أكّد حرص الشركة على نشر علامة "صُنِع في عُمان" بمختلف دول العالم

النجار لـ"الرؤية": "أوكتال" تنفذ أكبر مشروع في المنطقة لإعادة تدوير مخلّفات "البولي إيثيلين تيريفثالات".. وطرح أسهم للاكتتاب قريبا

...
...
...
...
...
...
...

◄ مساهمة الشركة في الصادرات غير النفطيّة للسلطنة تناهز 7.3%

◄ عقود الشركات الصغيرة والمتوسطة تصل إلى 3.1 مليون ريال

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

 

 

كشف المهندس أحمد النجار، مدير عام الشؤون الحكومية في شركة أوكتال للبتروكيماويات عن تفاصيل المشروع العملاق الذي تنفذه الشركة لإعادة تدوير مخلّفات مادة البولي إيثيلين تيريفثالات "PET"، والذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة، مشيرا إلى أن الشركة تخطط لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام في سوق مسقط في المستقبل القريب.

وقال النجار- في حوار مع "الرؤية"- إن شركة أوكتال للبتروكيماويات أولى خطت في عام 2006 خطواتها على أرض السلطنة وتحديدا في ولاية صلالة؛ حيث تمكنت خلال فترة وجيزة أن تصبح أحد أبرز عملاء ميناء صلالة؛ إذ تقوم بنقل ما يزيد عن 40 ألف حاوية سنويا، مشيرا إلى تسارع نمو أعمال الشركة لتصبح من أكبر الشركات المُصدّرة للمنتجات غير النفطية في عُمان، وتستحوذ على ما نسبته 7.3% من إجمالي الصادرات العمانية غير النفطية، بما يضمن وصول شعار "صنع في عمان" المدون على منتجاتها إلى مختلف دول العالم.

 

 

** ما هي تفاصيل مشروع إعادة تدوير مخلّفات مادة البولي إيثيلين تيريفثالات؟

أود في البداية أنّ أشكركم على إتاحة هذه الفرصة المميّزة لنا للحديث عن مشروعنا المتفرّد لإعادة تدوير مخلّفات مادة البولي إيثيلين تيريفثالات المعروف اختصارا بـ"PET"، فلقد بدأنا عملياتنا في السلطنة في مطلع عام 2006، ونفخر اليوم بمكانتنا كأكبر منتجٍ في العالم لصفائح ورقائق البولي إيثيلين تيريفثالات في موقع متكامل واحد. وقد التزمنا منذ البداية بابتكار الحلول المستدامة للحفاظ على البيئة الغنيّة والموارد الطبيعيّة في المجتمعات التي نمارس نشاطاتنا فيها، وذلك انطلاقاً من حرصنا على اتباع أعلى المعايير التصنيعيّة الصديقة للبيئة على مستوى العالم. ومن هنا، فقد باشرنا بزيادة قدراتنا لعمليات إعادة تدوير صفائح ورقائق البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) والعبوّات والصفائح الأوليّة بحيث تتجاوز 90 ألف طن متري سنوياً بحلول نهاية عام 2017؛ إذ يشمل مصنع الشركة بصلالة وحدها مرفقاً لإعادة التصنيع بسعة إنتاجية تبلغ 20 ألف طن متري سنوياً. ولتحقيق ذلك الهدف، فسنقوم بزيادة إنتاج مصانع الشركة في كلّ من مدينتيّ صلالة وسينسيناتي في الولايات المتحدة من صفائح ورقائق البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) المُعاد تدويرها إلى أكثر من 10500 كجم كلّ ساعة، بحيث تعيد المنتج إلى حالته الأصلية وتُصنّع خامة مستدامة يمكن استخدامها في حلول التعبئة والتغليف المبتكرة التي تشتهر بها أوكتال عالميّاً.

ولا شكّ بأنّ الفضل في ذلك يعود إلى تقنيتنا المبتكرة، حيث ساهمت في رفع قدراتنا التصنيعيّة في وحدات إعادة التدوير في مصنعنا في صلالة من 3450 كجم إلى 6450 كجم في الساعة، الأمر الذي من شأنه أنّ يمهد الطريق لاعادة تدوير أكثر من 90 ألف طن متري سنوياً بحلول نهاية العام الجاري 2017.

