الموائد العامة تنتشر في الجوامع وعلى الطرقات خلال الشهر الفضيل

الشباب يشحذون الهمم ويتسابقون لإفطار الصائمين.. والتمر واللبن والعصائر بصدارة القائمة

 

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

دَرَجَتْ الجماعات التطوعية، وكذلك أصحاب الخير، على إقامة موائد إفطار الصائم خلال شهر رمضان المبارك؛ سواء في باحات المساجد والأماكن العامة أو على الطرقات وقرب إشارات المرور؛ وذلك من أجل تقديم وجبة الإفطار للصائمين من عابري السبيل والمحتاجين، ونيل الأجر والثواب.

وقد اعتادت جوامع السلطنة تقديم وجبة الإفطار بصورة يومية للصائمين، ومن بين هذه الجوامع جامع السلطان سعيد بن تيمور وجامع عبدالمنعم الزواوي وكلاهما يقع في منطقة الخوير بمسقط، هذا بجانب العديد من الموائد التي تنتشر على الطرقات من أجل إطعام المارة. والملاحظ في هذا العمل التطوعي الخيري أنَّ جُل من يقومون بهذه الخدمة هم من الشباب والصبية في مقتبل العمر، والذين يسعون لنيل الثواب. ومن أبرز ما يقدم خلال هذه الموائد التمر واللبن والعصائر، إلى جانب وجبات أخرى خفيفة تتناسب مع طبيعة الشهر الفضيل.

وفي شهر الصوم، يزداد التراحم بين المسلمين وتتعدَّد مظاهر الرحمة والتقرب إلى الله، ومن أهم هذه المظاهر إقامة مثل تلك الموائد التي تعد من أوسع أبواب الخير؛ حيث يوجّه المال في شهر رمضان إلى إطعام الفقراء والمحتاجين والتسابق في الخير وهو سمة الصالحين وهو من أعلى درجات الجنة، ويعظم ديننا الحنيف ثواب إفطار الصائم، مصداقا للحديث الشريف الذي يؤكد أن من أفطر صائمًا كان له من الأجر مثل الصائم لا ينقص من أجره شيئا.

وتعدُّ موائد إفطار الصائم من أبرز مظاهر هذا الشهر الكريم، حيث إن موائد الرحمن التي تقام في الجوامع والطرقات والأماكن العامة تعكس روح التضامن والتعاضد بين المسلمين، كما تأتي في صدارة الأعمال الخيرية التي يقوم بها المسلمون المقتدرون خلال رمضان، وتؤكد مبدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين في رمضان، والذي يُؤمل أن يتواصل طيلة العام.

وعادة ما تكون موائد إفطار الصائم داخل المساجد، أو الساحات والطرقات بحيث تكون حركة المارة أكثر، وتسهل عملية تناول الإفطار في مكان أرحب، وهنالك في انتظار من يتناولها عند موعد الإفطار مع أذان المغرب، من حباهم الله سبحانه وتعالى بخدمة هؤلاء الصائمين وهم يعملون بنشاط ويوزعون الخير بكل مودة وترحاب.

"الرُّؤية" توقفت عند إحدى الموائد في مسجد الزواوي بالخوير، وهي مائدة عامرة تجاوز عمرها الثلاثين عامًا، وتعمل طوال أيام السنة دون توقف، ويحضرها أكثر من 1200 شخص من مختلف الجنسيات، يفطرون مع بعض في تواد وتراحم حسبما أمر ديننا الكريم. ومن بين الحضور في تلك الموائد زهرة الشباب العُماني الذين يسعون لنيل الأجر والثواب من خلال تقديم المأكل والمشرب لضيوف الرحمن، وهو الوصف الذي جَرَى تسمية الصائمين به على هذه الموائد. ولعل التنوع في جنسيات الصائمين المشاركين في هذه الموائد، يؤكد أن ديننا الحنيف هو دين للعالمين، ولا يقتصر على أمة أو لغة معينة، بل هو رسالة عالمية للإنسانية.

تعليق عبر الفيس بوك