لأول مرة على مستوى المستشفيات الحكومية.. "الجامعي" يجري عملية استئصال الغدة الدرقية بالمنظار المرئي

 

 

 

مسقط – الرؤية

تمكن فريق طبي بمستشفى جامعة السلطان قابوس من إجراء عملية ناجحة تعد الأولى من نوعها على مستوى المستشفيات الحكومية بالسلطنة تتمثل في استئصال الغدة الدرقية بواسطة المنظار المرئي لمريضة في منتصف العشرينيات من العمر، وهي تتمتع الآن بصحة جيدة، واستمرت العملية حوالي ساعتين تمكن الفريق خلالها من استئصال الغدة وإنهاء معاناة المريضة وبدون أي جروح ظاهرة في الرقبة.

أجرى العملية فريق جراحي من المستشفى الجامعي مكون من الدكتور يحيى بن ناصر البداعي استشاري أنف وأذن وحنجرة بقسم الجراحة والدكتور هاني بن أحمد القاضي استشاري أول جراحة عامة ومناظير وحوادث رئيس قسم الجراحة بالمستشفى الجامعي، والدكتور عبدالناصر أخصائي أول جراحة عامة والدكتورة نورا ساجواني تخصص جراحة عامة، والدكتورة سونالي أخصائية أولى تخدير والدكتور شاتي استشاري أول تخدير، ويحيى السعيدي ممرض عام.

وفي هذا السياق قال الدكتور يحيى بن ناصر البداعي: تم استئصال الجزء الأيمن من الغدة الدرقية حيث إنّ العلاج سابقاً لمثل هذه الحالة كان يتم بالإزالة عن طريق الجراحة وذلك بإحداث فتحة في الرقبة، ولكن هذه العملية تم إجراؤها بطريقة حديثة وتمت من خلال ثلاث فتحات صغيرة في منطقة الأبط، حيث كانت الفتحة الأولى بحجم سنتيمتر واحد والفتحة الثانية والثالثة بحجم نصف سنتيمتر بعد ذلك تم استخدام المنظار للوصول إلى منطقة الورم وإزالته وتم ذلك تحت الجلد وصولاً إلى الرقبة، وتجرى مثل هذه العمليات في مراكز متخصصة في الدول المتقدمة، أمّا بالنسبة للسلطنة فيعد مستشفى جامعة السلطان قابوس الأول بين المستشفيات الحكومية في إجراء هذه العملية، وكانت النتيجة إيجابية ويعد نجاح العملية نقلة علمية ومواكبة حقيقية للأساليب العلمية الحديثة فى مجال الجراحة.

شمل التحضير لمثل هذه العملية تدريب الطاقم الطبي الذي قام بإجراء العملية حيث قام الفريق بزيارة مركز متخصص في إجراء مثل هذه العمليات في دولة فيتنام لمدة أسبوعين قام الفريق خلال هذه الفترة بإجراء العديد من العمليات تحت إشراف كادر متخصص وذي خبرة عالية، ليعودوا بعدها إلى السلطنة قادرين على إجراء مثل هذه العمليات ومجاراة كل جديد في المجال الطبي وتحديث المعلومات وطرق تقديم الخدمة بأحدث ما توصلت إليه دراسات العلم الحديث.

ويقول الدكتور هاني القاضي رئيس قسم الجراحة بالمستشفى الجامعي: إن عمليات المناظير لا تعد بديلاً للعمليات الجراحية انما هي مكملة لهذا الجانب وذلك تحديداً لمعايير معينة يتم تخصيصها لعمليات المناظير، ولعمل مثل هذا النوع من العمليات بمساعدة المنظار لابد من اتباع بعض الخطوات المهمة قبل إجراء العملية ومنها توفير التشخيص المناسب حيث يتم تحديد موقع الورم ليتم التوصل إليه مباشرة، وتتوفر في المستشفى الجامعي الفحوصات النووية والفحوصات بالأشعة فوق الصوتية، كل هذا يساعد على تحديد مكان الورم وبالتالي إمكانية إزالته والوصول مباشرة له، وكل ذلك يعمل على بث الطمأنينة لدى المريض وثقته بالطاقم الطبي الذي سيجري له العملية، ففي العادة تجد المريض متخوف من أجراء العملية نظرا لخطورتها على الصوت والأعصاب المجاورة للغدة وموقعها الحساس على الرقبة.

ويشير الدكتور القاضي الى أن ما يميز عملية المنظار عن عمليات الفتح والجراحة أنه يمكن رؤية العصب الصوتي بوضوح جداً عن طريق المنظار أكثر من عمليات الفتح وهذا من العوامل المشجعة لإجراء مثل هذه العمليات، وتتميز هذه العمليات التي تقام بالمنظار عن نظيرتها التي تقام عن طريق الشق الجراحي بالرؤية التكبيرية الواضحة، وتقليل المعاناة بعد العملية، إضافة إلى عدم وجود أي أثر للعملية التي تجرى عن طريق المنظار، وتقليل حدوث إلتهاب للجروح جراء العملية وتقليل حدوث العدوى. وتكمن أيضاً أهمية هذه العمليات أنها تتيح خيار ثانٍ للمرضى عند إجراء عمليات استئصال الغدة الدرقية.

الجدير بالذكر أن قسم الجراحة بمستشفى جامعة السلطان قابوس يستقبل جميع الحالات الجراحية التي تتعرض لها مختلف فئات الأعمار وبكافة أنواعها، كما تحتل جراحة المناظير ذات الفتحات الصغيرة مكانة متميزة في قائمة الجراحات التي يتم إجراؤها بالمستشفى، حيث أنّها تعتبر من أحدث النقلات في قسم الجراحة بجميع تخصصاته، ويحرص المستشفى على استخدام أحدث الأجهزة لتشخيص وعلاج الأمراض تحت إشراف نخبة من الأطباء من أصحاب المهارات والكفاءات العالية وعلى قدر عالي من الخبرة والقدرة في التعامل مع مثل هذه العمليات وغيرها.

تعليق عبر الفيس بوك