علي بن بدر البوسعيدي
سجّل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم صوت شكر وتقدير للجهود الكبيرة التي بذلتها سلطنة عمان ممثلة باتحاد كرة القدم في استضافة لقاءات الفرق السعودية بنظيراتها الإيرانية في مباريات دوري أبطال آسيا، بعد أن اتفقت الفرق على اختيار السلطنة لتكون مقرًا للمباريات التي تجمعها ذهابًا وإيّابًا..
ومؤكد أنّ هذا الاختيار من الجانبين لم يكن خبط عشواء؛ بل استند على أسباب ومبررات عدة أولاها الأمان الذي تعيشه السلطنة، وثانيها البُنية الأساسية الرياضية التي تمتلكها عُمان من ملاعب ومرافق رياضية وفنادق للإقامة، وأجزم أن أهم سبب هو مبدأ الحياد الذي تتخذه السلطنة في مواقفها من النزاعات الإقليمية والعالمية.. ربما يعتبر البعض أنّ في هذا السبب مغالاة ومبالغة؛ ولكن من يظن أنّ السياسة تنفك عن الرياضة أو لا تنعكس عليها فهو مخطئ، والتاريخ يثبت ذلك؛ فقد تعطلت بطولة كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية لسنوات بسبب الحربين العالميتين، واستغل "موسوليني" استضافة كأس العالم سنة 1934م في إيطاليا للدعاية لنظامه الفاشي، وكذلك فعل "هتلر" مع أولمبياد برلين عام 38، وعوقبت ألمانيا المنهزمة في الحرب بتغييبها عن البطولات العالمية التي تلتها..
لقد أشارت تقارير المراقبين الآسيويين التي تابعت مباراتي استقلال خوزستان الإيراني والفتح السعودي واستقلال إيران والهلال السعودي إلى أنّ التنظيم كان جيدًا وكذلك الحضور الجماهيري، كما أبدت الفرق السعودية والإيرانية سعادتها الكبيرة بما وجدته من حفاوة وحسن استقبال ودعم معنوي من جماهير السلطنة..
وعلى الرغم من تغيب الفرق العمانية عن أبطال آسيا إلا أنّ تلك الاستضافة تعد فرصة جيّدة لاكتساب المزيد من الخبرات في عملية تنظيم المباريات والفعاليات الرياضية الكبيرة؛ الأمر الذي يعزز رصيد السلطنة آسيويا وعربيا ودعم أي ملف عماني لاستضافة البطولات الإقليمية والقارية مستقبلا.
ولكن، يجب على المنظومة الرياضية ككل والاتحاد العماني لكرة القدم خاصة ألا يقف كثيرا في مُدرَّج المُتفرجين وأن يسعى لعدم التغيّب مرة أخرى عن البطولات الخارجية، وأن نعيد ماضي جولاتنا في كبرى المنافسات التي كانت تمثل فيها منتخباتنا وأنديتنا السلطنة خير تمثيل، وأن نتجرد عن الذات حتى نصل لمبتغانا من الرياضة، ويرفرف علم عمان عاليًا خفاقا في كل المحافل الرياضية.. فليس من المقبول أن تتأخر الرياضة العمانية عن اللحاق بركب إنجازات النهضة العمانية دونًا عن سائر القطاعات والخدمات الأخرى؛ والتي انتظمتها مظاهر التطوير والتجويد حتى أصبحت في مصاف ومعايير العالمية..
اللهم أدم مجد جلالة السلطان وعُمان وشعبها.