على بن بدر البوسعيدي
لا شكَّ أن ما تقوم به بلدية مسقط يُعتبر عملا كبيرا لا يُمكن لشخص أن يُنكره، وكلٌّ منا يرى تلك المناظر الجميلة التي تزين المدن والشوارع والطرقات، إلى جانب الاهتمام المتعاظم بالنظافة التي أصبحتْ تزدان بها جميع المدن، هذا إلى جانب مجالات عديدة تُوْلِيها البلدية اهتماما كبيراً حتى تصل لدرجة كبيرة من الرُّقي والتحضُّر.
ولا أحد يُنكر ما تقوم به البلدية في جميع المجالات الخدمية التي دائماً ما يُسعى المواطن لرؤيتها حقيقة على أرض الواقع، هذا فضلاً عن الجهود الكبيرة في تخليص معاملات البلدية المختلفة، وتسهيل مهمة الإجراءات المختلفة بالنسبة للمواطنين؛ تماشياً مع السرعة الفائقة التي تنتهجها العديد من المؤسسات لتسهيل وتيسير دولاب العمل في الحكومة.
ولكن لابد أنْ نلفت الانتباه إلى بعض الأشياء التي تتطلب أن تلتفت إليها البلدية، خاصة بعد أن أصاب الضجر الكثيرَ من المواطنين من بُطء إجراءات العديد من المعاملات؛ من بينها المعاملات المتعلقة بالإباحات بشكل خاص؛ حيث إنَّ هذه المعاملات تتأخر كثيرًا من الوقت، وأنَّ هذا الأمر يؤدِّي إلى امتعاض كثير من المواطنين؛ نظراً لتأخر أعمالهم في عملية بناء مساكنهم وبناياتهم، خاصة وأنَّه وفي كثير من الأحيان يكون هنالك اتفاق مُسبق مع المقاول، ويؤدِّي هذا التأخير لدفع مبالغ إضافية للمقاول دون أي داعٍ يُذكر؛ مما يضيف أعباءً مالية أخرى لم تكن في الحسبان، والكثير من المواطنين لا يرون أنَّ هناك مُبررات مقبولة من قبل البلدية التي ترجع أمر تأخير الإجراء إلى قلة المهندسين المتخصصين في الإباحات، في الوقت الذي تكون فيه الطلبات المقدَّمة من قبل المواطنين لا تتناسب مع عددِ المهندسن الموجودين في الخدمة؛ مما يجعل البعض يتساءل: لماذا لا تُقْدِم بلدية مسقط على توظيف الشباب العُماني الذين درسوا هذا التخصُّص وهم كثيرون، ومعظمهم بدون عمل، ويبحثون عنه، فإذا أقدمت البلدية على هذه الخطوة تكون قد عملتْ بصورة كبيرة على ضمان تقديم الخدمة الأفضل بسرعة تتماشي مع ما ينتهجه العالم من تسريع الإجراءات في كافة المعاملات، وهذا الأمر لابد أن يُنظر إليه بعين الاعتبار؛ إذ لا يُمكن أن ينتظر المواطن ما يقارب الستة أشهر حتى يستخرج الإباحة التي يُريد أن يُشيِّد عليها البناية. لقد حان الوقت للاستفادة من الشباب في مثل هذه المجالات والمجالات الأخرى، كما أنَّ الخطوة أيضاً تصب في توظيف عدد من الشباب لخدمة الوطن والمواطن.