◄ الطائي: المنتدى يسترشد بالرؤى السامية الرامية للحفاظ على البيئة وصون الطبيعة
◄ الرواس: السلطنة تدعم جهود الحفاظ على البيئة في العالم.. والاستدامة تتطلب جهدا جماعيا
◄ أبومغلي: الأمم المتحدة للبيئة تعتمد نهجا متكاملا لمعالجة تحديات التنمية المستدامة
◄ نظام الأفلاج أبرز نماذج الاستدامة البيئية في عمان منذ آلاف السنين
◄ الشراكة المجتمعية أساس نجاح الخطط والاستراتيجيات
◄ الاستراتيجية الوطنية للتخفيف من تأثيرات التغير المناخي تستهدف 9 قطاعات
◄ 45 صورة في معرض "من أجل عمان.. نحميها" لإبراز مفردات الحياة الفطرية
◄ المشاركون في اليوم الأول يناقشون تحديات وآفاق الاستدامة البيئية
الرؤية- إيمان الحريبية- مدرين المكتومية
تصوير/ راشد الكندي
افتتح معالي الدّكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة صباح أمس الأربعاء أعمال "منتدى عمان البيئي" في دورته الأولى، والذي ينعقد تحت عنوان "الاستدامة في البيئة العمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية"، ويستمر على مدار يومين.
ويعدّ المنتدى الأوّل من نوعه في السلطنة، ويمثّل نموذجا للشراكة بين مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، وجريدة "الرّؤية". ويشارك في المنتدى عدد من الخبراء والمختصّين والمهتمّين بالشأن البيئي من داخل السلطنة وخارجها. وقال معالي راعي الحفل في تصريح صحفي عقب الافتتاح: "سعدت برعاية وحضور مؤتمر عمان البيئي "الاستدامة في البيئة العمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية"، والذي تنظمه جريدة الرؤية بالتعاون مع مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني".
وأضاف المنذري أن الاهتمام بالبيئة ودراسة الإمكانات التي تزخر بها والتحديات التي تواجهها والنظم والقوانين التي تنظم التعامل معها والاستفادة منها، يعد من الموضوعات المهمة التي تولي كافة دول العالم الحديث، والعديد من المنظمات والمحافل الدولية اهتماماً بالغا بها. وأكد أن السلطنة بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- كانت- ولا تزال- من الدول الرائدة في هذا المجال؛ حيث تم إنشاء مكتب لحفظ البيئة عام 1974، ثم هيئة عامة لحماية البيئة ومكافحة التلوث عام 1978، تلاها إنشاء وزارة للبيئة عام 1984.
وتابع معاليه قائلاً: "وتواصلا لاهتمام جلالته وعنايته بالبيئة، تم الإعلان عام 1989 عن جائزة عالمية تمنح للأفراد والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية حول العالم، التي تقوم بجهود مميزة في مجال العمل البيئي والمحافظة على البيئة باسم جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة، وذلك أثناء زيارة جلالته- حفظه الله ورعاه- لمقر اليونسكو". وبين أنّ جهود السلطنة في هذا المجال تتواصل من قبل سائر المؤسسات التشريعية والتنفيذية والرقابية والقضائية ومعها مؤسسات المجتمع المدني، وذلك لاستدامة المخزون البيئي بكافة صوره وأشكاله وصونه وحمايته ونقله للأجيال القادمة بكل أمانة ومسؤولية. وأكد أن منتدى عمان البيئي يمثل حلقة مهمة ضمن السلسلة المتصلة والممتدة من الرعاية والاهتمام وصورة من صور التكامل والتعاون بين القطاعين العام والخاص في أداء هذه المهمة النبيلة. واختتم معاليه تصريحه قائلاً: "آمل لهذا المنتدى كل النجاح والتوفيق، وأشكر للمُنظمين دعوتهم الكريمة لي لرعاية حفل افتتاحه".
الاقتصاد البيئي
وانطلقت فعاليات المنتدى بجلسة افتتاحية، قدم فيها المكرّم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرّؤية، المشرف على المنتدى كلمة استهلالية، قال فيها: "يطيب لي أن أرحّب بكم أجمل ترحيب في مستهلّ أعمال منتدى عمان البيئيّ الأوّل، والذي يستهدف دراسة تحدّيات الاستدامة البيئيّة، واستشراف المستقبل، مستلهمين في ذلك ومسترشدين بالرّؤى السّامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السّلطان قابوس بن سعيد المعظّم -حفظه الله ورعاه- والتي رسمت منذ بدايات النّهضة المباركة ملامح الرّؤية العمانية للقطاع البيئيّ، وآليات الحفاظ عليه وصون مقدّراته للأجيال القادمة".