 

** ما هي الفوائد البيئية وراء المشروع؟ وكيف سيكون مردودها على حجم المهدر من البلاستيك؟

تتميّز جميع منتجاتنا في أوكتال بأنها قابلة لإعادة التدوير بالكامل، ولقد وصلنا حاليّاً إلى نسبة 15 في المئة، وهي أكثر من المعدّل الأوروبيّ والذي لا يزيد عن 11.7 في المئة. وليس هذا الرقم سوى مجرد بداية لا أكثر؛ حيث إنّنا نعمل على زيادة قدرات إعادة التدوير إلى أكثر من 25 في المئة من مخلّفات مادة البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) لتحويلها إلى موادٍ قابلة للاستخدام ومن أجود الأصناف. ولذلك تأثير إيجابي كبير على البيئة من حيث خفض البصمة الكربونيّة، فنحن نتبنّى منهجية مبتكرة للحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال الحدّ من التأثيرات البيئيّة لعمليّاتنا، حيث نستهلك طاقة أقل بنسبة 65 في المئة، وذلك باستخدام طاقة حراريّة في مرافقنا التصنيعيّة أقلّ بنسبة 28 في المئة. وتحرص الشركة على استخدام المياه البلديّة المعاد تدويرها فقط، ويتم إعادة استخدام 80 في المئة منها بعد ذلك، فضلاً عن استخدام نظام حصاد مياه الأمطار لأغراض الريّ في كافة مواقع الشركة. وعلاوة على ذلك كلّه، تتم إنارة جميع المباني في الشركة باستخدام الإضاءة الطبيعية وذات الكفاءة العالية، بينما تعمل مصابيح إنارة مواقف السيارات بالطاقة الشمسية، ما يؤكد تفرد الشركة في مجال الاستدامة البيئية.

 

** اذكر لنا آليات إعادة التدوير.. وما هي المنتجات التي يتم تدويرها، وكيف يجري ضمان معايير الجودة؟

تمتلك أوكتال تقنية مبتكرة لإعادة تدوير مخلّفات مادة البولي إيثيلين تيريفثالات على نطاقٍ واسع، ونتطلع إلى إمكانية تطبيق هذه القدرات التصنيعيّة المتطوّرة بشكل أكبر. ونحن نحرص على تطوير آليّة خاصة لإعادة تدوير المنتجات التي تمّ استهلاكها من عبوّات البولي إيثيلين تيريفثالات، وهو أمر باشرنا في بحثه بالفعل عبر سلسلةٍ من العمليّات الصغرى لإعادة تدوير العبوّات المستهلكة. كما أنّ لدينا سياسة صارمة لفحص وضمان جودة منتجاتنا بحيث نُصنّع منتجا أصليّاً يفي بمتطلبات حلول التغليف الخاصة بصناعات المواد الغذائية، ويرتقي بنوعية المواد المُعاد تدويرها إلى مستوياتٍ جديدة من النقاء والجودة العالية.

 

** هل سيتم تصدير المنتجات النهائية من إعادة التدوير أم ستكون للاستخدام المحلي؟

نعمل على تصنيع منتج أصلي يفي بمتطلبات حلول التغليف الخاصة بصناعات المواد الغذائية، ويرتقي بنوعية المواد المُعاد تدويرها إلى مستوياتٍ جديدة من النقاء والجودة العالية. وبالتالي، فنحن نقوم بطرح منتجاتنا في الأسواق المحليّة والعالميّة على حدّ سواء؛ حيث نمتلك قاعدة عملاء تضم باقة من أكبر العلامات التجاريّة العالميّة في مجالات الصناعات الغذائيّة.

وفي هذا السياق، أؤكد أن أوكتال ترحب بكافة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الراغبة في دخول هذا المجال، ونحن على أتمّ الاستعداد لتقديم كافة أشكال الدعم والمشورة الفنيّة الممكنة لهم. ونحن نفخر بتواصل جهودنا لدعم نموّ وتقدّم مختلف القطاعات الاقتصاديّة في السلطنة.

