الرفد.. إنجاز وأرقام

راشد البلوشي

يُواصل صندوق الرفد إنجازاته بشكل لافت في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الوضع الحالي. المؤتمر الذي عقده مؤخرًا استعرض فيه ما حققه خلال الثلاثة أعوام الأولى من النشاط منذ إنشائه في يناير 2014م وحتى ديسمبر 2016م، من النتائج التي تؤكد على نجاح خططه الإستراتيجية، وأنه يسير في الطريق الصحيح وتوضح أنه  قادر على تنفيذ  تلك المهام التي أوكلت لقيادته الشابة الطموحة.
فالإنجازات والأرقام التي استعرضت في المؤتمر أدهشت الحضور، وأفصحت بالتفصيل عن ما أنجزه في عمر قصير جداً مُقارنة ببعض الجهات الحكومية التي بلغ عمرها عمر النهضة المُباركة.
المداخلات والتساؤلات التي كانت تدور في أذهان الحضور من الإعلاميين وغيرهم ربما قد تلاشت، نظرًا لشفافية العرض في ما يتعلق بتنوع المشاريع، والمُتابعة والمساندة المستفيدين من التمويل من قبل إدارة الصندوق، والالتزام بالسداد، وأسباب التَّعثر وغيرها من الأسئلة.
الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد فتح للحضور بكل مصداقية أبواب الحوار والنقاش، تحدث بثقة تامة وعزيمة قوية، ورغبة في مواصلة العمل من أجل الوصول إلى الأهداف التي رسمتها ندوة سيح الشامخات، أفصح عن التحديات والصعوبات التي تواجه بعض المشاريع القائمة، رصد العديد من الأسباب، فالأعلى منها سبب ضعف المهارات الإدارية والمالية والتسويقية بنسبة (%62)، فيما أتت نسبة (%15) من الصعوبات للإجراءات الإدارية مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، في حين توزعت بقية النسب على سبب عدم توافر القوى العاملة الوطنية وعدم  استقرارها، وموقع المشروع أصبح غير مناسب، وسوء التخطيط، والمنافسة الشديدة غير المتكافئة، وحالات اجتماعية خاصة بالإضافة إلى عدم الالتزام بالتَّفرغ.
فنسبة متأخرات قروض الصندوق لا تتجاوز 2% من إجمالي القروض، وهذا شيء لا يذكر  مع عدد القروض والتي بلغت 1730 قرضاً، نعده إنجازا كبيرا مُقارنة مع قروض قطاع البنوك.
الحديث عن عدد العقود التي قام الصندوق بتوفيرها لرواد الأعمال من خلال دعمه لهم  تجاوزت (5) ملايين ريال عماني، مما يوضح عن استحداث فرص عمل للقوى العاملة وطنية بلغت (3138) من خلال المشاريع.
هذه الأرقام والإنجازات تؤكد أيضاً بأنَّ الشباب العماني أثبت جدارته في إدارة المشاريع المستفيدة من الدعم التمويلي بالصندوق، وهو قادر على تولي أعماله بنفسه، فنهاك كوادر عمانية خرجت مشاريعها من دائرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى دائرة منافسة أصحاب المشاريع الكبيرة وهذا بحد ذاته إنجاز يضاف إلى رصيد الشباب العماني، حيث أظهرت النتائج أنّ نسبة (83.2 %) من أصحاب المشاريع الممولة كانت للفئة العمرية ما بين 18 إلى 45 عامًا، هذا المؤشر يؤكد أن هذه المشاريع لديها مشوار والنفس طويل، وقادرة على دعم اقتصاد الوطن ومؤهلة لإدارة المشاريع الكبيرة بحجم عمرها.
تصريحات الرئيس التنفيذي في المؤتمر كانت واضحة، حيث نادى وطالب بقية الجهات الأخرى ذات الصلة، والمكلفة ضمن ندوة سيح الشامخات بالعمل معاً لدعم الشباب لتسهيل وتبسيط كل الإجراءات التي تطلبها مشاريعهم، حتى لا يكون هناك ذرائع وأسباب تحبط طموحهم.
نعول على الجهات الأخرى والمكلفة ضمن الندوة بوضع يدها مع صندوق الرفد وأن يكونوا معول بناء لا معول هدم، حفظ الله عمان وقائدها الفدى.

Almeen2009@hotmail.com