وأضاف الطائي أن الرّؤية السّامية لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- دعت قبل 27 عاماً، العالم الصناعيّ إلى "وقف هذا التّزاحم التكنولوجي والتّسابق نحوه، وأن يعمل على تضييق الفجوة الواسعة في الاقتصاد العالميّ، بينه والدّول النّامية؛ من أجل المحافظة على التّوازن المطلوب، بين التنمية المنشودة والحفاظ على بيئةٍ نقيّة". وزاد قائلا: "إنّها كلماتٌ مضيئة تنير لنا الدّرب، بعدما تفشّت الكوارث البيئيّة، وأخذنا نبحث عن أيّ خطوةٍ بناءة تساعدنا في حماية كوكبنا من التّدهور وتآكل مفردات الطّبيعة، نتيجةً لعبث الإنسان، وانتهاك الآلة الصناعيّة للطبيعة البكر". وتابع المكرم المشرف العام على المنتدى قائلا إن أهمّية نشر الوعي البيئيّ في الأوساط المجتمعيّة تتنامى عاما تلو الآخر، سواء في المدارس، أو المساجد، والملتقيات العامّة، أو المؤتمرات والمنتديات، مشيرا إلى أنها كلّها جهود محمودة، تسعى بكلّ طاقتها إلى تعريف فئات المجتمع بآليّات حماية البيئة وصونها، فضلاً عن تسليط الضّوء على الممارسات الخاطئة التي تفاقم من المشكلات البيئيّة.
ودعا الطائي إلى مواصلة هذه الجهود، من خلال أعمال هذا المنتدى، معربًا عن أمله في أن يكون إضافة حقيقيّة لمسيرة التّنمية البيئيّة في السّلطنة، وأن يعمل على رفع الوعي البيئيّ في المجتمع.
وشدَّد الطائي على أن مفهوم الاستدامة البيئيّة يرتكز في صلبه، وكينونته، على أسسٍ ومبادئ تدعم إبقاء النّظم الحيويّة لسنواتٍ وأجيالٍ مُتعاقبةٍ، والحد من الأضرار المؤثّرة عليها؛ من خلال تقليل معدّلات التّدهور، ووضع الخطط والإستراتيجيّات لتحقيق التنمية طويلة المدى.
نماذج الاستدامة
وتطرق الطائي إلى أحد نماذج الاستدامة في السلطنة قديما، وهي نظام الأفلاج، وقال: "إن ممّا يبعث على الفخر أنّ أسلافنا العمانيّين نجحوا قبل أكثر من خمسة آلاف عام في ابتكار واحدٍ من أهمّ الاختراعات البشريّة لتوفير المياه العذبة، بصورةٍ صديقةٍ للبيئة، عبر نظام الأفلاج، وهو النظام المائيّ الفريد من نوعه في العالم؛ إذ يسهم في توفير المياه بصورةٍ متواصلةٍ، دون استخدام آلاتٍ أو معدّاتٍ؛ فتنساب المياه تجري في مساراتها المخصّصة لها طوال العام، وعلى مدار السّاعة". وأضاف أن المتأمّل في هذا النظام، يجد أنّه يحقّق عنصر الاستدامة؛ من خلال توفير مصدرٍ دائمٍ للمياه، عبر توازنٍ إستراتيجيٍّ فريدٍ من نوعه؛ لذا يحدونا الأمل في أن يواصل العمانيّون إسهاماتهم الحضاريّة، وابتكار مشروعاتٍ بيئيّةٍ تضمن الاستدامة.
