بوتين يتوقع اختلاق هجمات غاز في سوريا واتهام دمشق بتنفيذها

وزير الخارجية الأمريكي يحمل رسالة من "السبع الكبرى" إلى موسكو للتنديد بدعم الأسد

 

عواصم – الوكالات

 

نقلت وكالة الأناضول الرسمية التركية للأنباء عن وزير الصحة التركي رجب أقداغ قوله أمس إن فحوصا أجريت لضحايا هجوم يشتبه بأنه كيماوي في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا أكدت استخدام غاز السارين. وتتهم واشنطن وأنقرة الحكومة السورية بشن هجوم بالغاز السام أسفر عن سقوط نحو مئة قتيل بينهم أطفال لكن دمشق نفت مسؤوليتها. وشنت الولايات المتحدة ضربات صاروخية الأسبوع الماضي على قاعدة جوية للحكومة السورية.

ونقلت الوكالة عن أقداغ قوله إن فحوصا للدم والبول أظهرت أنه تم العثور على مادة حمضية في عينات من ضحايا إدلب بما يوضح تعرضهم "لحرب كيماوية".  وتحتوي المادة الحمضية التي ذكرها على غاز السارين.

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن روسيا لديها معلومات بأن الولايات المتحدة تخطط لشن ضربات صاروخية جديدة على سوريا وإنها تدبر لاختلاق هجمات بالغاز وإلصاق التهمة بالنظام السوري. وأضاف بوتين أن روسيا ستتقبل الانتقادات الغربية لدورها في سوريا لكنه يأمل في تخفيف المواقف في نهاية المطاف.

وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع أن تشن الولايات المتحدة المزيد من الضربات الصاروخية في سوريا قال بوتين "لدينا معلومات بأنه يجري التجهيز لاستفزاز مشابه... في أجزاء أخرى من سوريا بما في ذلك ضواحي دمشق الجنوبية حيث يخططون مرة أخرى لزرع بعض المواد واتهام السلطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية. ولم يقدم بوتين ما يثبت هذا.

وعلى جانب آخر، حمل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون رسالة موحدة من القوى العالمية إلى موسكو أمس تندد بالدعم الروسي لسوريا وتعتمد الدور التقليدي للولايات المتحدة كزعيمة للغرب باسم إدارة الرئيس دونالد ترامب.

والتقى تيلرسون أمس في إيطاليا بوزراء خارجية مجموعة السبع الكبرى للقوى الاقتصادية المتقدمة في اجتماع شارك فيه حلفاء من الشرق الأوسط لصياغة موقف موحد من سوريا التي تصدرت جدول الأعمال الدولي منذ هجوم بالغاز السام أسفر عن مقتل 87 شخصا قبل أسبوع.

وتحمل الدول الغربية الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي الذي ردت عليه الإدارة الأمريكية بإطلاق صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية. ووضع ذلك إدارة ترامب في صراع مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ساند الأسد حليف موسكو بقوة. وينفي الأسد مسؤولية حكومته عن الهجوم الكيماوي.

ويمثل قيام تيلرسون بدور الرسول الذي ينقل موقفا موحدا من مجموعة السبع نقطة تحول بالنسبة لترامب الذي أزعج الحلفاء في الماضي بالتعبير عن شكوكه في قيمة الدعم الأمريكي للحلفاء التقليديين ودعا في الوقت نفسه إلى توثيق العلاقات مع موسكو.

وتيلرسون نفسه كان الرئيس السابق لشركة إكسون موبيل التي لها مشروعات عملاقة في روسيا. وقد منحه الرئيس بوتين "نوط الصداقة" الروسي عام 2012.

وتحدثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع ترامب وقال مكتب ماي إن الاثنين اتفقا على أن ثمة فرصة سانحة لإقناع روسيا بقطع علاقاتها مع الأسد. كما تحدث ترامب هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الضربة الأمريكية على القاعدة الجوية السورية الأسبوع الماضي وشكرها على دعمها.

وقال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل "أعتقد أن علينا أن نبدي موقفا موحدا وأن علينا في تلك المفاوضات أن نبذل كل ما في وسعنا لإخراج روسيا من ركن الأسد على الأقل بحيث تصبح مستعدة للمشاركة في إيجاد حل سياسي." وأضاف أن "الوقت مناسب للحديث عن ذلك وكيف يمكن للمجتمع الدولي مع روسيا وإيران والسعودية وأوروبا ومع الولايات المتحدة دفع عملية السلام قدما في سوريا وتجنب المزيد من التصعيد العسكري للصراع."

وقالت بريطانيا وكندا إن من الممكن تشديد العقوبات المفروضة على روسيا منذ عام 2014 بسبب ضمها أراضي من أوكرانيا إذا واصلت موسكو دعمها للأسد.

ومن أكبر المشروعات المتوقفة بسبب العقوبات مشروعات بمليارات الدولارات في صناعة النفط الروسية لشركة إكسون. وقالت الولايات المتحدة إن الضربة التي وجهتها للقاعدة الجوية السورية قرب حمص يوم الجمعة كانت استثنائية ولا تمثل تحولا في الاستراتيجية. لكن البيت الأبيض قال أيضا إن ترامب يمكن أن يأمر بضربات أخرى إذا عاودت سوريا استخدام الأسلحة الكيماوية.

وأشار شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض يوم الاثنين إلى أن واشنطن قد ترد كذلك إذا استخدمت سوريا "البراميل المتفجرة". وقد أيد حلفاء الأسد موقفه تأييدا كبيرا. وقال مركز قيادة مشترك يضم القوات الروسية وإيران وميليشيا حزب الله اللبنانية يوم الأحد إن الضربة الأمريكية تجاوزت "خطوطا حمراء" وإن هذا التحالف سيرد على أي عدوان جديد ويزيد من دعمه للأسد. وزاد الهجوم الصاروخي من التوقعات بأن ترامب أصبح مستعدا لتبني موقف أكثر تشددا فيما يتعلق بروسيا وأنه مستعد لمعالجة قضايا عالمية بدلا من الموقف الانعزالي الذي كان يأخذه في السابق.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أمس إن روسيا ينبغي أن تتخلى عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد بعد استخدامه المتكرر لأسلحة كيماوية وأن تنضم للولايات المتحدة لصياغة مستقبل سلمي لسوريا. وجاءت تعليقات تيلرسون قبل ساعة من سفره إلى موسكو بعد اجتماع مجموعة السبع في إيطاليا للاجتماع مع نظيره الروسي.

 

تعليق عبر الفيس بوك