"بحيرات الأنصب"

طالب المقبالي

 

في وقت سابق أعددت تقريراً لوكالة الأنباء العمانية عن بحيرات الأنصب؛ إثر الزيارة التي قمت بها مؤخراً لتصوير الحياة الفطرية في هذه المنطقة الجميلة التي يجهلها كثير من الناس عدا عشاق تصوير الحياة الفطرية وبالخصوص تصوير الطيور.

فبحيرات الأنصب واحدة من المواقع الطبيعية في قلب العاصمة مسقط حيث توفر مشهداً ومنظراً طبيعياً خلاباً يمكن التعرف من خلاله على بعض أهم عناصر الحياة البرية والفطرية في السلطنة.

وتعتبر هذه البحيرات مقصداً للزائرين من هواة الطبيعة والحياة الفطرية، ومن الباحثين والمستكشفين، ومن طلبة الجامعات والكليات والمدارس، ومن هواة تصوير الحياة الفطرية التي وفرت لهم إدارة البحيرات أماكن خاصة لالتقاط أجمل اللقطات للطيور بأنواعها المهاجرة منها والمحلية.

فتعد بحيرات الأنصب ملاذا آمنا لأكثر من 290 نوعاً من أنواع الطيور التي ترتاد البحيرات في أوقات مختلفة من العام.

فبحيرات الأنصب ليست ملاذا خاصاً بالطيور فحسب، بل هي جنة آمنة للنباتات العمانية والفراشات وأنواع أخرى من الحياة البرية، حيث توجد أربعة أنواع مختلفة من الموائل الطبيعية التي تتميز بها بحيرات الأنصب والتي تجتذب إليها أنواعاً مختلفة من الطيور.

منها موائل المسطحات المائية المفتوحة لأنواع الطيور مثل البط: كالبط الأحمر الرأس، وحمراوي أبيض العينين، وحذف صيفي وغيرها، وطائر النحام الكبير، والغواص أسود العنق، وموائل نباتات القيصوب وحواف البحيرات لأنواع الطيور التي تخوض في المياه مثل طائر طيطوي البطائح وطيطوي أحمر الساق أرقط، والشنقب الشائع، ومرعة بيلون، ومرعة منقطة، والوراق الأبيض الصغير، والوراق الصغير، وغيرها من الطيور، وموائل الأشجار الكثيفة لأنواع الطيور مثل النقشارة، وطائر الصرد، وطيور السمنة، والهزاز الأزرق الحلق، وأنواع أبو الحناء، والموائل الصخرية شبه الصحراوية لأنواع الطيور الجارحة مثل العقاب الإمبراطوري، والعقاب الأسفع الكبير، كذلك طيور القطا المخطط، والقطا الكستنائي البطن، والدرج الرمادي والأبلق، وطيور القبرة، وأنواع الدرسة.

ويمكن لزائري بحيرات الأنصب رؤية الطيور وهي تخوض في الماء مثل طائر الطوال أسود الجناح والمتواجد على مدار العام.

أما بالنسبة للعقبان فهي تصل إلى البحيرات في شهر نوفمبر وقد تقضي فصل الشتاء في مسقط.

وقد تضمن التقرير معلومات هامة من خلال اللقاء الذي أجريته مع أحد الأخصائيين في الأراضي الرطبة الذي أوضح بوجود خمس بحيرات كبيرة في الأنصب تم حفرها لتجميع الماء المصفى، حيث يضخ بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف متر مكعب من الماء المصفى يوميا في البحيرات الخمس، ويبلغ عمق البحيرة الرئيسية ثلاثة أمتار ونصف، في حين أن البحيرة الأمامية عند المدخل الرئيسي تكون مياهها ضحلة، حيث يتم التحكم في المياه بحيث تجعل المياه ضحلة جداً خاصة في فصل الصيف من أجل الطيور التي تفد إلى البحيرات صيفاً والتي تعيش في المياه الضحلة، أما في فصل الشتاء فيكون الوضع عكس الصيف بحيث تأتي الطيور التي تعيش في المياه التي بها عمق أكبر، وفي حالة الحاجة لإنقاص المياه تترك المياه لتتبخر دون ضخ مياه إضافية إليها، كذلك تم استغلال البحيرات لتربية وإكثار الأسماك حيث تتكاثر بشكل كبير.

والهدف من تربية هذه الأسماك القضاء على يرقات البعوض، وتعرف هذه الأسماك بأنّها تتغذى على يرقات البعوض، وتم استخدام هذه الوسيلة تفادياً لاستخدام المبيدات الكيميائية التي تؤثر على الطيور وعلى النباتات.

[email protected]