الأمم المتحدة: 100 ألف مدني محاصرون في ظروف مروعة

القوات العراقية تبدأ هجومها على آخر معاقل "داعش" في الموصل القديمة

 

الموصل - رويترز

بَدَأتْ القوَّات العراقيَّة، أمس، اقتحامَ مدينة الموصل القديمة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في هجوم تأمل أن يكون الأخير ضمن حملة مستمرة منذ تسعة أشهر لانتزاع معقل المتشددين. والمدينة القديمة هي آخر معقل تحت سيطرة المتشددين في الموصل التي كان التنظيم يعتبرها عاصمته في العراق.

والموصل القديمة المكتظة بالسكان عبارة عن أزقة ضيقة؛ حيث يجري القتال عادة فيها من منزل لمنزل. وتقول الأمم المتحدة إن نحو مئة ألف مدني ما زالوا محاصرين هناك في ظروف مروعة مع نقص الغذاء والماء والدواء وتضاؤل فرص الوصول إلى مستشفيات.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية: سيكون هذا وقتا مروعا لنحو مئة ألف شخص ما زالوا عالقين في مدينة الموصل القديمة... يواجهون الآن خطر أن يحاصرهم القتال الضاري المتوقع أن يجري في الشوارع".

وقال الفريق عبدالغني الأسدي قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تقود الهجوم "هذا آخر مسلسل" في الحملة لاستعادة الموصل. ويقدم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة دعما جويا وبريا للحملة. وكانت الحكومة العراقية تأمل في البداية أن تستعيد الموصل بنهاية 2016 لكن الحملة استغرقت وقتا أطول مع اختفاء المتشددين بين المدنيين. كما يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية السيارات والدراجات النارية الملغومة والشراك الخداعية ونيران القناصة والمورتر لمواجهة القوات العراقية.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية: "مباني المدينة القديمة معرضة على نحو خاص للانهيار حتى لو لم يتم استهدافها مباشرة مما قد يؤدي إلى سقوط قتلى من المدنيين أكثر من المئات الذين قتلوا حتى الآن في الغارات الجوية التي وقعت في باقي أنحاء المدينة". وقال اللواء معن السعدي من قوات جهاز مكافحة الإرهاب: "نحاول أن نكون حذرين جدا مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لتجنب سقوط ضحايا بين صفوف المدنيين". وقتل مئات المدنيين قرب خطوط القتال الأمامية في الأسابيع الثلاثة الماضية بينما كانوا يفرون من المدينة القديمة إذ لم تتمكن القوات العراقية من تأمين ممرات خروج لهم.

وقال العقيد سلام فرج من الجيش العراقي لرويترز: "نتوقع أن تقوم آلاف العوائل بالهروب من المدينة القديمة وقد اتخذنا كافة الترتيبات لإخلائهم من خطوط القتال الأمامية". وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن قناصة من الدولة الإسلامية يطلقون النار على عائلات تحاول الفرار سيرا على الأقدام أو بالقوارب عبر نهر دجلة ضمن تكتيك للإبقاء على المدنيين كدروع بشرية.

واستعادت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل في يناير ثم بدأت بعد ذلك بشهر هجوما على الجانب الغربي الذي يتضمن مدينة الموصل القديمة. وسقوط الموصل سيمثل فعليا نهاية النصف العراقي من دولة "الخلافة" التي أعلنها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في خطبة ألقاها في جامع النوري قبل ثلاث سنوات وتضم أجزاء من العراق وسوريا. ويتقهقر التنظيم في سوريا خاصة في مواجهة تحالف يقوده الأكراد مدعوم من واشنطن. والرقة المعقل الرئيس للدولة الإسلامية في سوريا محاصرة تقريبا.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك