مداخلة قوية من عضو الشورى

عزيزة راشد

تنتشر بين الفينة والأخرى رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل عبارة: مداخلة قوية لعضو الشورى الفلاني، تليها عبارة: مداخلة أقوى لعضو الشورى العلاني، عند تشغيل التسجيل نتوقع أن نسمع قوة الحجة والدليل والبرهان المقدس لعضو الشورى فلا نجد سوى الاتهام والصراخ وعلو الصوت والهجوم على الضيف المسؤول!!

كشف الحقائق وتفنيدها وسرد المعلومات ومناقشتها وتقديم الأسئلة المنطقية وطرح الحلول هو دور عضو مجلس الشورى الذي يجب أن يؤديه في مجلس الشورى، وبأسلوبه هذا يستطيع عضو الشورى إقناع الحكومة بإعطاء المجلس دورا أكبر وسلطات أوسع وصلاحيات متعددة عندما ترى أن أسلوبه محفز ومساعد للحكومة وناهض بالمجتمع.

البعض من أعضاء مجلس الشورى يطرح أسئلة دون أن يراجع الجهة المعنية بالأمر، ليتأكد من أسئلته ويحدث معلوماته، ولا يكلف نفسه قراءة قرارات الوزارات في الأعوام السابقة وما تم تنفيذه على الأرض، ليتابع إلى أين سار المسير وأين وصلت السيارة!!

نحتاج من عضو مجلس الشورى أن يطرح أسئلة ذكية وليست أسئلة هجومية، أسئلة فيها من المعلومة الجديد ومن السؤال العمق ومن الحلول البسط والسهل؛ لأنّ عضو الشورى شريك في التنمية ومساعد للحكومة وليس خصما لها.

نريد عضو مجلس شورى يحضر كل جلسات المجلس، ولا يشغله فنجان قهوة عن حضور الجلسة، ولا مكالمة تلفونية عن متابعة حديث المسؤول، ولا أن ينظر إلى ساعته المرصعة بالألماس ليراها إن كانت تلمع تحت إضاءة ثريا قبة المجلس!!

يكرر أعضاء مجلس الشورى بين حين وآخر عند استضافة مسؤول طلب: أن يقدم المسؤول استقالته، باعتبار سعادة العضو اكتشف أن المسؤول غير صالح للعمل، وغير منتج للفكر، وأنه ارتكب الأخطاء الشنيعة، وهذا غير صحيح؛ لأنه إن كان صحيحا فالمفترض من عضو الشورى أن يطالب بتقديمه للمحاكمة وليس الاستقالة، لأن معنى "ارتكب خطأ ثم اذهب للبيت" فتلك مكافأة وليس عقابا، ثمّ لماذا المطالبة باستقالة المسؤول وسعادة العضو نفسه لا يجرؤ على أن يستقيل، يأمر بالبر وينسى نفسه!!

تنتهي الجلسة، يتناول سعادة عضو الشورى كوبا من الماء، ثم يهرول إلى ذلك المسؤول الذي هاجمه وطالب باستقالته، يشدد قبضة يده على يده، مبتسما بشوشا ناسفا كل ما قاله في حق ذلك المسؤول، واعدا إيّاه بزيارة قريبة، إنّه الود والأخوة التي تميّز سعادة عضو الشورى.. يا ترى أي نوع من الود يحمل عضو الشورى للمسؤول؟