أيقظ قدراتك وأصنع مستقبلك

 

 

محمد اليافعي

 

يعيش معظم الناس في دوامه من التحديات والصعوبات، ويبيعون أنفسهم بأقل الأسعار؛ وذلك لعدم إدراك الإنسان موضع قوته، وأنّه أفضل وأكثر قيمة مما يفكر به ويعتقده عن نفسه.

والذي لا يدرك قيمه نفسه وقدراته يصبح أشبه بالطفل الإفريقي؛ الذي يملك الألماس وبدلا من أن يبيعه بملايين الدولارات بادله بالحلوى؛ لأنّه لا يعرف قيمه الألماس الذي يملكه.

وكذلك معظم الناس يبيعون أنفسهم بأقل الأسعار؛ لعدم إدراكهم لقيمة أنفسهم وقدراتهم التي يملكونها، فبدون الإدراك لن يحدث التغيير.

فإذا لم تدرك أنك تأكل كثيراً فستظل تأكل كثيراً، وإذا لم تدرك أن التدخين خطر على صحتك، فلن تقلع عن التدخين؛ فالإدراك هو بداية التغيير والتغيير هو بدايه النمو والنمو هو بدايه التقدم.

فلابد لك لكي توقظ قدراتك اللامحدودة أن تتقبل نفسك بالكامل، وأن تقرر استخدام قدراتك وأن تختار الأسلوب المناسب في استخدامها، وأن تتحمل مسؤولية نفسك وأفكارك وأحاسيسك، وأن تتعلم من تجارب الماضي، وألا تجعل أحد يحبطك في إنجاز طموحاتك.

فإبراهيم الفقي مثلاً عندما كان صغيراً كانوا يقولون له كثيراً: "إنك لن تنجح" ولم يقولوا له أبداً: "إنك سوف تكون بطل العالم أو مديراً ناجحاً أو إنك ستكون من أهم المحاضرين في العالم أو إنك ستكون كاتباً مرموقاً".

ولكن كان بداخله صوت يقول له: "إنك ستنجح وسوف تكون مديراً ناجحاً وبطل العالم للتنس"..

وعلى الرغم من أن الناس كانت تسخر منه، ولكن كان بداخله الإلهام من الله سبحانه وتعالى بأنه سينجح وهذا الإلهام هو الذي يجعلك تتحرك؛ بل ويجعل كل شيء فيك يتحرك. وكما يقول الشاعر:

"كان حلماً فخاطراً فاحتمالاً ثم أصبح حقيقة لا خيال"..

فلابد لك لكي توقظ قدراتك أن تقوم بترتيب حاضرك وأولوياتك، وأن تكون مستعد تماماً لمستقبلك كأن تخصص وقتاً للقراءة يومياً، وأن تستمع لشريط أو فيديو واحد يومياً، وأن تطور مهاراتك في تعلم مهارات جديدة، وأن تحضر الدورات المفيدة لتطوير نفسك في أي مجال تريده. فلابد لك أن تستخدم قدراتك اللامحدودة وتكون نيتك في استخدام قدراتك

خالصه لله سبحانه وتعالى.

يقول عبدالله بن عمرو بن العاص: "احرز لدنياك كأنك تعيش أبدا، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" ومعنى ذلك أن تعيش وتستمتع في الدنيا وتحقق فيها الإنجازات والأهداف وفي نفس الوقت تفكر بالآخرة لأن الموت قد يكون في أي لحظة، وبذلك تعيش ناجحاً ومتزناً ومستمراً في الدنيا والآخرة. فإن لم تكن الرؤية واضحة ومرتبطة كلياً بغرض روحاني وهو الارتباط بالله (سبحانه وتعالى) أصبحت الرؤية مرتبطة بالمادة فقط، ووقتها بالدنيا فقط.

ولابد لك أيضاً لكي تصنع مستقبلك بشكل جميل وناجح، أن تضع لنفسك خطة ورؤية واضحة، وأن تقسم رؤيتك إلى أهداف صغيرة، وأن تضع كل قوتك وطاقتك في تحقيق هذا الهدف في الوقت الحاضر

وحين تقوم بإنجاز هذه الأهداف بأنك سوف تشعر بالرضا عن ذاتك، وتكبر ثقتك بنفسك بشكل أكبر وتزيد من إنجازاتك يوما بعد يوم.

فلابد لك أن تكون ملتزماً ومصراً ومنضبطاً لتحقيق أهدافك. فكما يقول أحمد شوقي: "ما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا" وهذا الكلام يعني أنك لو جلست في البيت ولم تقم بأي شيء فلن تحصل على أي شيء.

وهناك مثل عربي يقول: "من جد وجد ومن زرع حصد" فكلما بذلت مجهوداً أكبر فإنك ستستفيد أكثر

وتحقق إنجازات ونجاحات أكثر.

 

 

alkanackanac@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك