طالب المقبالي
نعم هبط نادي الرستاق الرياضي الثقافي إلى مصاف الدرجة الأولى في كرة القدم، فضجَّ العالم، والكل أقام الدنيا ولم يُقعدها، وكأن القيامة قد قامت، فكثر الهرج والمرج، وكثر اللغط في الحديث عن هذا الموضوع، بين ساخط على الإدارة، وساخط على المدرب، وساخط على اللاعبين.
فمن المحزن أن تختزل أنشطة النادي ونجاحاته في النجاح والإخفاق في كرة القدم.
لقد سطر نادي الرستاق الرياضي الثقافي إنجازات تكتب بماء الذهب في المجالات الثقافية والاجتماعية، من خلال اللجنة الثقافية التي سطرت أحرفاً من ذهب سيشهد التاريخ لها حال استعراض إنجازات النادي منذ تأسيسه حتى اليوم.
فكم كنت أتمنى أن تُعدَّل مُسميات الأندية بتقديم وصف الثقافي على الرياضي ليكون نادي الرستاق الثقافي الرياضي، فالثقافة أولاً، ومن بعدها تأتي الرياضة.
فاللجنة الثقافية بنادي الرستاق متفردة بأنشطتها الثقافية والاجتماعية والفنية على مستوى الأندية على مدى ربع قرن تقريبًا، ومن أبرز أنشطتها السنوية والدورية إقامة المراكز الصيفية لطلاب المدارس سنويا، واستضافة الكثير من الباحثين والعلماء لتنظيم المحاضرات العلمية المتنوعة والتي تكاد تكون شبه أسبوعية، وهناك تنظيم الندوات التاريخية عن شخصيات رستاقية وعلماء، كما أنَّ هناك ملتقيات لتعليم الصلاة للناشئة سنوياً بين الفصلين الدراسيين، إضافة إلى المسابقات الثقافية والشعرية.
فضلاً عن المهرجانات الإنشادية التي تقام كل سنتين، وكذلك اﻷمسيات الشعرية في رحاب قلعة الرستاق ومسرح النادي، ناهيكم عن الاحتفالات بالمناسبات الدينية والوطنية.
ومن ثمار هذا الحراك الثقافي أن طالبت الجهات المختصة بإنشاء مسرح مفتوح بقلعة الرستاق والذي تمَّ تشييده مؤخراً وقد رأى النور قبل أسابيع.
كما أنَّ اللجنة الثقافية بادرت بإنشاء مشروع صدقة صائم ومشروع التكافل الاجتماعي، وقد تم تطوير هاتين المبادرتين لتكونا ضمن نشاطات فريق الرستاق الخيري. كما رعت اللجنة الثقافية الكثير من المبادرات الشبابية مثل مبادرة مدينتي تقرأ ومبادرة بنك الكتاب ومبادرة فريق إرادة الثقافي وفرقة ترانيم اﻹنشادية وغيرها من المبادرات.
وقد أثنى معالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية على جهود القائمين على اللجنة الثقافية بنادي الرستاق أثناء استضافته في مجلس الشورى في شهر مارس الماضي، وقال إنه متابع لهذه الجهود والمناشط التي تقيمها اللجنة الثقافية بنادي الرستاق، وشكر معاليه القائمين على تلك الجهود.
ولا ننسى تلك اﻹنجازات التي تحققت والتي فاز فيها نادي الرستاق بالمركز اﻷول في مسابقة حفظ القرآن الكريم على مستوى أندية السلطنة في عام 2007م، وقد مثل السلطنة على مستوى أندية دول مجلس التعاون في مملكة البحرين، كما فاز نادي الرستاق بكأس صاحب الجلالة للشباب بالمركز الثاني في عام 2013م، كما أنّه مثل المحافظة في المسابقات الثقافية وحفظ القرآن على مستوى السلطنة.
فهذه الجهود وهذه الإنجازات يجب ألا تختزل في صعود النادي أو هبوطه في جانب كرة القدم التي استحوذت على كل الاهتمام من قبل الإدارات المتعاقبة على النادي، واستنزفت إيرادات النادي المالية في إقامة المعسكرات وشراء اللاعبين، والإنفاق على المدرب وغيرها من المصاريف التي نأمل من الإدارة القادمة مراعاتها، وعدم الوقوع فيما وقعت فيه الإدارات السابقة بتسليط الأضواء على المُسابقات الكروية التي لم يسجل النادي فيها سوى إنجازاً واحداً في تاريخه وهو الصعود إلى دوري المحترفين الذي لم يستطع البقاء فيه سوى موسم واحد.