وأوضح المشرف العام على المنتدى أنّ القائمين على أمر المنتدى اختاروا للدورة الأولى من هذا المنتدى عنوان "الاستدامة في البيئة العمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية"، حرصًا على مناقشة ودراسة آليّات تحقيق الاستدامة، وما يعتريها من تحدّياتٍ قد تعرقل تنفيذها، علاوةً على استشراف الآفاق المستقبليّة، وأدوات تطبيق هذه الاستدامة في المراحل المقبلة. وبين أنّ أيّ إستراتيجيّةٍ ناجعةٍ تستند إلى محورين أساسيّين؛ يتمثّل الأوّل في معرفة التّحديات، والثاني بلورة الأفكار والحلول والأطروحات لتكون أساسًا للخطط المستقبليّة التي ستتضمّنها هذه الإستراتيجيّة.
وتحدث الطائي عن الشراكة المجتمعية، وقال إنّ جريدة "الرّؤية" حرصت -ومنذ بداية التّفكير في تنفيذ هذا المنتدى- على التّشاور مع مختلف الجهات المعنيّة؛ وبالأخص مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السّلطانيّ ووزارة البيئة والشؤون المناخية؛ بغية الوصول إلى أفضل الطّروحات والرّؤى التي تدعم فكرة المنتدى، وتحقّق الفائدة المرجوّة. وأضاف أن منتدى عمان البيئي تجسيدٌ حقيقيٌّ لهذه الشّراكة، وترجمةٌ صادقةٌ للرّؤى السّامية التي تدعو إلى تفعيل هذه الشّراكة، والتوسّع في مناشطها؛ من خلال زيادة إسهام المؤسّسات الخاصّة في دعم مسيرة التنمية والعطاء بالسّلطنة، جنبًا إلى جنب مع مؤسّسات الدّولة.
وأعرب المكرم رئيس تحرير جريدة الرؤية عن ثقته بأنّ هذه الشّراكة ستؤتي ثمارها، وتصل إلى ما تأمله من نتائج، في صورة توصياتٍ طموحةٍ يطرحها المشاركون في المنتدى، عبر محاوره الأربعة، وأوراق عمله المتنوّعة وجلساته النّقاشيّة. كما أعرب عن أمله في أن يحقّق المنتدى الأهداف الموضوعة، والتّطلّعات المرجوّة؛ بما يخدم مسيرة التنمية المستدامة في وطننا الغالي.
جهود متواصلة
إلى ذلك، قدم سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية البيان الافتتاحيّ للمنتدى، واستهله قائلا: "إن سلطنة عمان من أوائل الدول السباقة في تبني مفهوم الحفاظ على البيئة منذ بداية النهضة المباركة تجسيداً للرؤية الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وذلك لما تضمنته من توجيهات متكاملة لمنظومة الإدارة البيئية السليمة على صعيد تحديد الأهداف والخطط الرئيسية لربط التنمية بالبيئة، وبصون الموارد وبإدخال الاعتبارات البيئية في مراحل التخطيط بهدف الوصول إلى اتخاذ أفضل القرارات التنموية التي تحقق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية وبأقل التأثيرات السلبية على البيئة، فضلاًعن وضع الأطر الإدارية والمؤسسية والقانونية وتحديد دور الأطراف المعنية".
وأضاف الرواس أن السلطنة لطالما ساندت الجهود العالمية الرامية للحفاظ على بيئة كوكب الأرض وتحقيق تنمية متوازنة تراعي الجوانب الاجتماعية والبيئية عند صياغة أهداف اقتصادية، وذلك إيماناً منها بأن المشكلات والتحديات البيئية والمناخية لا تعترف بالحدود السياسية للدول. وتابع أن السلطنة بادرت بمساندة جهود المجتمع الدولي في التصدي لهذه التحديات من خلال الانضمام إلى العديد من الاتفاقيات في هذا الشأن، وذلك بموجب مراسيم سلطانية سامية مؤكدة بذلك اهتمامها ودعمها المستمرين للتوجهات الأممية في إيجاد عالم مستقر وداعم لرفاهية بني البشر".
وتابع الرواس أن دول العالم ومنها السلطنة تواجه تحديا كبيرا يتمثل في التأثيرات المتوقعة جراء التغيرات المناخية، والتي من المتوقع وبحسب الدراسات العلمية أن تمس العديد من جوانب التنمية والموارد الطبيعية في مختلف مناطق العالم. وأوضح أنه في هذا الشأن ولمواجهة ذلك التحدي على المستوى الوطني، فقد قامت وزارة البيئة والشؤون المناخية ببعض الإجراءات الاحترازية؛ أهمها إعداد الاستراتيجية الوطنية للتكيف والتخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية وبالتنسيق مع الجهات المعنية، وهي الآن في مراحلها النهائية.
