ناصر العبري
الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي ترعرع منذ نعومة أظافره في خدمة الوطن وعايش الحياة العسكرية بتفاصيلها، فهو صاحب الشخصية التي عُرف عنها الإخلاص والتَّفاني وحب الوطن والناس تتقدمه تلك الابتسامة العريضة الصادقة. إنِّه مدرسة لمن أراد أن ينهل من منهجها، والذي يقلب صفحات ذلك المنهج سيكتشف أنَّ وراء تلك الابتسامة ذكريات سطرت شجاعة وكرم وإخلاص الإنسان العُماني. كنَّا ننتظر من الشيخ أحمد البلوشي أن يؤلف كتاباً عن سيرته الذاتية ومسيرته العملية خلال تقلده عدة مناصب حتى وصل إلى درجة وزير. وقد عرف عن الشيخ أنَّه قليل الظهور الإعلامي وهذه ميزة أخرى ينفرد بها. وبعد سنوات من الانتظار والعمل الدؤوب في تأليف أول كتاب للشيخ أحمد بن سويدان البلوشي كانت المفاجأة أنَّه لم يكتب مذكراته ولم يكتب عن مسيرته العملية التي قضاها في خدمة الوطن. ولكن جاء كتابه يحمل عنواناً كبيرًا بثقل السماء وهو (عُمان من السماء) مما أكد حبه وشغفه بالطبيعة العُمانية الخلابة.
نجح الشيخ أحمد البلوشي في تجسيد جانب كبير من مظاهر الجمال في البيئة العمانية المتنوعة، حتى صار الكتاب معرضاً فنياً ينبض بالحياة والجمال بين صفحاته التي تحتضن لوحات فنية من تاريخ السلطنة وحاضر نهضتها، كما أنّ الكتاب يستحق أن يصل إلى كافة المكتبات العامة والمدرسية والمتخصصة في السلطنة وخارجها، ليُسهم في تعريف الأجيال الجديدة بمظاهر الجمال في الوطن ويعزز لديهم مشاعر الانتماء والفخر، إلى جانب صلاحية الكتاب ليكون سفيرًا للجمال العماني في كل بلاد العالم بالصورة المُبهرة التي تخطف قلوب السائحين وتشجعهم على زيارة السلطنة والاستمتاع بهذا الجمال المُتفرد. كما وأنَّ الكتاب لاقى طلباً كبيرًا من الوسط الثقافي والأكاديمي بالسلطنة وخارجها. كما إنني أناشد وزارة التربية والتعليم أن تدخل هذا الكتاب ضمن مكتبات المدارس ومراكز مصادر التعلم ليكون في متناول أبنائنا الطلبة والطالبات. كما أنَّ الكتاب سيخدم وزارة السياحة ويُسهل عليها الكثير في التعريف بالأماكن السياحية بالسلطنة.