مؤكدا أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير المشهد الإعلامي بالسلطنة

سلطان القاسمي لـ"الرؤية": الإعلام الرقمي يعزز دور العلاقات العامة في تحقيق أهداف المؤسسات

الرؤية - سارة العبرية

قال الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المتخصص في مجال الإعلام، إنَّ كتابه الجديد "فاعلية العلاقات العامة في البيئة الرقمية ودور القائم بالاتصال"، يسلط الضوء على كيفية استغلال أدوات وبرامج الإعلام الحديثة في مجال العلاقات العامة، وكيفية استخدام المسؤول عن الاتصال لهذه الوسائط بفعالية من خلال الاعتماد على التكنولوجيا لإنشاء المحتوى الاتصالي وتشكيل الصورة الذهنية، بالإضافة إلى تحليل التحولات التي شهدتها مهنة العلاقات العامة مع ظهور وسائل الإعلام الجديدة والإمكانات الواسعة التي تقدمها التكنولوجيا المتقدمة لتطوير ممارسات العلاقات العامة.

وأوضح- في حوار مع "الرؤية"- أن الكتاب يتألف من خمسة فصول؛ حيث يُعنى الفصل الافتتاحي بشرح مفهوم العلاقات العامة والتي تمثل الدور الاتصالي الذي يستند إلى فهم وتقييم توجهات الجمهور، مع تعريف السياسات والإجراءات للأفراد أو المنظمات بهدف تعزيز التفاهم والتواصل المثمر بين الطرفين، مستعينة بوسائل الإعلام المخططة بعناية لتحقيق مصالح كلا الطرفين.

ويُشير القاسمي إلى أهمية العلاقات العامة في توليد الدعم والمؤازرة لمبادرات المنظمة، بدءًا من جمهورها الداخلي وفريق العلاقات العامة، وامتدادًا إلى الجمهور الخارجي والجهات المعنية، لاسيما في ظل تنوع مجالاتها بين الهيئات الدولية، وكذلك أهمية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والتفاعلات بين الأفراد من مختلف الدول، مضيفا أنه يجب على العلاقات العامة لأي مؤسسة أن تتطّلع لتكون أكثر من مجرد صانع للصورة الذهنية؛ وأن تكون شريكًا فاعلًا في التنمية المجتمعية من خلال وظائفها المتنوعة، مثل جمع المعلومات عن الجمهور، وقياس توجهات الرأي العام، وتطوير البرامج الاتصالية التي تهدف إلى تحقيق التوافق والانسجام بين المؤسسة وجمهورها.

وذكر أن الفصل الثاني يُسلط الضوء على الوظيفة الحاسمة التي تلعبها العلاقات العامة في مواقف الأزمات، وأهميتها في مراحل ما قبل الأزمة وما بعدها، وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات المرتبة التي تبدأ بتحليل الأزمة من خلال أربعة أبعاد رئيسية وهي: القيام بتعريف دقيق للعوامل التي أدت إلى نشوء الأزمة، الاستشراف والرصد للعناصر القوية التي تعتمد عليها وتدعم قوى الأزمة، التعرف على الأسباب الجذرية للأزمة، بالإضافة إلى تحليل وضع الأزمة ومكوناته المتنوعة باستخدام النماذج الرياضية لقياس وتحليل الحالة، لتأتي بعد ذلك مرحلة تطوير خطط وسيناريوهات بديلة لمجابهة قوى الأزمة والتعامل معها، استنادًا إلى رصد ومتابعة المعلومات بشكل فعال.

ويبيّن القاسمي أن الفصل الثالث يبحث في جوهر الإعلام الرقمي ودور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز أداء العلاقات العامة؛ مضيفا: "تحولت هذه الأجهزة إلى أدوات فعّالة لجمع وتخزين المعلومات، وفي الوقت نفسه تقدم فرصاً للتعلم واكتساب المعرفة والمهارات، كما يبرز دور العلاقات العامة في مساعدة الجمهور على استيعاب وفهم التأثيرات الناتجة عن التحولات التكنولوجية، والعمل على تحقيق تفاهم مشترك يُلقي الضوء على أهمية هذه التحولات والتغيرات في تقديم الخدمات، وكيف تُسهم في جعل العمليات أكثر سهولة ومرونة.

ويلفت إلى أن الفصل الرابع يتناول دور المسؤول عن الاتصالات وعلاقته بالعلاقات العامة، مُركزاً على كيفية تشكيل وتعزيز صورة المؤسسة بين الجمهور، إلى جانب أهمية التخطيط الاستراتيجي وبناء الاستراتيجيات لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى ضرورة قياس الرأي العام وفهم كيفية تلقي الجمهور لصورة المؤسسة أو منتجاتها، وجمع المعلومات الضرورية لفهم وجهات نظرهم، مبينا أن هذا الفصل يتضمن المسؤوليات الأخلاقية للمسؤول عن الاتصال، والمسؤولية نحو المؤسسة والزملاء، والمسؤولية نحو العملاء بما في ذلك حماية أسرارهم، والمسؤولية نحو تطوير الذات والحفاظ على المصلحة الشخصية دون الإضرار بالالتزامات المؤسساتية، والمسؤولية نحو الجماهير والمجتمع بتقديم المعلومات الدقيقة والموضوعية، وأخيراً المسؤولية نحو وسائل الإعلام بالحرص على المصداقية والشفافية.

دور العلاقات العامة في إطار الحكومة الإلكترونية

وأكد القاسمي أن الكتاب سلط الضوء على دور العلاقات العامة الحاسم في إطار الحكومة الإلكترونية، وأهميتها في الإدارات الحكومية وأهمية الحكومة الإلكترونية في تسهيل وتحسين أداء الخدمات الحكومية للجمهور، بالإضافة إلى استعراض الأسس التي تقوم عليها والتي تشمل الاتصال المستمر مع الجمهور، وكفاءة وسرعة الربط الإلكتروني بين مختلف الدوائر الحكومية.

وأشار الدكتور سلطان القاسمي إلى أن السياسة الإعلامية تتميز في سلطنة عُمان بالتوازن والاعتدال؛ حيث تُشجع وتحترم حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومات،  وتعمل الحكومة العُمانية على تعزيز دور الإعلام في نقل الحقائق وتوعية المجتمع، مع الحرص على المحافظة على القيم والتقاليد العُمانية وتعزيز التضامن الوطني، كما تتميز بالتركيز على تعزيز الثقافة الوطنية والهوية العُمانية، مع المحافظة على التنوع الثقافي واللغوي في البلاد، بالإضافة إلى أن الإعلام العُماني يتميز بالمهنية والمصداقية في تغطية الأحداث، مع التركيز على تقديم المعلومات الصحيحة والموضوعية للجمهور.

ويقول القاسمي: "يقوم الإعلام الدولي بدور هام في تشكيل وتوجيه الرأي العام في سلطنة عُمان، ويتم استهداف الجمهور العماني من خلال وسائل الإعلام الدولية المختلفة مثل الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية، ويؤثر الإعلام الدولي على الرأي العام في عُمان من خلال تقديم وجهات نظر وتحليلات مختلفة حول القضايا العالمية والإقليمية التي تهم البلاد، مما يساهم في توسيع آفاق الناس وتحديث وجهات نظرهم"، مشددا على ضرورة الحذر وتبني الموقف النقدي تجاه المعلومات التي تصل الجمهور من وسائل الإعلام الدولية,.

وأوضح أن وسائل الإعلام الجديدة والاجتماعية تقوم بدور حيوي في تغيير المشهد الإعلامي في عُمان، مبينا: " هذه الوسائل الجديدة تساهم في دعم التواصل ودعم الشفافية ونشر المعلومات بطريقة تعزز المصداقية وتقليل انتشار الشائعات، كذلك تعزز مفهوم التفاعلية بتمكين الجمهور من المشاركة المباشرة في الحوارات والمناقشات حول القضايا المهمة يعزز التفاعلية ويجعل الإعلام أكثر قربًا وتواصلاً مع الجمهور، بالإضافة إلى تقديم محتوى متنوع وشامل يلبي اهتمامات الجمهور المختلفة".

وأكد أن تنمية الوازع الوطني في نفوس الأفراد كفيل أن يضمن تعزيز حرية الصحافة وبنفس الوقت الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك