طالب المقبالي
قبل أيام احتفلت المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الباطنة بتدشين الحملة الوطنية الإعلامية والتسويقية لتعزيز ممارسة النشاط البدني تحت شعار "الصحة تبدأ بخطوة" الحملة شهدت زخماً إعلامياً يليق بأهميتها وأهدافها من أجل صحة الإنسان.
الحملة حظيت برعاية من قبل سعادة عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الرستاق وحضرها مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة جنوب الباطنة وعدد من مديري المؤسسات الحكومية والأهلية وجمع من المدعوين من مختلف شرائح المجتمع.
الحفل تضمّن العديد من الفقرات بداية بكلمة مدير عام الخدمات الصحية بالمحافظة، ثم تحدث عن أهميّة ممارسة النشاط البدني (لمكافحة العديد من الأمراض وخاصة مرض السكري) وأضعها بين قوسين.
وأشار إلى أهميّة نشر التوعية لكافة شرائح المجتمع حول ممارسة النشاط البدني.
ثم قدم رئيس قسم الأمراض غير المعدية ورقة عمل جميلة بعنوان عبء الأمراض غير المعدية، وهذه أيضا تحتاج أن نضعها بين قوسين.
والجانب الديني حاضرا في هذه الحملة، ومع كل مناسبة دينية نجد شيخنا الجليل سالم بن علي النعماني خبير إرشاد ديني بجامعة السلطان قابوس حاضرا ليدلو بدلوه في هذا المحفل الكبير للتحدث عن أهمية النشاط البدني من منظور إسلامي، ونضع هذا أيضاً بين قوسين لأهميته، فالدين أساس كل شيء.
ولا أريد أن أسرد جميع فقرات حفل التدشين، وإن كانت الفقرة الأخيرة ستكون نقطة الانطلاق إلى الغاية التي أود الوصول إليها في هذا المقال.
حيث قام راعي المناسبة والحضور بتدشين الحملة الوطنية الإعلامية والتسويقية لتعزيز ممارسة النشاط البدني من خلال المشي حول ملعب النادي.
خطوة عملية لموضوع طالما أرّقني كثيراً ويؤرق الكثير من الناس وهو (رياضة المشي).
حيث لا نجد اهتماماً من الجهات المعنية رغم أهميته خاصة في الولايات.
فمنذ عام 1997 وأنا أمارس هذه الرياضة بشكل يومي من أجل الغايات التي وضعتها بين قوسين في هذه الحملة والتي تستهدف صحة وسلامة الإنسان.
إذ لا تتوفر أماكن مخصصة لرياضة المشي في الولايات كالتي تقام على الشواطئ وبعض الحدائق في مسقط، فالإنسان العماني هو نفسه في مسقط ونزوى وصور وعبر وصحار والرستاق، فلا فرق بين مواطن وآخر، وحكومة السلطنة تحت رعاية القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله لم تفرق بين مواطن وآخر، فالعمانيون سواسية، فقد تكون ثقافة المسؤول غائبة، والنظرة في هذا المجال قصيرة، حيث لا يدرك أهمية رياضة المشي في صحة الإنسان.
فعندما نمارس هذه الرياضة بمحاذاة الشارع العام فإننا نتعرض لخطرين، إن سلمنا من الأول، فلن نسلم من الآخر.
فالخطر الأول هو خطر الدهس من قبل المركبات، أمّا الخطر الثاني فهو استنشاق عوادم السيّارات المتمثل في غاز أول أوكسيد الكربون القاتل.
فقبل بضع سنوات كدت أتعرض لحادث مميت، حيث كان يفصلني متر واحد عن مركبة فقد صاحبها السيطرة عليها فتدهورت أسفل الوادي.
وبعد هذه الحادثة بعام واحد فقدنا أخاً عزيزاً كان يمارس رياضة المشي، فدهسته سيارة متهوّرة وأودت بحياته.
وما دفعني لكتابة هذا المقال هو أنني بالأمس كنت أمشي بمحاذاة شارع فرعي يمر بين المزارع فاختنقت من الأدخنة المتطايرة من تلك المزارع جراء حرق المخلفات، فانتقلت إلى الحي التجاري المكتظ بالعمالة الوافدة فاختنقت من أدخنة السجائر وعوادم المركبات.
فبالله عليكم أيّها المحتفلون بتدشين هذه الحملة، أين سنمارس هذا النشاط؟
قبل سنوات قامت بلدية الرستاق بتنفيذ مشروع ممشى ضمن مشاريع شهر البلديات، فاستبشرنا خيراً وصفق الجميع لهذه البادرة الكريمة، والمؤسف أنّ هذا المشروع لم يتجاوز طوله 300 متر، وقد وئد في المهد فور مغادرة لجنة تقييم أعمال شهر البلديات، والآن أصبح أثراً بعد عين لأنه لم يؤسس وفق دراسات وخطط مدروسة.
لدينا حدائق متواضعة فنتمنى أن تنفذ فيها أماكن خاصة للمشي بعيداً عن الطرقات الخطرة حتى نحقق الغاية الحقيقية بعيداً عن التنظير والبهرجة الإعلاميّة.
muqbali@hotmail.com