مشروع صناع القادة فن بناء الإنسان القيادي

 

 

حافظ العنقودي

كنا كثيرًا نسمع من حولنا في الدول الخليجية وغيرها عن برامج تعمل على بناء الإنسان القيادي في مجتمعه ووطنه، وكم كان الحلم كبيرًا أن نرى ذلك عيانا أن يكون لعمان نصيب من هذه البرامج، وفعلا بهمة الشباب الطموح والفكر الراقي أصبح الحلم واقعا حين سعى مجموعة من الشباب لإيجاد الأرضية الصلبة لميلاد مشروع عماني قيادي عملاق، وهو مشروع صناع القادة. شباب تجمعهم روح حب العطاء للوطن دون مقابل، يعملون بصمت دون صخب وضجيج، فسعوا ليكون مشروع صناع القادة، برنامجا عمانيا خالص النكهة والمنتج، الفكرة والتنفيذ والادارة والمنهج كلها تستنشق رحيق الوطن العماني، بفكر عالمي حديث في أسس القيادة لتخرج عسلا عمانيا لذيذ المذاق، يتمثل في تخريج شباب عماني يدرك معنى إعمار الأرض بالخير والعطاء، يدرك إنّك قائد حيثما تكون تعمر المكان والزمان.

وها هو ذا مشروع صناع القادة الثاني بعد مضي سبعة أشهر من تنوع الدورات والبرامج القيادية والفكرية يشارف أن يبدع في إخراج دفعته الثانية من الشباب القيادي، الذي أبحر طوال هذه السبعة أشهر في مختلف جوانب القيادة، بداية من القيادة الذاتية الشخصية كمربع أول يضم في جنباته عدة دورات تدريبية كالتخطيط الاستراتيجي والطاقات الحيوية وكايرزما القائد وغيرها من الدورات التدريبية التي تؤسس لبناء الذات وتنطلق بعدها لبناء المجتمع والوطن، وفي المربع الثاني يحتوي على عدة دورات متعلقة بالجانب المؤسسي منها دورة التميز البشري ودورة إعداد المدربين ومختلف أنواع الدورات التي تسهم في بناء فكر قيادي لا يكتفي وينغلق على قيادة ذاته، بل يسعى ليكون قائدا لمجتمعه، أي مجتمع كان بيته، أسرته، حارته، عمله، بين صحبه، مع وجود ورش تدريبيه مختلفة تعزز البناء وتزيده لحمة وصلابة وقوة ومنعة.

ومشروع صناع القادة الثاني له منهجه التدريبي الخاص، فهو ليس عبارة عن محاضرات تلقى فقط، أو إنه قائم على التلقين، وليس كذلك ينتمي لفكر دورات التنمية البشرية اللحظية، إنما منهج تنفيذي على الواقع، حيث ما يتم إعطاءه للمتدربين يوضع له مقياس عملي دقيق تحسب فيه النقاط والدرجات، منهج أكاديمي يتبع أحدث الطرق العالمية في التقييم، لمعرفة مدى الاستيعاب الصحيح والسليم، ويتم قياس مدى تحقيق النتائج على الأفراد بشكل شخصي، وكذلك بشكل جماعي على المجموعات التي ينتمي إليها أعضاء المشروع.

 تناغم كبيرا جدا وسلس بين النظرية والواقع، بين منهجية الفكر والتطبيق، وهو ما يتم تنفيذه في المعسكرات التدريبية، فخطة المشروع تستوجب وجود بعد كل مربع تدريبي معسكر عملي لثلاثة أيام يتم فيه وضع القادة المنتمين للمشروع أمام التحديات الحقيقية بصفة فردية أو بصفة جماعية لاختبار مدى تطبيق ما تم أخذه في الدورات التدريبية، من فكر قيادي ودورات في قيادة الفريق.

هذا المشروع هو فعلا فن بناء الإنسان ليصنع الآخرين ليكونوا قوة لذاتهم ولوطنهم، حتى طرق التفكير اتجاه الأحداث من حولك يصنعها هذا المشروع ويحثها على طلب المعرفة وتحليلها وعدم الاكتفاء بالتلقي فقط، فأنت كقائد لابد أن تملك أسلوب تفكير مختلف وهذا ما حرص عليه المشروع حين يتم عرض بعض النماذج كصور أو لوحات فنية أو مقولات أو مقالات لاستخلاص الفائدة منها أو ذكر إيجابياتها أو سلبياتها.

مشروع صناع القادة الثاني، هو بحق مشروع فن العطاء للوطن، فالمشرفون والمدربون في المشروع، وضعوا نصب أعينهم، كيف نرد الجميل للوطن، كيف نرد الجميل لعمان، وكان ذاك الفكر الراقي بأن نبني عمان ببناء شخصيات قيادية تستمر في العطاء وتصنع الفارق، لأنها كانت تحت إشراف مشروع شعاره "صناع القادة يصنعون الفرق".

تعليق عبر الفيس بوك