 

** تساهم أوكتال بما يزيد على 7% من الصادرات العمانية غير النفطية، ما هي تفاصيل هذه النسبة؟

استثمرنا في أوكتال 600 مليون دولار أمريكي منذ عام 2006 حتى اليوم، ولقد باتت الشركة تمثّل أكبر مصنعيّ صفائح البولي إيثيلين تيريفثالات في موقع واحد على مستوى العالم وأكبر الشركات المصدّرة للمنتجات غير النفطية في عُمان. وحرصنا منذ مباشرة أعمالنا على المساهمة في السياسة الرشيدة التي انتهجتها السلطنة لتنويع مصادر الاقتصاد الوطنيّ وتقليل الاعتماد على موارد النفط والغاز. ومن هنا، ارتفعت طاقتنا الإنتاجيّة من 32 ألف طن متري في عام 2006 إلى قرابة مليون طن متري سنويّاً في وقتنا الراهن، كما نفخر بأن نكون الشريك الأمثل والموثوق لحلول التعبئة والتغليف في عددٍ كبير من الصناعات في مجالات الأغذية والسوائل والمنتجات الاستهلاكيّة والصناعيّة المختلفة لتلبية احتياجات الشركات المدرجة ضمن تصنيف "فورتشن 500". ولعلّ هذه الأرقام توضّح النمو الهائل الذي حققناه حتى يومنا هذا، فنحن نقوم بنقل ما يزيد عن 40 ألف حاوية سنويّاً من ميناء صلالة إلى أكثر من 80 دولة حول العالم.

وأؤكد أنّ ما حققناه من إنجازات حتى اليوم لا يمثّل سوى البداية في رحلة نجاحنا؛ حيث نسعى للاستفادة من كافة الفرص والإمكانات التي يمكن الحصول عليها من تقنية مواد البولي إيثيلين تيريفتالات، وقد مكنتنا استثماراتنا في قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة الأمريكيّة في مجال إعادة تدوير المنتجات، والمملكة العربية السعودية في مجال مواد التعبئة والتغليف المطبوعة، من الاستحواذ على مجمل سلسلة أنشطة القيمة المضافة.

 

** تخصص الشركة في الصناعات التحويلية يحقق جزءا من رؤية السلطنة نحو التنويع الاقتصادي، ما هي التحديات التي تقف أمام الشركة لتحقيق هذا الهدف؟

بفضل الرؤية الثاقبة للمقام السامي للتنويع الاقتصادي والقطاع الصناعي بصفة خاصة، حقق هذا القطاع نموّاً كبيراً ووفر العديد من الفرص الوظيفيّة والتنمويّة، كما ساهم في زيادة صادرات السلطنة من المنتجات غير النفطيّة بشكل لافت. وأوكتال تمثّل إحدى أبرز قصص النجاح ضمن هذا القطاع المتنامي. أما بالنسبة للتحدّيات، فإن التباطؤ الاقتصادي الناتج عن الهبوط الحاد في أسعار النفط أثر على كافة القطاعات الاقتصاديّة، والذي يُعدّ أبرز تحدٍ واجهته الدول المنتجة في المنطقة. بجانب تحد آخر متمثل في الفجوة بين الكوادر البشريّة الحاليّة والاحتياجات المستقبليّة للسوق. لذلك وثقت أوكتال التعاون مع الحكومة والمؤسسات التعليميّة المحليّة لتدريب وإعداد جيلٍ مؤهل لدفع عجلة نموّ القطاع التصنيعيّ في عُمان. وموّلت الشركة عدداً من المنح الدراسيّة المتخصّصة وأطلقت البرنامج الوطنيّ للتطوير الفنيّ بالتعاون مع وزارة القوى العاملة. كما تحرص الشركة على رفد كوادرها الوطنيّة بالفرص التدريبيّة في مصانعها في كل من المملكة العربيّة السعودية والولايات المتحدة الأمريكيّة بحيث يطلعون على آخر المستجدات في مجالنا ويكتسبون الخبرات المثرية على المستويين الإقليميّ والعالميّ.

