاع الألمنيوم في الوطن العربي، سينطلق تحت عنوان "قيادة النمو الاستراتيجي في صناعة الألمنيوم العالمية" في شهر نوفمبر المقبل، وستشهد فعاليّاته حضور لفيف من أبرز قادة قطاع الألمنيوم وصنّاع القرار على مستوى العالم لتبادل الآراء وأفضل الممارسات المتبعة في هذه الصناعة الحيويّة. كذلك يُشكل المؤتمر فرصة للمستثمرين العالميين لبحث فرص الاستثمار في السلطنة وكذلك الالتقاء والتشاور مع الشركاء التجاريين المحليين.

هذا، وقد بدأ الإنتاج الفعلي في مصنع صحار ألمنيوم ومصهرها، والذي يُعدّ الأوّل من نوعه في المنطقة، في أواخر عام 2008 محققاً أكثر من 12 مليون ساعة عمل دون أية إصابات مضيّعة للوقت. وتمتلك الشركة كذلك رصيفاً بحرياً خاصاً لاستيراد المواد الخام وتصدير منتجاتها، حيث تم منح ملكية الرصيف للشركة من قبل إدارة ميناء صحار في أكتوبر 2007. وقد وصل المصهر إلى كامل طاقته الإنتاجيّة في عام 2009. ثم واصل هذا المشروع الوطني، الذي يُعد من بين المشاريع الكبرى في قطاع الصناعات غير النفطية، تحقيق المزيد من المنجزات على صعيد الإنتاج ليبرهن عن كونه واحداً من أفضل الأمثلة على نجاح جهود السلطنة في تنويع اقتصادها. ونتيجة لذلك فقد حظيت صحار ألمنيوم بإشادة من قبل البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ"، كونها إحدى الشركات التي تلعب دوراً رئيسياً في هذا المجال، وكذلك لدورها ومساهمتها في رسم خارطة الطريق لنمو الاقتصاد المحلي للقطاع غير النفطي.

مسيرة ممتدة

واستطرد المسعودي قائلاً: "لقد كانت رحلتنا طويلة، ولكننّا استطعنا المحافظة على نسبة تعمين تصل إلى 75% من إجمالي القوى البشرية في الشركة، وكذلك بالتزامنا بأعلى معايير السلامة والصحة والإنتاجية العالية، وحرصنا على تنمية قدرات موظفينا، الأمر الذي مكننا من تحقيق معدلات إنتاج كبيرة على المستوى الإقليمي. كما أدى ذلك أيضاً إلى إيجاد قاعدة قوية لمنتجاتنا في مجال الصناعات التحويلية وزيادة مستويات الثقة لدى المستثمرين بمقدرة السلطنة على شق طريقها بنجاح بعيداً عن الصناعات البتروكيماويّة".

وتزخر سلطنة عُمان بالعديد من الثروات الطبيعية والبتروكيماوية، الأمر الذي مكنها من المضي قدماً في إيجاد منصة مزدهرة لصناعة الألمنيوم ذات طبيعة تنافسية على المستوى العالمي. كما ساعدها موقعها الاستراتيجي المميز على جذب العديد من شركات الاستثمار العالمية وفتح الآفاق لخلق الآلاف من الفرص الوظيفية لأبناء السلطنة.

واختتم المسعودي حديثه قائلا: "يُمثّل احتفالنا بيوم النهضة المباركة ترجمة ملموسة لسبعة وأربعين عاماً من الازدهار والتنمية الشاملة في جميع المجالات. وهو مدعاة فخر لكلّ مواطنٍ ومواطنة، ويشرِّفنا أن ننتهز هذه المناسبة السعيدة لنرفع فيها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظَّم -حفظه الله ورعاه، مجددين التزامنا برؤية جلالته الحكيمة وبصيرته المُلهِمة للنهوض بالاقتصاد الوطني وتقويته، والسعي نحو تقليل الاعتماد على الموارد النفطية".

وتشير التقديرات إلى وصول الطلب العالميّ على الألمنيوم إلى 70 مليون طن متري سنوياً بحلول عام 2020، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى الارتقاء بقطاع هذه الصناعة في السلطنة لمواكبة هذه الزيادة المطردة، وبالتالي المساهمة في تعزيز عائدات السلطنة من هذا القطاع الحيوي المهم؛ حيث من المؤمل أن يساهم ذلك في دعم أركان القطاعات غير النفطية في السلطنة بما يعود بالنفع الكبير على الاقتصاد المحلي، وتمثل استضافة صحار ألمنيوم لمؤتمر "عربال 2017"، خطوة إيجابية في هذا المجال.

تعليق عبر الفيس بوك