ملتقى الأسرة بمحضة يناقش خطورة المخدرات والابتزاز الإلكتروني

البريمي - سيف المعمري

رعى سعادة الشيخ عبد الله بن سالم الفارسي والي محضة افتتاح ملتقى الأسرة الأول "خطوة من أجل مجتمع واع" والذي حمل شعار "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، ونظَّمته مدرسة زينب بنت خُزيمة للتعليم الأساسي بولاية محضة وبحضور سالم بن علي الكعبي عضو مجلس الشورى، وموسى بن علي الهنائي مُدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمُحافظة البريمي وشيوخ وأعيان الولاية والتربويين بتعليمية محافظة البريمي.

استهل برنامج الملتقى بكلمة الأخصائيات الاجتماعيات وقدمتها مجان الجيلاني ونصرا المعمري المشرفتان على الملتقى، ثمَّ قدَّم النقيب خميس بن ناصر الكعبي من إدارة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بقيادة شرطة محافظة البريمي محاضرة بعنوان :"نحو مجتمع خالٍ من المخدرات" استعرض من خلالها ظاهرة تعاطي المخدرات والأثر تحدثه على المجتمعات وعلاقتها بالكثير من المشاكل الاجتماعية، وما ينتج عنها من غياب للعقل واضطراب الإدراك الحسي، وانخفاض المستوى الذهني والكفاءة العقلية، وذكر الكعبي أنَّ من أخطر آثار المخدرات هو التفكك الأسري، حيث تكثر الخلافات الأسرية بسبب كثرة المتطلبات المالية للمدمن كي يحصل على كفايته من المواد المخدرة، مما يؤثر على الحالة الاقتصادية للأسرة، وتطرق أيضاً إلى الآثار المدمرة أسرياً التي تنتج عن الإدمان ويتمثل في وقوع الطلاق بين الزوجين بسبب إدمان أحدهما للمخدرات، أو بسبب الخلافات التي تحدث بينهما حال اكتشاف وقوع أحد أبنائها في فخ الإدمان، وتشاع فيه الجريمة والأفعال الفاحشة، وذكر أنَّ تعاطي المخدرات هو أحد عوامل انتشار الجــرائم في المجتمـــعات، بالإضافة لكثرة حوادث السرقة والقتل، فقد يلجأ المدمن إلى السرقة وربما القتل أحيانًا حين يفتقر إلى المال اللازم لشراء حاجته من المخدرات، وفي نهاية المحاضرة تطرق المحاضر إلى ذكر أنواع وأصناف المخدرات المنتشرة ودور شرطة عمان السلطانية في إحباط عمليات التهريب لهذه المواد الخطيرة على الفرد والمجتمع بشكل عام.

بعدها قدم الضابط المدني زايد بن سالمين الفارسي من إدارة التحريات والتحقيقات بقيادة شرطة محافظة البريمي محاضرة بعنوان "الابتزاز الإلكتروني"، والتي بين من خلالها خطورة من يعكفون على ابتكار طرق ووسائل تساعدهم على كسب المال بطريقة غير شرعية من خلال ابتزاز الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي سواء من خلال انتحال شخصية مشهورة تطلب قرضا ماليا مؤقتا وسترجعه أضعاف حسب الرسائل المنتشرة أو من خلال انتحال شخصية فتاة أجنبية تطلب التواصل ليس بالكتابة وحسب وإنما صوت وصورة.

بعدها تطرق الفارسي إلى أسباب ودوافع الابتزاز الإلكتروني وذكر أن أبرزها قلة الوازع الديني والأخلاقي، وانتشار وتنوع برامج ووسائل التواصل الاجتماعي وكثرة استخدامها، وانشغال الوالدين عن توعية الأبناء بالطرق المثلى لاستخدام التقنيات الحديثة وعدم مراقبة الوالدين لحسابات أبنائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والجهل بالعقوبات والقوانين وقد يكون الدافع هو حب التجربة ولكن أعظم سبب هو الحصول على المال من الضحية عبر ابتزازه بصور أو أسرار أفشاها المجني عليه.

واستعرض المحاضر مجموعة من القصص الواقعية من المجتمع العماني حدثت لأشخاص من مختلف الفئات العمرية، وبمختلف المكانات الاجتماعية والاقتصادية ممن تعرضوا لمشكلة الابتزاز الإلكتروني .

وقدمت جماعة المسرح بمدرسة زينب بنت خزيمة عرضاً بعنوان :"التفكك الأسري" تضمن مجموعة من المشاهد مثلت أهم المشكلات المعاصرة التي تعاني منها المجتمعات كمشكلة التدخين والمخدرات والتبرج والزواج المبكر، واختتم العرض بقصيدة.

بعدها قدم الدكتور خلفان بن محمد الفهدي المدير العام المساعد للتنمية الاجتماعية بشمال الشرقية محاضرة بعنوان" الأساليب الصحيحة للتربية " تحدث فيها عن العوامل التي تحكم العلاقة بالأبناء، ذكر منها الإحباط الذي يولد الرفض، كذلك صراع السيطرة، والحب القاسي، وغيرها من العوامل.

كما ذكر مجموعة من الأساليب الخاطئة في التعامل مع الأبناء ونتائجها، عدد منها عدم تقوية الوازع الديني عند الأبناء، وعدم تمثل ولي الأمر بالقدوة الحسنة، وعدم تهيئة الابن للمتغيرات التي سوف تطرأ عليه بانتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة وغيرها، كما قدمت الطالبة علياء بنت سالم الكعبي نشيدا بعنوان "أسرتي جنتي" ، ثم قام سعادة الشيخ راعي المُناسبة بتكريم المحاضرين، وزيارة المعرض الفني المصاحب للملتقى.

تعليق عبر الفيس بوك