4 أهداف في مرمى أفضل حارس بالعالم.. الزلزال المدريدي .. كيف حدث؟

...
...
...
...
...

الرؤية -أحمد السلماني

لم يتوقع حتى أشد المتشائمين أن يخسر يوفنتوس الإيطالي برباعية كانت بمثابة زلزال كروي لم يكن في حسبان الطليان ولا حتى العالم الكروي بأسره عطفاً على قوة خط دفاع السيدة العجوز والذي لم يتلق سوى 4 أهداف طوال مشوار البطولة وقبل موقعة النهائي فضلا عن وجود العملاق بوفون أحد أبرز وأصعب حراس المرمى في العالم بخبرته ورغبته الملحة في الاستحواذ على اللقب الوحيد الذي استعصى عليه، ليصبح الحلم كابوسا وهو يتلقى الأهداف الجميلة والملعوبة للنجوم الملكية وطوفانها الذي لم يهدأ إلا مع صافرة النهاية لحكم اللقاء لينتصر الملوك على فريق السيدة العجوز في نهائي كادريف في بطولة دوري أبطال أوروبا ليحقق بذلك زيدان ورفاقه رقما قياسيا غير مسبوق وهو الفوز ببطولتين متتاليتين في نسختها الجديدة واللقب الـ12 (رقم قياسي) يصعب كسره، أسباب وعوامل عديدة أدت إلى هذه الكارثة للكرة الإيطالية التي كانت تتشبث بأمجاد الماضي بفريقها الأسطوري صاحب 6 بطولات متتالية بالسيريا A لكن نهج الكاليتشيو إنهار عمليا أمام المتعة الأسبانية كما وأن الخط البارليفي للطليان تهاوى أمام الرغبة الجامحة لريال مدريد ومدربه الاستثنائي زين الدين زيدان الذي وبعيدا عن تحليلات الفنيين والخبراء فإنه ولاعبيه فقط من يعرفون سر ما جرى"ليلة سقوط الطليان" فما الذي حدث، لنتابع:

الشوط الأول: زيدان يستهلك الطليان

بدأ زيدان اللقاء متراجعاً إلى الوراء بعض الشيء وأغلق المساحات على رفاق بوفون حتى لا تكون هناك مفاجأة مدوية مع بداية اللقاء ونجح زيدان في ذلك بواسطة استبسال نافاس وبالمساندة الدفاعية من خط الوسط عن طريق كروس ولوكا مع رُجُوع إيسكو لدائرة وسط الملعب مع الاعتماد على الهجمات المرتدة المنظمة وتحقق له ما أراد في الدقيقة 20 من الشوط الأول بواسطة انطلاقة سريعة من كروس بمساهمة بنزيما وكارفخال ليختمها رونالدو بشباك بوفون.

هنا كانت المهمة الأولى أما الثانية فكانت الحفاظ على الهدف لكن الرد الإيطالي جاء سريعاً ومباغتا بإحراز مانزوكيتش هدف التعادل للنادي الإيطالي بطريقة ساحرة يتحمل جزء منها الظهير الأيمن كارفخال.

من بعدها سيطر النادي الملكي على اللقاء طيلة الوقت المتبقي من الشوط الأول لينتهي بالتعادل 1-1.

الشوط الثاني:

انطلق ريال مدريد ضاغطاً مع إعطاء الحرية بالتقدم لكارفخال ومارسيلو بالتركيز في اول عشر دقائق من الشوط باللعب على الجهة اليسرى في الهجوم عن طريق اسقاط الكرة لايسكو خلف بارزالي مع سحب الفيس لمنطقة الريال وايضاً سحب بنزيما للمدافع بونوتشي لإتاحة اكبر مساحة لايسكو، وبحلول الدقيقة 60 أنطلق ريال مدريد بالتنويع في اللعب حيث دخل ايسكو خلف سامي خضيرة وبيانيتش وتقدم مودريتش وكروس امامهما مع حرية تقدم الظهيرين في بناء الهجمة بذلك استطاع زيدان من تضييق الخناق على اليوفي، وحقق ما أراد بتسجيل هدفين خلال ثلاث دقائق فقط والرابع في الوقت الإضافي، بينما لم يتلق دفاع اليوفي مساندة حقيقة من الفيس وديبالا وهيجوايين في عملية مسك الكرة لاطول وقت ممكن حيث سرعان ما يستعيدها لاعبوج الريال مجدداً وهو ما يوضح أيضاً ضعف الجانب البدني لرفاق بوفون .

ثم ماذا أيها الملكي؟

الأجواء الآن في النادي الملكي الأفضل على الإطلاق، بطولة دوري وبطولتان على التوالي لدوري أبطال أوروبا شيء ليس بالسهل، بالإضافة إلى لقب كأس العالم للاندية وبطولة السوبر الأوربي وأرقام قياسية للاعبين، ما يجب على بيريز فعله هو ترك زيدان ليعمل بتجديد عقده أولاً وبالإنصات جيداً لما يطلبه ولما يقرره، التركيز على عملية جلب النجوم قرار فيه الكثير من العواقب فجلب نجم أمام كل هذه الكوكبة الرائعة سيخلق مشاكل كثيرة وهذا ما شاهدناه في صراع زيدان والصحافة عندما كان يختار بيل على ايسكو وبالعكس، فما بالك لو تم التعاقد مع هازارد أو إمبابي فكيف سيكون المشهد؟ الحل الأمثل هو اللجوء للمواهب بالأحرى للمواهب الإسبانية أو الأوروبية وهذا ما حدث إبان التعاقد مع فاران وكارفخال وكاسيميرو واسينسو وناتشو هؤلاء يمثلون روح النادي لا أمواله الكبيرة المُغرية.

