الملتقى الثقافي والصحبة الطيبة

راشد البلوشي

من إيجابيات مجموعات التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني خاصة، التواصل مع الأهل والأصدقاء، وتبادل الافكار، وإيصال كل ما هو مفيد، وصول المعلومة من أبعد بقاع الأرض إليك في غضون دقائق، وتبادل الآراء، وبالإمكان أن تمارس من خلاله أنشطتك التي تقربك إلى الآخرين وتفتح لك أبوابا تمكنك من إطلاق إبداعاتك وأفكارك والمشاريع التي ترغب في ترويجها وتحقق الأهداف التي قد تساعد مجتمعك، وتساهم في حل بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية حسب توجه كل عضو فيها.
بالأمس القريب، شاركنا في تجمع لمجموعة التواصل الاجتماعي أطلق عليها اسم جميل رائع ينم عن إدراك مشرفها معنى هذا اللقاء، مجموعة (الملتقى الثقافي) جمع كوكبة من المثقفين من مختلف محافظات السلطنة وبمختلف مستوياتهم العلمية والعملية، لم نكن ندرك أهمية مثل هذا التواصل الاجتماعي، الذي أصبح أقرب إلينا من الزيارات التي أصبحت قليلة جدا في ظل الارتباطات الشخصية والشعور بضيق الوقت والالتزامات العائلية.
كان لقاء أخويا؛ هدفه التعرّف على بعضنا بعضا، لتكتمل الصورة حينما يتم التواصل عبر الملتقى الثقافي، كان اللقاء حميميا بمعنى الكلمة، شعرنا بالسعادة والفرحة حينما نقدم أنفسنا ونعرف بعضنا ببعض، كانت روح المحبة تحف الجميع، وكان أكثر سعادة صاحب فكرة التجمع، اغرورقت عيناه من الفرح عندما رأى الكوكبة الرائعة في مكان حدد لهم، يليق بمكانتهم الثقافية والاجتماعية، وعلى ضيافة أحد أعضاء الملتقى، الذي استضافهم، تلك الشخصية الرائعة تستقبل الحضور من عتبات المكان، التوقيت كان مناسبا، والأفضل من ذلك، المكان المطل على الشاطئ، يعد تحفة معمارية بما يحتويه من جماليات، تصاحبه نسمات المساء الذي غابت عنه شمس ذلك اليوم، وأنارته تلك الوجوه الطيبة.
لم يقتصر اللقاء على تبادل الأحاديث الودية والتعارف، فكان للشعر نصيب حينما جالَ الشعراء بقريحتهم الشعرية، ورقصت على أبياتها أمواج البحر، وتمايلت لها أغصان الأشجار وسعف النخيل، وأطربت الحضور، وأوقفت كل من في المكان.
المشرف على الملتقى الثقافي كان حلمه أن تكون له مجموعة للتواصل الاجتماعي، يجمع فيها كوكبة من المثقفين العمانيين، وقد تحقق له ذلك، استعرض مع الجميع بشكل مباشر أهداف المجموعة، وعددا من المواضيع حول الاهتمامات المحلية، ومناقشتها والتوصل من خلالها إلى آراء متعددة، يستفاد منها في تكوين رؤية عامة حول الموضوع مدار النقاش، مع تداول ونقل كل ما هو مفيد للمجموعة من طرافة ومعلومات قيّمة، ومناقشة مواضيع الساعة التي تستجد في المجتمع العماني أولا والإقليمية ثانيا وإبراز الفكر، وتنمية القدرات والمهارات الذاتية في جميع المجالات الدينية والاقتصادية والسياسية والأدبية والتربوية والشعريّة والتكنولوجية وغيره من المجالات الحديثة المتجددة للكسب المعرفي والاستفادة من تجارب وإطلاع الآخرين .
برغم الوقت المحدد لنا في ذلك المكان الرائع إلا أن الأحاديث الودية والنقاشات الجانبية أنستنا الوقت المحدد لنا، استمر لأكثر من ساعة إضافية أخرى، تعالت فيه الابتسامات، انشرحت فيه النفوس، وتقاربت وجهات النظر، ومسحت كل ما كان راسخا في الأذهان وما كتب سابقا.
وكما استقبلنا المكان ودعناه على همسات الليل الذي بدأ بإسدال ظلامه، معلنا موعد الرحيل ليبدأ يوم جديد يحمل في طيّاته آفاق المستقبل لبلادنا الحبيبة، حفظ الله عمان وقائدها المفدى.
Almeen2009@hotmail.com