 

 

** هل هناك حاجة لمزيد من الصناعات التحويلية في السلطنة، لاسيما الصناعات الوسيطة والنهائية؟

تدعم أوكتال و مثل هذه الجهود لما تحققه من أثرٍ إيجابيّ بارز في زيادة القيمة المحليّة المُضافة، وتحقيق المزيد من العائدات عبر تحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية وشبه نهائيّة (وسيطة). كما سيساهم ذلك في تعزيز قطاع التصنيع وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفيّة واستقطاب الاستثمارات الأجنبيّة.

 

** ماذا عن التعاون بين أوكتال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟

تعطي أوكتال الأولويّة للمصادر المحليّة من حيث توريد السلع الأساسيّة والخدمات اللوجستيّة. كما إنّنا نحرص على تمكين قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من الشركات المحليّة عبر إنشاء شبكة من الموردين المحليين الذين يوفرون لنا كميّات كبيرة من المواد الأوليّة التي نستخدمها في مرافقنا التصنيعيّة. وبلغت قيمة مشترياتنا من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 3.1 مليون ريال عُماني في عام 2016.

ونفخر بكوننا من أبرز العملاء لدى مزودي الخدمات اللوجستيّة في صلالة، ولنا مساهمات مباشرة وغير مباشرة في تعزيز حركة العديد من القطاعات كالعقارات وخدمات الصيانة والبنوك وغيرها من القطاعات الحيويّة. ولا شكّ بأنّنا سنوثق علاقتنا مع المزيد من تلك المؤسسات المحليّة بما يعود بالنفع عليها وعلى اقتصادنا الوطنيّ ككلّ. أما بالنسبة للمتطلّبات الواجب توافرها في تلك المؤسسات، فلا بدّ أن تكون شركات عُمانيّة مسجّلة حسب الأصول لدى الجهات الرسميّة المختصّة، كما ينبغي أن تستوفي عدداً من المتطلّبات فيما يخص جودة خدماتها، والتزامها بتنفيذ كافة شروط العقد، وغير ذلك من الأمور المماثلة.

 

** كيف تسهم الشركة في إيجاد فرص عمل للمواطنين العمانيين؟ وهل لديكم خطة معينة لرفع نسبة التعمين؟

يبلغ عدد الموظفين العُمانيين في مختلف المستويات الوظيفيّة في الشركة 121 موظّفاً من بين 531 موظفاً من مختلف الجنسيات. وتعدّ أوكتال أكبر الشركات التي توفر الفرص الوظيفيّة المباشرة في صلالة، حيث نحرص على استقطاب الكفاءات الوطنيّة المؤهلة ورفدها بالفرص التدريبيّة المثرية. وفي هذا السياق، نخطط حالياً لتوفير 25 وظيفة جديدة للارتقاء بقطاع التصنيع وزيادة نسبة الكوادر الوطنيّة في الشركة.

 

** هل تنوي الشركة طرح جزء من رأسمالها للاكتتاب العام؟ وما هي النسبة المخصصة ومتى سيتم طرحها؟

ندير حالياً 4 مصانع في عُمان والمملكة العربيّة السعودية والولايات المتحدة الأمريكيّة، وقد وصلت مساهمتنا من الصادرات غير النفطيّة للسلطنة إلى 7.3 في المئة، ونحن نستعدّ الآن لبدء المرحلة الثالثة من خطة النموّ عبر توسيع تطبيقات منتجاتنا التحويليّة، مع إمكانيّة طرح أسهم الشركة للاكتتاب العامّ في السلطنة، وهو قرار استراتيجي يحقق مزايا كبيرة للشركة ويقدم حلولاً مرنة وطويلة الأمد لزيادة رأسمالها ودعم توسّعها على المستوى العالميّ. لكن ذلك لا يزال قيد الدراسة، وسيتم الإعلان عن أية مستجدات في هذا الخصوص في المستقبل القريب.

تعليق عبر الفيس بوك