وبين سعادة وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية أن هذه الاستراتيجية اشتملت على إجراء تقييم علمي قائم على النمذجة لمخاطر وتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري، وتحديد هذه التأثيرات على 9 قطاعات رئيسية هي: الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والموارد المائية والمناطق الساحلية والبنية الأساسية والصناعة والتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية والإدارة الحضرية والسياحية وصحة الإنسان ورفاهيته، مع وضع خطط التكيف المناسبة لكل قطاع بما يضمن حمايته من الآثار السلبية لتغير المناخ، ويقلل من الموارد المالية والاقتصادية التي قد تستنزف نتيجة لإعادة تأهيل تلك المناطق والقطاعات حال تعرضها للتأثيرات المتوقعة.
جهد جماعي
وأوضح سعادته أن مستقبل العمل على مسار الاستدامة في السلطنة يتطلب منا جميعاً الكثير من الجهد سواء من القطاع الحكومي أو الخاص وبدعم من المجتمع العلمي والبحثي وأطياف المجتمع المدني. وأشار إلى ضرورة تنسيق وتكامل الاستراتيجيات القطاعية وخططها وبرامجها لتحقيق أهداف الاستدامة (حوكمة التنمية المستدامة)، وكذلك إعداد جيل عماني قادر على التطوير والإبداع ومواكبة التطوير المستمر والعمل في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية من خلال التعليم والبحث العلمي ورفع الوعي، علاوة على تعزيز دور القطاع الخاص والمصرفي لدعم مبادرات التنمية المستدامة. كما دعا الرواس إلى إعداد مؤشرات واقعية لرصد وتقييم الأداء، وتطوير القدرات الإحصائية والابتكار في عصر ثورة البيانات.
وأعرب الرواس في ختام كلمته عن ثقته في أن طرح ومناقشة تلك الجوانب في هذا المنتدى خلال يومي انعقاده في ظل وجود هذه النخبة المجيدة من العلماء والخبراء والمختصين، من شأنه أن يسهم في الوقوف على أرض الواقع واستشراف مستقبل أكثر إشراقا لنا ولأجيالنا القادمة، انطلاقاً من مكتسباتنا ومما تم إنجازه على هذه الأرض الطيبة.
بعد بيئي
إلى ذلك، قدم الدّكتور إياد أبومغلي المدير والممثل الإقليمي بالأمم المتحدة للبيئة - مكتب غرب آسيا، الكلمة الرئيسة للمنتدى بعنوان "إدماج البعد البيئي في خطة 2030". وقال أبومغلي في كلمته: "في عالم لا يزال يواجه تحديات حقوق الإنسان والفقر المدقع والجوع والضعف البشري والصراع والكوارث الطبيعية والهجرة وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتلوث الهواء ومحدودية المياه وفرص الحصول على الموارد، والناس الذين يعتمدون بشكل مباشر على النظم الإيكولوجية لسبل العيش، فإنًّ دمج البعد البيئي في أهداف التنمية المستدامة هو أحد السبل الأساسية لتحقيق مبدأ التنمية المستدامة في تكامل كافة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيرا إلى أن للأمم المتحدة للبيئة دور قيادي في توفير حلول متكاملة لتحديات التنمية المستدامة.
وأضاف أبومغلي أن الأمم المتحدة للبيئة تعتمد على نهج متكامل لتحقيق ذلك؛ منها الحوكمة والتي تعني إطارا مؤسسيا فعالا وآلية للتنسيق والتنفيذ بطريقة متكاملة، وكذلك الشمول الذي يتسم بالمرونة والتكيف تتعلق بالاحتياجات والأولويات العالمية والإقليمية ودون الإقليمية إلى المستوى الوطن، وأصحاب المصلحة المتعددين، ويعني ذلك إشراك جميع أصحاب المصلحة في تصميم وتنفيذ خطة عام 2030.
وعلى هامش فعاليات المنتدى، افتتح معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة راعي المنتدى، معرض "مفردات الحياة الفطرية" المصاحب للمنتدى بتنظيم من مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، وحمل المعرض عنوان: "من أجل عمان.. نحميها". ويضم المعرض بين جنباته 45 صورة ضوئية تعرض للمرة الأولى وتعكس الجهود الحثيثة التي يبذلها مكتب حفظ البيئة في صون الطبيعة. كما يوثق المعرض جماليات متنوعة من الحياة الفطرية وغيرها من الملامح البيئية في السلطنة.
