هل تدفع لندن الثمن؟

 

يُعد الهجوم الإرهابي الذي حدث أمس بالعاصمة البريطانية لندن تطوّرًا جديداً ومفاجئًا لتلك الموجة التي اجتاحت أوروبا منذ فترة؛ حيث توالت الجرائم من فرنسا إلى المانيا وها هي تصل إلى بث الفزع في قلب لندن، وعلى بعد خطوات من البرلمان البريطاني، وكأنّ منفذي الهجوم يوجهون رسالة تحدي للحكومة البريطانية وأجهزة أمنها.
الجميع يعلم عدد الكاميرات الذي يراقب أدق حركات والتفاتات الناس في كل شبر في العاصمة البريطانية، فما بالنا بالمنطقة التي يقع فيها البرلمان، ووقت انعقاد إحدى الجلسات التي كانت تحضرها رئيسة الوزراء، وأنّ الأمر لم يتوقف عند جريمة واحدة بل أكثر حسب المعلومات التي تكشّفت حتى الآن.
أهم ما يمكن الإشارة إليه في هذه الآونة بعد إدانة شديدة للجريمة الإرهابية التي وقعت أنّ لندن كانت منذ سنوات طويلة ولا زالت حضناً دافئاً للكثير من الجماعات الإسلامية بمختلف توجهاتها من أكثرها اعتدالا لأكثرها عنفاً، حتى إنّ بعض الحكومات الإسلامية اشتكت كثيرا من تلك الحرية التي يتمتع بها معارضوها الإسلاميين في أهم عاصمة أوروبية، واليوم العالم يواجه خطراً مترامياً لا يعترف بحدود ولا جنسيات ولا لون وإن كانت له مراكز بعينها إلا أن أذرعته منتشرة تنشر القتل في كل البلاد، ألا وهو تنظيم داعش الذي قد تتحمل بريطانيا جزءاً من وِزر زراعتِه وريِّه حتى نما وكبر وتغوّل إلى هذا الحد الذي صار يفزع الجميع.
قد يكون القتلة الذين نفذوا الهجوم من أفراد هذا التنظيم الإرهابي، وقد يكونوا متأثرين بدعايته كما قال مسؤول حكومي أوروبي لرويترز أمس والذي أكّد أنّ المُحققين يدرسون احتمال أن يكون منفذ الهجوم تأثر بالدعاية التي يروج لها تنظيم داعش.
حتى الآن يبدو أنّ الهجوم بثّ الرعب في قلب لندن وهو ما يبدو أثره واضحاً على التحذيرات من داخل وخارج بريطانيا التي تُطلَقُ كل دقائق منذ أمس، والسفارات التي تصدر بيانات تحذّر رعاياها، وإجراءات تأمين المواقع البريطانية في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك إجراءات التأمين للعاصمة بأسرها والتوقعات بهجمات أخرى.
 

 
 


 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك