تشيلسي .. فكر وعوامل التتويج

 

 

حسين الغافري

(1)

كَمَا كان منتظرًا فقد حقَّق تشيلسي لقبَ الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مَوْسمٍ طويل كان الفريق فيه الأفضل والأكثر لتزانًا وثباتًا من بقية المنافسين. كل المؤشرات منذ البداية كانت تقول بأن البلوز هو البطل المنتظر هذا الموسم بقيادة الإيطالي كونتي وزادت كثيراً بعد انتصاف عمر البطولة. هدف التتويج في مرمى ويست بروميتش ألبيوم الذي عجل بالأفراح قبل جولتين من نهاية مشوار البطولة هذا الموسم. كثيرة هي عوامل النجاح التي جلبت اللقب السادس لخزائن تشيلسي ونصبته بطل الموسم.

 

(2)

أهم عامل من وجهة نظري كان الغياب الحقيقي للمنافسين على اللقب باستثناء توتنهام الذي صارع بشراسة بسيطة. ولعلنا نتذكر قوة المنافسة حتى أكتوبر الماضي عندما كانت أندية ليفربول ومانشستر سيتي في قمة الترتيب وتضرب بالانتصارات المتتالية. بعدها تهاوت كل الأندية في مختلف المراكز الأربعة الأولى. ليفربول لم يستمر في صراع اللقب وخسر كثيرا من النقاط وتراجع للخلف ولو أنَّني مُؤمن بأنَّ ليفربول بقيادة الألماني كلوب يخطون خطوات ذكية في بناء مجموعة منافسة على اللقب في السنوات المقبلة؛ إذا ما حافظت الإدارة على قدرات الفريق الفنية أمثال البرازيلي كوتنيهو والبقية، ودعمت المجموعة بعناصر ممكن أن تقدم الإضافة الحقيقية. من ناحية مانشستر سيتي، فقد تصدره الدوري للعشر جولات الأولى أوجد هالة إعلامية كبيرة اعتاد الجميع أن ترافق الإسباني جوارديولا وهو ما رفع سقف التوقعات عالياً؛ شكلت ضغوطات على اللاعبين وساهمت في تراجع المستوى شيئاً فشيئاً وبالتالي خسارة الصدارة والخروج من دوري الأبطال الأوروبي أمام موناكو الفرنسي.

 

(3)

العامل الثاني الذي جلب اللقب للقلعة الزرقاء هي الدكة الفنية بقيادة الإيطالي كونتي. كونتي أوصل أفكاره كما يجب للمجموعة، وغيَّر العقلية الانهزامية التي عاشها الفريق بعهد مورينهو والإنقسامات التي عششت على النادي ككل. عمل كونتي في البداية إلى ترميم الصفوف وتقريب النفوس وبالتالي وجد الفرصة لتمرير أفكاره الفنية شيئاً فشيئاً. والفكر الإيطالي عند كونتي كان التركيز على الدفاع وصلابته ومن ثم بث الحماس في فريقه. أيضاً الأفكار الفنية عند كونتي تبدو واقعية كثيراً وبعيدة عن التركيز في المتعة الكروية. المتعة هي الألقاب والفوز والصدارة قبل كل شيء. وللمصادفة فكونتي حقق اللقب مع تشيلسي والموسم الماضي كان الداهية العجوز رانييري مع ليستر سيتي وهو ما يثبت القيمة الكبيرة للمدربين الإيطاليين ونجاحهم وتأقلمهم في البطولة الإنجليزية الأصعب عالمياً.

 

(4)

أيضاً جودة الأسماء التي يمتلكها تشيلسي عامل مهم للنجاح. البلوز يملك مجموعة هي الأفضل والأجود من بقية الأندية في الدوري. في مختلف الخطوط تجد لاعبين بقدرات عالية. والمتابع للدوري الإنجليزي يدرك ذلك. على سبيل المثال يعاني ليفربول في حراسة المرمى والهجوم من أسماء كبيرة تصنع الفارق. آرسنال كذلك يعاني هجومياً ومانشستر يونايتد لا يملك خيارات كبيرة بالدفاع والهجوم ويجتهد مورينهو في تدوير لاعبيه بغير مراكزهم. أيضاً مانشستر سيتي الذي يعاني في خطوط الدفاع. هي عوامل تكالبت كلها لنجاح تشيلسي وتتويجه المستحق بجدارة. ولا يمكن تجاهل توتنهام بقيادة الأرجنتيني بوكاتينهو الذي قدم مستوى كروي عاليا يستحق الإشادة بالأسماء التي يمتلكها ومتوقع أن يكون توتنهام بعناصر أقوى الموسم المقبل وبطموحات اللقب. وختاماً؛ ومع تبقي جولتين من عمر البطولة تبقى المنافسة أقوى في المقاعد المؤهلة لدوري الأبطال العام المقبل. مانشستر سيتي وليفربول بحظوظ كبيرة في الظفر بالمقعدين أمام مانشستر يونايتد وآرسنال. وشخصياً أرى أن مانشستر يونايتد سيركز على بطولة الاتحاد الأوروبي في دخوله لدوري الأبطال من بوابة النهائي أمام أياكس الهولندي. أما تشيلسي فطار برزقه مبكراً.

HussainGhafri@gmail.con