على حواف النهايات

 

حسين بن علي الغافري

 

(1)

دخل الدوري الإسباني مراحله الأخيرة بعد أن تبقّت جولتان فقط تتضح الأمور فيها والمتوّج باللقب هذا الموسم. البُطولة تعيش واحدة من أكثر المواسم إثارة وندية بعد أن أصبح اللقب بين العملاقين إما للزعيم ريال مدريد صاحب الرقم الأكبر في عدد التتويجات أو مُنافسه الدائم برشلونة الأكثر تتويجاً في العقد الأخير. ولعل الكلاسيكو الأخير هو من أوجد التنافس الحاصل في هذه المراحل الأخيرة. برشلونة أصبح يحلم بإنقاذ الموسم باللقب .. والريال يُمنّي النفس باللقب الغائب طويلاً عن خزائنه، ودمج التتويج مع نجاحاته الأوروبية واقترابه من نهائي كارديف. في حسابات الصراع تبدو حظوظ الريال أكبر وخيار التتويج بيده. صحيح أنَّه يشترك مع برشلونة في عدد النقاط؛ إلا أن هُناك مُباراة مؤجلة أمام سلتافيغو خارج الميدان ولقاء أشبيلية الأسبوع المُقبل ستحدد كثيراً هوية البطل. الريال بحاجة من لقاءاته الثلاث لسبع نقاط فقط .. بينما برشلونة يحتاج لكل النقاط المُمكنة ليبّقي على آماله. وبنظرة فاحصة للقاءات الملكي المُقبلة يمكن القول بأن أشبيلية سيدخل المُباراة بضغوطات أقل .. فهو ضمن تأهله إلى التصفيات المؤهلة لدوري الأبطال الأوروبي الموسم المُقبل ومباراته مع الريال سيلعبها براحة أكبر عن الملكي. وأجدني متفقاً مع ما قاله الكابتن طارق ذياب محلل قنوات beIN Sports عندما غرّد بأن الريال يستحق اللقب وميسي يستحق اللقب، أما برشلونة فلا يستحق اللقب. في إشارة إلى أنَّ ميسي وحده من قدم دور البطولة في وقت يتخبط فيه النادي الكتالوني ويعيش واحدا من أسوء مواسمه، بينما الريال مع زيدان قدم بطولة كبيرة وأظهر حنكة تدريبية!.

(2)

في الدوري الإنجليزي، تبدو الأمور أقل تعقيداً في الحسابات. فتشيلسي متفوق على البقية منذ الجولات الأولى وعلى أعتاب التتويج. صحيح أن فرصة توتنهام موجودة حسابياً إلا أن حلمه باللقب بات بعيداً بعد فارق الأربع نقاط والمُباراة المؤجلة للبلوز. توتنهام بقيادة الأرجنتيني بوكاتينهو قدم مستوى كرويا عاليا يستحق الإشادة بالأسماء التي يمتلكها ومتوقع بأن يكون توتنهام بعناصر أقوى الموسم المقبل وبطموحات اللقب. التنافس في البطولة الإنجليزية يبدو أقوى في المقاعد المؤهلة لدوري الأبطال العام المقبل. مانشستر سيتي وليفربول بحظوظ كبيرة في الظفر بالمقعدين أمام مانشستر يونايتد وآرسنال. وشخصياً أرى أن مانشستر يونايتد سيركز على بطولة الاتحاد الأوروبي في دخوله لدوري الأبطال بعدما تقدم خارج ميدانه في نصف النهائي بهدف نظيف على سلتافيغو الإسباني. أما آرسنال فيعيش واحدا من أسوء مواسمه على الإطلاق.. الفريق تائه في المباريات ويظهر بصورة ضعيفة باستمرار عززت المطالبات بإقالة الفرنسي فينغر والاستعانة بمدرب جديد يعيد للآرسنال طريقه المفقود.

(3)

في فرنسا، تبدو الطريق مفتوحة لموناكو للتتويج بتقدمه على حامل اللقب باريس سان جيرمان في جدول الترتيب. موناكو شدّ الأضواء هذا الموسم بوصوله لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا ولكن يبدو أنّه سيتفرغ للبطولة المحلية بعدما خرج بهدفين نظيفين على أرضه أمام يوفنتوس الإيطالي. بتبقي جولتين مع مباراة مؤجلة وفارق الثلاث نقاط عن الوصيف يمكن القول بأنّ فرصة موناكو المحلية كبيرة للغاية. أما في إيطاليا فالأمور حسمت شبه رسميا لصالح يوفنتوس للموسم السادس توالياً .. السيدة العجوز يكشف موسماً تلو الآخر عن قدرات كبيرة وإمكانيات هائلة في سياسته الإدارية التي أوجدت هذه النجاحات .. روما ونابولي من أجل صراع الوصافة قد لا يغير الشيء الكثير. البطاقة الرابعة المؤهلة لدوري الأبطال تبدو في طريقها للاتسيو في غياب جديد لقطبي ميلان. أما في ألمانيا، فلا جديد يذكر فاللقب في خزائن كبير ألمانيا النادي البافاري بايرن ميونخ. الأسبوعين القادمين سيشدان الانتباه للدوري الإسباني والإنجليزي والفرنسي بصورة أكبر أما بقية الطيور فيمكن القول بأنها قد طارت بأرزاقها في إيطاليا وألمانيا وهولندا والبرتغال.