مسقط – الرؤية
تختتم اليوم فعاليات المؤتمر الأول للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، الذي نظمته لثلاثة أيام وزارة الصحة ممثلة في قسم الأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني بالتعاون مع الرابطة الأوربية لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية، حيث تواصلت الفعاليات بفندق كراون بلازا أمس لليوم الثاني على التوالي، ويشهد المؤتمر مشاركة 100 مختص في مجال العناية المركزة ومكافحة العدوى والأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة والصيادلة من داخل وخارج السلطنة، فيما يحاضر فيه خبراء من السلطنة والسعودية والإمارات ولبنان والكويت وتركيا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا وإسبانيا وهولندا والدنمارك.
المؤتمر يتضمن 3 محاور هي أنواع البكتيريا، الاستخدام الرئيسي للمضادات، الإجراءات الوقائية لمكافحة العدوى في المستشفيات الحيوية؛ وناقش خلال اليومين الماضيين العديد من المحاضرات وأوراق العمل العلمية من بينها: عدوى البكتيريا سالبة الجرام المقاومة للأدوية المتعددة، العدوى المقاومة للأدوية المتعددة والمكتسبة من المستشفيات، الفحص والإدارة الجيدة للمضادات الحيوية.
كما ناقشت محاضرات وأوراق العمل الخطة الاستراتيجية لمكافحة مقاومة المضادات في دول مجلس التعاون، وأهمية الفحص عند التنويم في المستشفى، معايير تأسيس برنامج الإدارة الجيدة، أساليب جديدة لمكافحة العدوى، منهج متكامل لمكافحة العدوى، أهمية علم الأوبئة الجزيئي، تطويع التكنولوجيا للوقاية من عدوى المستشفيات، المنهجية المتبعة عند إعداد الدراسات التدخلية.
أمّا اليوم الثالث والأخير للمؤتمر اليوم الأحد فسيكون مخصصا للعاملين الصحيين في المستشفى السلطاني حيث سيتم استعراض ما تمّ تناوله خلال المؤتمر.
هذا ويهدف المؤتمر إلى استطلاع كافة المعارف القائمة والدراسات المتجددة الخاصة بعدوى المستشفيات، والتعرّف على مكامن الضعف وتحديد الأولويات للحد والسيطرة على الأجسام المقاومة للأدوية المتعددة مع التركيز على عدوى بكتيريا سلبية الغرام.
يصاحب المؤتمر معرض شاركت فيه عدة شركات عالمية بمنتجاتها في مجال مكافحة العدوى والمضادات الحيوية كالأدوية والأجهزة والتقنيات الجديدة المستخدمة في الكشف المبكر عن الجراثيم المقاومة للمضادات، إضافة إلى مشاركة دائرة الأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني بعرضها الأنشطة والفعاليات التي تنفذها في مجال مكافحة العدوى في المستشفى.
وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبدالله بالخير – استشاري أول أمراض معدية بمستشفى جامعة السلطان قابوس – على أهمية تنظيم مثل هذه المؤتمرات العلمية التي تستقطب خبراء عالميين وبمشاركة فئة كبيرة من الكوادر الصحية ذات الصلة بمكافحة عدوى المستشفيات والتي كانت مشاركتها فاعلة ومثرية.
أمّا الدكتورة إيمان مقدس – استشارية وأستاذة علم أحياء دقيقة بكلية الطب بجامعة الكويت – فأوضحت أنها شاركت بمحاضرة حول البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات بدولة الكويت، تطرقت فيها إلى الدراسة التي أجريت حول الموضوع وأوضحت أن مقارنة معدل انتشار هذه البكتيريا في مستشفيات الكويت ومستشفيات الدول المجاورة ودول العالم متساوٍ وهي مشابهة للمعدلات العالمية، ما يعني أنها مشكلة عالمية وليست قاصرة على بلد معين.
وأضافت أنّ توصيات الدراسة تضمّنت ضرورة إيجاد حلول جذرية للتعامل مع هذه البكتيريا ومضاعفاتها وآثارها الصحية للحد من مخاطرها على المرضى التي قد تصل إلى الوفاة. والتوصية بضرورة تقنين استخدام المضادات الحيوية للمرضى سواء لمرضى المستشفيات أو في المجتمع بشكل عام.
كما تطرّقت الدكتورة إيمان إلى الحلول التي بدأ تنفيذها في دولة الكويت لمواجهة هذه المشكلة كادخال تقنيات مخبرية جديدة للكشف المبكر عن هذا النوع من البكتيريا بحيث يتم اكتشافها مبكرا وعلاجها والحد من انتشارها. مؤكدة على أهميّة الحفاظ على نظافة اليدين في المستشفيات من قبل العاملين الصحيين لتفادي انتقال هذه البكتيريا إلى المرضى.
كذلك شارك في المؤتمر البروفيسور جوردي ريلو – مدير البحث العلمي لالتهاب الصدر والدم بمستشفى فلديبورن بإسبانيا – والذي أوضح أنه قدم خلال المؤتمر 3 أوراق عمل الأولى كانت عن أنواع البكتيريا في العناية، والثانية عن كيفية علاج التهاب الصدر في المستشفى، فيما سلطت الثالثة الضوء على الطرق العلمية المتبعة في القضاء على عدوى المستشفيات.
من جهته قال الدكتور اركيلز بيركسون – استشاري أول أمراض معدية بالمستشفى السلطاني – إنّه شارك في المؤتمر بمحاضرة عن فريق عمل التوعية والترشيد باستخدام المضادات الحيوية في المستشفى، موضحا أنّ الفريق عبارة عن تطبيق فعلي للخطة الوطنية للاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وأعضاءه مجموعة من الفئات الطبية والطبية المساعدة المقدمة للخدمات العلاجية، وهو يهدف بشكل أساسي إلى الحفاظ على سلامة المرضى والتقليل من تزايد حدة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.