العرب يقتلون لغتهم و مفكريهم

 

د.يحيى أبو زكريا

(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

لغة إذا وقعت على أكبـادنا كانت لنا بردًا على الأكباد

وتظل رابطـة تؤلف بيننا فهي الرجاء لناطق بالضاد

مما قاله بعض المستشرقين في اللغة العربية: (اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة)

إرنست رينان الفرنسي،،

(اللغة العربية أغنى لغات العالم)
الألمانى فريتاج،،
(إنّ للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر)
وليم ورك،،
 

لم تتعرض لغة من اللغات في العالم إلى حملة ممنهجة ومدروسة من قبل الحركات و النخب الاستعمارية و من يغرف من المرجعية الغربية مثلما تعرضت له اللغة العربية التي كانت على الدوام مقترنة بالإسلام وتطوره.

ومعروف للقاصي والداني أنّ من شروط الاجتهاد واستنباط الحكم الشرعي معرفة الفقيه باللغة العربية التي إخطارها الله تعالى لتكون إطارا لرسالته الخالدة. إن اللغة العربية جزء من حقيقة الإسلام؛ لأنّها كانت ترجمانا لوحي الله ولغة لكتابته، ومعجزة لرسوله ولسانا لدعوته، ثم هذبها الدين بانتشاره وخلدها القرآن بخلوده، والقرآن لا يسمى قرآنا إلا بها، والصلاة لا تكون إلا بها. وفي كتابها الرائع "تاريخ الدعوة إلى العامية" تؤكد الدكتورة نفوسة زكريا على أن الاستعمار البريطاني لعب دورا كبيرا في تدمير اللغة العربية وإحلال العامية محلها.

فوليم ولكوكس مهندس ري إنجليزي وفد إلى مصر سنة 1883 في أول عهد الاحتلال البريطاني لمصر، واسمه وذلك في محاضرة ألقاها في "نادي الأزبكية" سنة 1893 عنوانها "لمَـاذا لمْ توجد قوة الاختراع لدي المصريين الآن؟" وأرجع عجز المصريين عن الاختراع إلى استخدامهم العربية الفصيحة، وهي - في رأيه- لغة صعبة جامدة.

وفي سنة 1926 نشر على نطاق واسع رسالة بالإنجليزية عنوانها "سوريا ومصر وشمال أفريقية ومالطة تتكلم البونية لا العربية". ووضع الاستعمار الفرنسي خطة ممنهجة لتدمير اللغة العربية في الدول التي احتلتها فرنسا..

 

قالوا في الضاد ولغة الضاد


يقول الشاعر أحمد شوقي مفاخرًا:
إنّ الذي ملأ اللغات محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد
وخليل مطران يسمي العرب "بني الضاد":
وفود بني الضاد جاءت إليك وأثنت عليك بما وجبْ
ويقول إسماعيل صبري:

أيها الناطقون بالضاد هذا منهل صفــا لأهل الضاد
ويقول حليم دموس/ شاعر لبناني:
لغة إذا وقعت على أكبـادنا كانت لنا بردًا على الأكباد

وتظل رابطـة تؤلف بيننا فهي الرجاء لناطق بالضاد