أعمال اليوم الثاني
إلى ذلك، تنطلق فعاليات اليوم الثاني من المنتدى برعاية معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، حيث ستبدأ الفعاليات بعرض فيلم "البيئة العمانية" من قبل المركز الميداني في مجال حفظ البيئة. ومن ثمّ يبدأ المحور الثالث من أعمال المنتدى، الذي يأتي بعنوان "إستراتيجية التوعية والتعليم البيئي". وسيلقي سعادة الدّكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، ورقة عمل في مستهل المناقشات بعنوان "التثقيف البيئي.. مطلب مرحلي"، فيما تقدّم موزة بنت علي المعولية مديرة دائرة التوعية والإعلام بوزارة البيئة والشؤون المناخية، ورقة عمل بعنوان "البيئة والشؤون المناخية.. جهد متواصل لنشر الوعي البيئي"، أمّا يسرى بنت مرتضى جعفر اللواتية مديرة العلاقات العامة بجمعية البيئة العمانية، فستقدّم ورقة عمل بعنوان "جمعية البيئة العمانية.. المسؤولية الاجتماعية في تحقيق الاستدامة".
وسيلي ذلك تكريم الفائزين بمسابقة "بيئتي الجميلة" المقامة على هامش المنتدى، بجانب تكريم المشاركين والرعاة.
ويشمل المحور الثالث جلسة نقاشية، يشارك فيها كلّ من: المكرّم الدّكتور أحمد بن علي المشيخي رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة، والمكرّم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرّؤية، بجانب مقدّمي أوراق العمل في هذا المحور، وسيدير الجلسة الإعلامي يوسف الهوتي.
ويناقش المحور الرابع والأخير لأعمال المنتدى "دور صون التنوع الأحيائي في تحقيق الاستدامة"، ويشارك فيه البروفيسور مايكل يانسين من مركز بحوث ودراسات المحيط الهندي، بورقة عمل بعنوان "استدامة البيئة في حفظ التنوع الأحيائي.. بعض الأفكار النظرية وتطبيقاتها في عمان"، فيما سيقدّم الدّكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الميداني في مجال حفظ البيئة، ورقة عمل بعنوان "تكاملية العلاقة بين التوازن الأحيائي والشراكة المجتمعية"، وسيقدّم الدّكتور علي بن حسين اللواتي خبير الموارد الوراثية النباتية بمجلس البحث العلمي، ورقة عمل بعنوان "الموارد الوراثية النباتية.. الأهمية الاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عمان"، أمّا الباحث هيثم بن سليمان بن حميد الرّواحي إخصائي حياة برية بمكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، فسيقدّم ورقة عمل بعنوان "سلوك الوعل العربي في محمية وادي السرين الطبيعية". فيما سيدير الجلسة النقاشية المصاحبة للمحور الأخير البروفيسور علي ناصر الخبير البيئي بوزارة البيئة والشؤون المناخية، ويشارك في الجلسة مقدّمو أوراق العمل، بجانب كلٍّ من: الدّكتور ياسين الشرعبي مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس. يعقب ذلك تلاوة توصيات المنتدى في ختام أعماله.
ومن ثمّ تنظيم رحلة إلى محمية القرم بحديقة القرم الطبيعية في حوالي الساعة الثالثة ظهرا. وفي الرابعة عصرا، سيتم عرض فيلم "المهاجر.. الصقر الأدهم"، ويعاد عرضه مرة ثانية في الخامسة والنصف عصرًا.
