سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة: إزاحة الأسد أولوية

مقاتلو المعارضة السورية يتصدون لهجوم انتحاري لـ"داعش"

 

 

 

 

عواصم - الوكالات

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس إن تركيا لا تزال ملتزمة بوقف لإطلاق النار في سوريا لكن روسيا يجب أن تكف عن الإصرار على ضرورة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وأضاف في تصريحات نقلتها قناة (تي.ار.تي خبر) الرسمية على الهواء مباشرة أنه أبلغ نظيره الروسي بأن موسكو لم تتخذ الخطوات اللازمة في مواجهة انتهاكات لوقف إطلاق النار في سوريا.

وقالت نيكي هيلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إنها ترى أن تغيير النظام في سوريا إحدى أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب. وقالت هيلي في مقابلة مع برنامج (ستيت أوف ذا يونيون) تبثها شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية كاملة يوم الأحد إن أولويات واشنطن هي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والتخلص من النفوذ الإيراني في سوريا وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت هيلي "لا نرى سوريا سلمية مع وجود الأسد."

وتمثل تعليقات هيلي تراجعا عما قالته قبل أن تشن الولايات المتحدة هجوما على قاعدة جوية سورية باستخدام 59 صاروخا من طراز توماهوك يوم الخميس ردا على ما قالت إنه هجوم لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية.

وميدانيا، قالت مصادر من مقاتلي المعارضة السورية أمس إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شنوا هجومين انتحاريين على معارضين مدعومين من الولايات المتحدة قرب الحدود مع العراق مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل في قتال وإصابة آخرين.

وقالوا إن ثمانية من مقاتلي التنظيم المتشدد وأربعة من رجالهم قتلوا.  وقالت مصادر المعارضة إن هجوما وقع على قاعدة عسكرية قرب معبر التنف الحدودي مع العراق نفذ بمركبة ملغومة واحدة على الأقل اقتحمت مدخل القاعدة. وقال أحد المصادر إن اثنين على الأقل من مقاتلي المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة قتلا وأصيب عشرات بجروح.

وشن المتشددون هجوما انتحاريا آخر على قافلة لمقاتلي المعارضة من فصيل أسود الشرقية الذي أرسل تعزيزات من مقره قرب مخيم الركبان للاجئين الواقع على مسافة أبعد باتجاه الجنوب الغربي. وقتل اثنان من القافلة.

وقال مصدر بارز من جماعة (أسود الشرقية) طلب عدم نشر اسمه إن اشتباكات وقعت داخل معبر التنف مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عدد آخر وأضاف أنهم هاجموا قافلة لجماعته لكن الموقف تحت السيطرة الآن.

وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "هجومان استشهاديان وعمليتان انغماسيتان شنها جنود من الدولة أمس على مواقع للفصائل السورية المدعومة أمريكيا قرب معبر التنف على الحدود مع الأردن." ولم تورد مزيدا من التفاصيل.

ويقع معبر التنف ومخيم الركبان قرب الحدود السورية مع العراق والأردن. وجماعة أسود الشرقية إحدى الجماعات الرئيسية في المنطقة التي تحارب الدولة الإسلامية وتقاتل تحت راية الجيش السوري الحر الذي يموله التحالف الغربي ويمده بالعتاد.

ويساند الأردن، حليف الولايات المتحدة، جماعات المعارضة المعتدلة المرتبطة بما يطلق عليها الجبهة الجنوبية المدعومة من تحالف عربي غربي يحاول منع سقوط جنوب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة في يد تنظيم الدولة الإسلامية.

والعام الماضي انتزع مقاتلون من المعارضة معبر التنف من الدولة الإسلامية وحاولوا إخراج التنظيم من مدينة البوكمال السورية الحدودية على نهر الفرات إلى الشمال الشرقي لكن محاولاتهم فشلت. وتقع البوكمال على طريق إمداد كبير للمتشددين بين معاقلهم في العراق وسوريا.

وفي الأسابيع الماضية عاد متشددون للتجمع في المنطقة الصحراوية السورية قرب الحدود مع الأردن لتدعيم معقلهم الرئيسي في الرقة بعد انتكاسات في سوريا والعراق.

ويهدف الهجوم إلى إظهار أن المتشددين ما زالوا قادرين على شن هجمات خاطفة على المعارضة المدعومة من الغرب التي سيطرت في الفترة الأخيرة على مساحات كبيرة من الأراضي الممتدة من بلدة بئر القصب على مسافة نحو 50 كيلومترا جنوب شرقي دمشق وصولا إلى الحدود مع العراق والأردن ومنطقة صحراوية يطلق عليها البادية.

وقال سعيد سيف وهو مسؤول من جماعة الشهيد أحمد العبدو المدعومة من الغرب والتي تعمل في المنطقة لرويترز "رسالتهم انه التنظيم موجود في المنطقة وما انسحب ولسه بيستهدف الجيش الحر."

وتبدي مصادر من مخابرات غربية قلقها منذ شهور من أن المتشددين الذين يفرون من معاقلهم الرئيسية في الرقة بسوريا والموصل بالعراق قد يجدون ملاذا آمنا في هذه المنطقة.

وقال مصدر مخابرات غربي لرويترز إن قوات خاصة أمريكية وبريطانية توسع قاعدة التنف لاستخدامها كنقطة انطلاق رئيسية لعمليات في الأشهر القادمة لطرد المتشددين من البوكمال. ويقول دبلوماسيون إن خططا قيد الإعداد لشن ضربات جديدة للتحالف على متشددي الدولة الإسلامية في الجنوب بما يشمل منطقة غربي مدينة درعا جنوب البلاد.

تعليق عبر الفيس بوك