ناصر العبري
في تظاهرة عُمانية اجتماعيَّة بهيجة، يتواصل تنظيم الأعراس الجماعية في مُختلف مُحافظات وولايات السلطنة، ورؤية مواكب الأعراس الجماعية في مشهد مُفرح، واحداً تلو الآخر تدل على تمسُّك أفراد المجتمع العماني بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة وقيمهم النبيلة، وتنظم الفرق الرياضية والتطوعية الأعراس الجماعية، والتي من خلالها يتم تزويج أعداد كبيرة من الشباب؛ بهدف تكوين أسر تنعم بالاستقرار والطمأنينة. في هذا البلد الذي ينعم بالاستقرار والعيش الكريم أسهمت ثقافة الأعراس الجماعية في تعزيز مبدأ تخفيض تكاليف الزواج.
إنَّ حفلات الأعراس الجماعية تُقلِّل أعباءَ وتكاليفَ الزواج بدرجة كبيرة، ولها أبعاد اجتماعية إيجابية عديدة؛ فهي تجسِّد روح التعاون المشترك، وترسِّخ قيم التكافل في المجتمع، وتشكِّل أيضاً فرصة لالتقاء أبناء القبائل للاحتفال وسط مظاهر من السعادة والألفة والتلاحم، كما يعتبر تنظيم الأعراس الجماعية، باباً مهماً للتوفير، والمساعدة في تكوين أسر جديدة متماسكة ومستقرة بعيداً عن الديون، حيث إن هذه الأعراس تعمل على توعية الشباب بالتفكير الصحيح حول إقامة حفلات الزفاف والابتعاد عن الإسراف والتباهي الذي يقود صاحبه الى الوقوع في اسر الديون المتراكمة عليه مستقبلا.
كما أنَّ الأعراس الجماعية تُسهم في التقليل من نسبة العنوسة، بين الفتيات وتشجيع الشباب على الزواج، والقضاء على الفكرة المنتشرة بين الشباب بربط الديون بالزواج بسبب تكاليف حفلات الزواج المرتفعة.
إنَّ تأخر سن الزواج للشباب وارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات بسبب التكلفة العالية للأعراس والأعباء المادية والقروض التي يتحملها الشاب تجد حلحلتها في الأعراس الجماعية. كما أنَّ القطاع الخاص والشركات والمؤسسات مطالبين بالوقوف مع الشباب من خلال دعم الأعراس الجماعية، وهذا يقوي أواصر القربى بين أفراد المجتمع العماني.