بيئتي الجميلة
ومن بين الفعاليات المصاحبة للمنتدى، تكريم الفائزين بمسابقة "بيئي الجميلة"، التي أطلقتها جريدة "الرّؤية"، وسيتم توزيع الجوائزعلى الفائزين في اليوم الثاني من المنتدى؛ حيث سيتم تكريم 3 فائزين في 3 فئات مختلفة، بجانب جائزتين تشجيعيتين. وتتضمّن الفئة الأولى الصفوف (1-4)، والفئة الثانية الصفوف (5-8)، والفئة الثالثة الصفوف(9-12). وبلغ عدد اللوحات الفنية المشاركة أكثر من 600 لوحة، من مختلف المحافظات التعليمية. وقامت لجنة مختصّة من وزارة التربية التعليم بتقييم اللوحات وتحديد الفائزين. وتضمّ لجنة التحكيم كلّا من: آسيا بنت حمدان السيابية مديرة دائرة الأنشطة التربوية، وسعيد بن جمعة البطاشي إخصائي نشاط فنون تشكيلية، وخالد بن مسلم الهنائي إخصائي تنظيم معارض، وسميرة بن سعيد الحارثية إخصائية تنظيم معارض بوزارة التربية والتعليم.
الصقر المهاجر
وعلى صعيد الفعاليات المصاحبة للمنتدى، سيتم عرض فيلم "المهاجر.. الصقر الأدهم" عرضين متتاليين من الرابعة وإلى الخامسة عصرا، ومن الخامسة والنصف إلى السادسة والنصف مساء وذلك خلال اليوم الأول والثاني للمنتدى. ويعبر عن الجهود المبذولة في السلطنة لدراسة وحماية هذا الطائر المهاجر حيث يتابع هذه الصقور خلال مواسم تكاثرها في بيئتها المختلفة في جزر بحر عمان، كما يتتبع مسار هجرة الصقور حديثة الولادة من خلال عبورها جبال الحجر وصحراء الربع الخالي في عمان وفترات راحتها في القرن الأفريقي وصولاً إلى مقصدها بجمهورية مدغشقر، خلال مواسم الهجرة. ويعد هذا الفيلم نتاج مشروع مسح الصقر الأدهم الذي نفذه مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية المتخصصة في هذ المجال بدراسة وتقصي حياة هذا الطائر؛ حيث يهدف المشروع إلى جمع المعلومات البيئية عن الصقر الأدهم والتي يمكن استخدامها لوضع الخطط والبرامج للحفاظ على هذا الطائر وحمايته، وتشتمل المعلومات على أعدادها، التكاثر والنظام الغذائي. ومنذ عام 2012 هناك تعاون مشترك مع عدد من المنظمات الدولية والمحلية من أجل تكثيف وتوحيد الجهود لحماية الصقر الأدهم. حيث إن هذه الجهود المبذولة والتعاون المشترك أثمر عن تقارب وطيد بين الباحثين العمانيين والمختصين من دول الجوار والتي تشارك في جهود المحافظة على الصقر الأدهم، وكذلك مع الدول التي تقضي فيها الصقور مواسم الهجرة. ويوضح الفيلم نتاج العمل المشترك مع العلماء والباحثين من مكتب حفظ البيئة خلال عملهم في البحث والتقصي وكذلك أنشطة الحفاظ على الصقر الأدهم في عمان ومدغشقر؛ حيث تم استخدام أحدث تقنيات التصوير في هذا الفيلم وفرت لقطات فريدة من نوعها في دورة حياة هذا الطائر المهاجر مثل مرحلة التزاوج والتكاثر، مرحلة نمو الصيصان ومن بعدها رحلة الطيران والهجرة الأولى عبر المناظر الطبيعية الخلابة من عمان إلى شرق أفريقيا وصولاً إلى الوجهة النهائية جمهورية مدغشقر.
زيارة المحميات
ويتضمن برنامج المنتدى، زيارة لكل من محميتي "رأس الشجر الطبيعية" بولاية قريات في محافظة مسقط وذلك في اليوم الأول من أعمال المنتدى وفيما ستكون زيارة اليوم الثاني لمحمية " القرم الطبيعية " في محافظة مسقط وذلك حيث يزور المحمية خلال اليومين أكثر من 150 زائرا من المسجلين لزيارة المحميات من المشاركين وطلبة الجامعات والكليات وعدد من المهتمين بالشأن البيئي الذين يودون التعرف على تلك المحميات وما تضمه من مكنونات بيئية.
يشار إلى أنّ المنتدى يعقد برعاية ديوان البلاط السلطاني ممثلاً في مكتب حفظ البيئة وعدد من الشركات منها شركة تنمية نفط عمان، وشركة عمان للغاز الطبيعي المسال، وشركة جلاس بوينت وشركة بي بي عمان، وشركة شل، وشركة صحار ألمنيوم، وشركة أوربك، ومجموعة سعود بهوان.