كيف نجح زيدان؟

عوامل عديدة ساهمت في نجاح زيدان لكن أهم عاملين هما:

المداورة بالهدوء

سياسة المداورة كانت ناجحة جداً في مدريد على عكس بقية الفرق التي تمتلك دكة احتياط جيدة لكن زيزو احسن التعامل معها دون احداث اية مشكلة وهذا ما تم بالفعل مع خيميس وموراتا ودانييلو وكوفازيج وايسكو، فالصحافة لم ترحم زيدان على جلوس هذه الأسماء في دكة الاحتياط في بداية الموسم وفي منتصف الموسم، الا ان الفرنسي المحنك تعامل بحذر في تصريحاته التي لم تكن غاضبة للاعبيه ولا للصحافة الى ان سيخرج جزءاً منهم مرفوعي الراس شاكرين زيدان لكل ما قدمه لهم.

العلاقة مع اللاعبين والجماهير والإعلام

كثيرة هي الفرق التي تمتلك نجوم وأسماء أمثال تشيلسي ومان سيتي وبايرن ميونيخ لكن ريال مدريد مع زيدان فإن الوضع مختلف إلى حد كبير فكل ما قام به لاعبو ريال مدريد هو حباً بزيدان والأسماء ليست كل شيء فلو كانت الأسماء كل شيء لكان البايرن حقق الابطال مرتين او المان سيتي ايضاً لكن حب اللاعبين لزيدان جعلهم يقدمون كل ما يملكون وخاصة في النهج الدفاعي المتقدم الذي يقوم به رونالدو ومودريتش وبنزيما هي حباً واحتراماً لما يطلبه زيدان في كل مباراة بل حتى وان وصل الامر لجلوس البعض منهم فرونالدو عندما يستبدل لا ينزعج مثلما كان ينزعج في فترة ما قبل زيدان، ويشمل ذلك جميع نجوم الفريق، كذلك دكة الاحتياط فخاميس وايسكو وبقية اللاعبين لم يكونوا متهجمين على زيزو بسبب جلوسهم على الدكة بل كانت تصريحاتهم تحمل عتب محب، هذه السياسة من الصعب ان تجدها في أي نادي لربما هي عقلية زيزو ام بسبب قرب عمره من اللاعبين، لا اظن ان السبب الثاني هو الاصح، فكثير من المدربين تجد أعمارهم قريبة للاعبيهم كما وأن زيدان خلق علاقة متزنة وهادئة مع الإعلام وجماهير الملكي العريضة.

وفي سياق متصل حظيت المباراة بمتابعة جماهيرية غفيرة، إذ وصف النجم الدولي طلال خلفان المباراة بالممتعة، مؤكدا أن فوز الملكي جاء مستحقا شكلا وموضعا بعد الأداء الراقي الذي قدمه كريستيانو رونالدو ورفاقه.

وأضاف "كنت محظوظا بمتابعة المباراة وسط هذا الحشد الكبير من الجماهير من مختلف الجنسيات بمطعم "طبلية مصرية" بمجمع الكهف، مشيدا بفكرة الأستديو التحليلي الذي أقامه المطعم في بادرة وصفها بالفريدة.

وأطلق مطعم "طبلية مصرية" فكرة إقامة أستديو تحليلي ضم عددا من نجوم الكرة العمانية، مثل الدولي طلال خلفان والدولي إسماعيل العجمي والصحفي الرياضي وليد الخفيف وبحضور لافت للنجم الدولي عماد الحوسني الذي عبر عن حزنه لخسارة فريق السيدة العجوز.

وقال خلفان "مبروك لمشجعي الفريق الملكي الفوز المستحق واللقب الثاني عشر والدليل على نجاح زيدان. وحظ أوفر لمشجعي اليوفي وصولهم للمباراة النهائية أمر كبير في حد ذاته ولكن الخبرة ومقعد البدلاء وتدخل المدربين في الشوط الثاني أمور حددت وجهة اللقب الذي طلب ود خزائن البرنابيو. من جانب آخر قال النجم الدولي لاعب فريق الخابورة إسماعيل العجمي " أثبت زيدان أنه متمرس في التعامل مع المباريات النهائية. نجح في الاحتفاظ باللقب والوصول للرقم 12 . أمسية ممتعة قضيناها سويا في أستديو "طبلية مصرية" احتفلنا مع محبي الملكي وعايشنا فرحتهم الغامرة. حزن بوفون آلمني كثيرا لأنه من فئة الكبار " 

وحول فكرة "أستديو طبلية مصرية" قال: فكرة جديدة ربما كانت الأولى من نوعها. تفاعل الجمهور كان له دوره في ثراء النقاش . الأمسية بشكل عام جميلة والأجواء راقية وقوة المبارة وطابعها الهجومي وتسجيل 5 أهداف – زاد جمالها ربما شعرت في كثير من الأحيان أنني في قاهرة المعز.

وبمعرض إجابته عن التحول في أداء اليوفي في الشوط الثاني قال "الأطراف في الريال مصدر قوة الفريق، حرية الحركة واللامركزية سر فوز الريال، منظومة هجومية تمتلك الحلول التي خولت لها 4 زيارات لشباك العملاق بوفون

وعن اليجيري قال "لم يقدم المدرب الإيطالي ورجاله الأداء المنتظر في الشوط الثاني، لم أر الانتشار الجيد الذي كان يتمتع به الفريق في المباريات السابقة واختفى الضغط الفردي والجماعي . نصف الملعب بات في قبضة رجال زيدان. إنها الخبرة ومقعد البدلاء الذي عزز تفوق الفريق" .

تعليق عبر الفيس بوك